الأحد، 6 أبريل 2014

الهروب ... والإتضاع

الهروب والاتضاع هما أهم وسائل الوقاية من الشهوة ...

وجميع الخطايا التي في العالم هي في الأصل شهوة ...

شهوة الجسد ... وشهوة العيون ... وشهوة المجد ...



فالهروب من الأشياء المثيرة للشهوة ... بدءا من الطعام ... وحتى المثيرات الجنسية ... بل وأيضا المال والمقتنيات ... وأسباب وفرص العظمة والمجد ... الهروب هو أهم طرق الوقاية ...



فالانسان الذي يسمح لنفسه أن يتطلع إلى طعام افطاري في وقت الصوم ... مجرد النظر اليه ... أو التفكير فيه ... قد يضعف ارادة الانسان تدريجيا ... لدرجة قد تدفعه للسقوط في تلك الشهوة ... أيا كانت ...



ومجرد سؤال من اي شخص لك في صباح يوم صيام انقطاعي : "أعمل لك فطار ؟" ... أو "أعمل لك كوب شاي؟ " ... أقول ان سؤال مثل هذا قد يثير حربا ضارية داخل نفس الانسان حديث العهد بالصوم ...



فالحل اذن هو الهروب من اي فكر للمثيرات ... وقد ذكرت الطعام كمثال ... ولكن يمكن التطبيق على كافة الشهوات ...



هذا بالنسبة لنا نحن المبتدئين في الروحيات ... أما بالنسبة للناضجين والكاملين ... فيحاربهم شيء آخر أخطر ...

وهو الكبرياء ...

فهؤلاء لا تعود للحواس سلطان عليهم بقدر ما لها على المبتدئين ...



لذلك نرى شيخ مثل القديس يوحنا القصير يذهب إلى بيت للخطية لكي يخلص بائيسة بنت النعمة التي سقطت بسبب ابتعادها تدريجيا عن النعمة ... ودخولها في دائرة الخطية تدريجيا حتى ضعفت وسقطت ...

ان جو الخطية في بيت كهذا كفيل باشعال حربا رهيبة عند اي انسان عادي ليس في قامة القديس يوحنا القصير ...

ولكنه عندما ذهب اليها طلب من الشيوخ أن يصلوا من أجله ... ليس خوفا ... بل إتضاعا ...



ولكن أشد خطر يتهدد هؤلاء الناضجين روحيا حقا هو الكبرياء ... فان سقطوا فيه ... وقبلوه ... وتلذذوا بفكر الكبرياء ...

تقارقهم النعمة ... فيسقطون في الشهوة بمنتهى السهولة ...



لذلك ... إهرب مما يثيرك ... وأشكر الله على نجاتك ...

ولا تظن أن إنتصارك هو بقوتك ...

لئلا تفارقك النعمة ...

فتســــــــــــــــــــقط !!!

ليست هناك تعليقات: