الاثنين، 24 فبراير 2014

الصوم واللحم

لماذا لا نأكل اللحم في الصوم ؟؟؟

يحدثنا الكتاب المقدس في سفر دانيال عن الصوم قاءلا: ...
"لا آكلُ طَعاما شَهيًّا، ولا يَدخُلُ فَمي لَحْمٌ ولا خمرٌ، ولا أتَطَيَّبُ بِطيـبٍ إلى أنْ تَمَّتِ الأسابـيعُ الثَّلاثَةُ." (دانيال 10 : 3 )

وهكذا يكون الصوم حسب الكتاب المقدس هو : ...
عدم أكل الطعام الشهي بالاجمال ... وخاصة أشهى الأطعمة أي اللحوم ...

كما أن الطعام النباتي هو طعام آدم وحواء في جنة عدن : ...
"وقالَ اللهُ: «ها أنا أعطيتُكُم كُلَّ عُشْبٍ يُبزِرُ بِزرا على وجهِ الأرضِ كُلِّها، وكُلَّ شجَرٍ يحمِلُ ثَمَرا فيهِ بِزرٌ، هذا يكونُ لكُم طَعاما." (تكوين 1 : 29 )

هكذا نحن في الصوم نحاول أن نستعيد تلك الحالة النقية ... حالة الفردوس ...

كما أننا في الصوم أيضا نتمنع عن المعاشرات الزوجية لنفس السبب ...
وهو محاولة استعادة حالة النقاوة التي كانا يعيشان فيها آدم وحواء قبل السقوط ... حيث أنه ذكر أن آدم إضطجع مع زوجته ... بعد السقوط ...
"واضطجَعَ آدمُ معَ امرأتِهِ حَوَّاءَ فحَمَلت ووَلَدَت قايـينَ" (تكوين 4 : 1 )

كما أن معلمنا بولس الرسول يقول : ...
لا يَمتَنِـعْ أحدُكُما عَنِ الآخَرِ إلاّ على اَتفاقٍ بَينَكما وإلى حينٍ، حتى تتَفَرّغا لِلصّلاةِ. ثُمّ عودا إلى الحياةِ الزّوجِيّةِ العادِيّةِ لِئَلاّ يُعوزَكُم ضَبطُ النّفسِ، فتَقَعوا في تَجرِبَةِ إبليسَ." (كورنثوس الأولى 7 : 5 )

ما يزين الفضيلة

كل فضيلة يجب أن يزينها كل من : ...
المحبة ... والاتضاع ... والافراز ...

فالصوم مثلا ... يجب أن تكون غايته هي التعبير عن محبتنا لله ...
وليس مجرد علاقة بيننا وبين الطعام أو الجسد ...

كما يجب أن يزينه الاتضاع ... فلا يكون مادة لافتخارنا ...
ولا حتى بيننا وبين أنفسنا ... كمن يظن أنه صار من كبار النساك ...
بل نصوم كمن هو غير مستحق لنعمة الطعام بسبب خطاياه ...

كما يجب أن يزين الصوم الافراز ... أي الجكمة ...
حتى نعرف كيف نصوم وحتى متى نصوم ...
ومتى نفطر ... ولماذا نفطر ...
وقد إعتبر القديس الأنبا أنطونيوس أن الإفراز هو أهم الفضائل ...
ومن أهم مظاهر الافراز أيضا الاعتدال الذي يجب أن يزين كل شيء ...
وبدونه تتحول الأشياء المفيدة إلى ضارة حسبما قال القديس مار اسحق السرياني ...
والاعتدال هو ألا نصوم أقل من قدرتنا ... ولا نبالغ أكثر من امكاناتنا !!!

الأحد، 23 فبراير 2014

مراحل تطور الخادم على الفيسبوك

المرحلة الأولى : الانبهار والخوف ...
عندما يبدأ خادم قديم في استخدام الفيس بوك ... ينبهر بكثرة الألوان والامكانيات ... وكثرة الازرار والاختيارات ... ويجعله ذلك أيضا يخاف ... فيبدأ بالتعامل بحرص شديد مع كل خاصية من خواص الفيس ... حتى يتعلم ... ويكون خائفا من نشر أي شيء أو كتابة أي شيء ... حتى يبدأ يتعود قليلا قليلا ... ويكسر حاجز الخوف ... ويبدأ يضيف أصدقاء ... ويصل إلى أصدقاؤه القدامى ويضيفهم ... عندئذ يدخل الخادم في المرحلة الفيسبوكية الثانية ...

المرحلة الثانية ... الغيرة والهجوم ...
عندما يجد الخادم أصدقاؤه ينشرون على الفيس ... ويلاقون في ذلك نجاحا إلى حد ما ... تأكله الغيرة ... فيبدأ بمهاجمتهم ... لأنه لا يعرف أن يفعل مثلهم ... فيقيم من نفسه رجل شرطة مرور الفيس ... ويجول يتصفح بوستات أصدقاؤه ... مدققا فيها بكل حرص ... حتى يستطيع أن يجد منفذا يهاجمهم منه ... أو يجد شيئا ممكن أن يعتبره هو خطأً حسب مفهومه ... فيهاجم ... ويهذب ويؤدب ... ويعاتب ... ويؤنب ... ويظن في نفسه أنه حكيم الفيسبوك ... وسط عالم من الجهلاء العميان ... الذين عليه هو أن يقودهم وينير لهم الطريق ...

وهذه المرحلة ليست روحية بالمرة لأن الكتاب يقول : 
أمّا إذا كانَ في قُلوبِكُم مَرارَةُ الحَسَدِ والنّزاعِ، فلا تَتباهوا ولا تكذِبوا على الحَقّ. 15فمِثلُ هذِهِ الحِكمَةِ لا تَنزِلُ مِنْ فوقُ، بَل هِـيَ حِكمَةٌ دُنيوِيّةٌ بَشَرِيّةٌ شَيطانِـيّةٌ. 16فحَيثُ الحَسَدُ والنّزاعُ، هُناكَ القَلَقُ وكُلّ أنواعِ الشّرّ. (يعقوب 3 : 14 - 16 )

لأن من أهم ما يميز الحكمة التي من فوق هو أنها مسالمة :
 17وأمّا الحِكمَةُ النّازِلَةُ مِنْ فوقُ فهِيَ طاهِرَةٌ قَبلَ كُلّ شيءٍ، وهِـيَ مُسالِمَةٌ مُتَسامِحَةٌ وديعَةٌ تَفيضُ رَحمَةً وعمَلاً صالِحًا، لا مُحاباةَ فيها ولا نِفاقَ. (يعقوب 3 : 17 )

المرحلة الثالثة (أن يبدع ... أو أن يرجع) ...
وأخيرا ينتقل الخادم الى المرحلة الفيسبوكية الثالثة وهي إما أن يدرك موهبته وينمو فيها ويبدع ... (وأولئك هم قليلون) ... أو أن يهمل الفيسبوك ويتركه ويهمله ويرجع عنه ... ويصبح لا يستخدمه إلا في أوقات متباعدة ... حيث أنه لا يشبعه ولا يجد فيه متعته التي كان ينشدها !!!

الخميس، 20 فبراير 2014

الله والعالم

الانسان الذي يحب العالم ...
يفرح بإشباع شهواته من العالم ...
أي شهوة الجسد وشهوة العين وشهوة المجد ...
وذلك حتى رغم إيمانه بالله ... (إيمان) ...

ولكي يُشفى الإنسان من محبة العالم ...
يجب أن يحتمل جرعات منتظمة متزايدة تدريجيا من الألم ...
آلام الجسد والخسارة المادية وانكار الذات ...
أي النسك والعطاء والاتضاع ... (على الرجاء) ...

فيبدأ يتلقى تعزيات السماء التي تفرح نفسه وتقوي إيمانه وتثبته ...
ومن الفرح بالتعزيات الروحية ...
تتحول محبته تدريجيا من العالم إلى الله ... (محبة) !!!


الانسان يفرح بمن يحب ... ويحب من يفرحه !!!
لذلك أنت تفرح بشهوات العالم لأنك تحبه ...
ولكنك ستحب الله عندما تترك شهوات العالم فتتذوق أفراح الله !!!


لكي تتقبل محبة الله في قلبك ...
يجب أن تفرغ قلبك أولا من محبة العالم ...
ولكي تتخلص من محبة العالم ...
يجب أن تتذوق آلاما متنوعة كثيرة !!!


كل ما يقابلنا في العالم من آلام نفسية أو جسدية ...
سواء إجبارية (تجارب) أو طوعية (جهاد) ...
هي محاولات من الله لتفريغ قلوبنا من محبة العالم ...
لكي نستطيع أن نستمتع بمحبتة !!!

فهو إله غيور ... يريد كل القلب ...
وهو لا يملأ قلبك إلا إذا أفرغته أولا من محبة العالم !!!

"غَيرَتي على بَيتِكَ‌ أكَلَتني" (مزمور 69 : 10)
"أما تَعرِفونَ أنّكُم هَيكَلُ اللهِ، وأنّ رُوحَ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟" ( 1 كو 3: 16 )
"لا تسجُدْ لها ولا تَعبُدْها، لأنِّي أنا الرّبُّ إلهُكَ إلهٌ غيورٌ" (خروج 20 : 5 )


إما أن تتلذذ بالعالم الذي تحبه ... وتفرح به ...
أو أن تتألم في العالم من أجل الله ...
فيفرحك الله بتعزياته ...
فتحب الله الذي يفرحك ... من كل قلبك !!!


لا يمكن أن تتذوق محبة الله إلا إذا ذقت تعزياته أولا ...
ولا يمكن أن تتذوق تعزياته إلا إذا حرمت ذاتك من تعزيات العالم أولا ...
ولا يمكن أن تحرم ذاتك من تعزيات العالم إلا إذا آمنت بالله أولا !!!


الانسان إما أن يحب شهوات العالم ويتلذذ بها ...
أو أن يرفض لذة العالم ... ويختار أن يتألم من أجل الله ...
فيفرح بالله وبمحبته !!!

محبة العالم <-- تلذذ بالعالم <-- الإنسان --> تألم بالجهاد --> تلذذ بالروحيات --> محبة الله !!!

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

المرأة والنفس

المرأة هي صورة نفس الإنسان ...
والرجل هو صورة الله !!!

"ولا يَجوزُ لِلرّجُلِ أنْ يُغَطّيَ رأْسَهُ لأنّهُ صُورَةُ اللهِ ويَعكِسُ مَجدَهُ،
وأمّا المرأةُ فتَعكِسُ مَجدَ الرّجُلِ.
(رسالة كورنثوس الأولى 11: 7 GNA)


تأمل إمرأتك ... تعرف نفسك ...
تأمل نفسك ... تعرف الله !!!


إذا كُنتَ تُحِب الله وتخافه ... ستجد إمرأتك وأولادك يحبونك ويقدرونك ...
أما إن كُنتَ تُحِب العالم ... ستجد إمرأتك وأولادك يرون العالم كله أفضل منك !!!


غالبا ما تكون علاقة إمرأتك بك ... صورة لعلاقتك بالله !!!


إذا أضجرتك إمرأتك بطلباتها ...
إعلم أنك أيضاً قد أضجرت الله بطلباتك دون أن تفعل ما يرضيه ويُسِرّ قلبه !!!


إن أردتَ أن تُصلح علاقة زوجتك بك ...
إبدأ بإصلاح علاقتك بالله ...
لأن علاقتك بالله هي الأصل ...
وعلاقة زوجتك بك ما هي إلا صورة لعلاقتك بالله !!!

الله الكلمة

يفتخر البعض بأن كلمته لا تنزل الأرض أبداً ...
ولكن الله بسبب محبته للبشر ...
أنزل كلمته للأرض متجسداً لفدائنا ...
بعد أن كان قد حكم بالموت الأبدي علينا بسبب خطايانا !!!

"وأوصى الرّبُّ الإلهُ آدمَ قالَ:
«مِنْ جميعِ شجَرِ الجَنَّةِ تأكُلُ،
وأمَّا شجَرَةُ معرِفَةِ الخيرِ والشَّرِّ فلا تأكُلْ مِنها.
فيومَ تأكُلُ مِنها موتا تموتُ».
(التكوين 2: 16, 17 GNA)


كلمتك هي عقلك ...
ولكي تظهر كلمتك للآخرين لابد أن تشترك ارادتك في ذلك ...
فتحرك لسانك لتنطقها ...
أو تحرك يدك لتكتبها ...
كما تحتاج إلى شيء مادي تظهر من خلاله الكلمة ...
مثل الهواء (للصوت) ...
أو ورقة وقلم أو جهاز إلكتروني ... (للكتابة أو التسجيل) ...

هكذا السيد المسيح هو كلمة الله أو عقل الله الناطق (اللوجوس) ...
ولكي يظهر لنا السيد المسيح كان لابد أن الروح القدس يشارك في ذلك (الإرادة ) ...
سواء من خلال الأنبياء ... (الصوت = الوحي المقدس) ...
أو من خلال السيدة العذراء ... (الروح القدس يحل عليكِ) ...
كما إحتاج إلى مادة (الكتاب المقدس المكتوب - أو الجسد الذي ولد به السيد المسيح من جسد السيدة العذراء) !!!

مرتا

لو كان السيد وافق مرتا على طلبها ...
لكان من حق البعض أن يهاجموا الرهبنة !!!

"وكانَت مَرتا مُنَهمِكَةً في كثيرٍ من أمورِ الضّيافَةِ، جاءَت وقالَت لِيَسوعَ:
"يا رَبّ، أما تُبالي أن تَتْرُكَني أُختي أخدُمُ وحدي؟ قُلْ لها أن تُساعِدَني!"
فأجابَها الرّبّ: "مَرتا، مَرتا، أنتِ تقلَقينَ وتَهتمّينَ بأُمورٍ كثيرةٍ، معَ أنّ الحاجَةَ إلى شيءٍ واحدٍ.
فمَريَمُ اَختارَتِ النّصيبَ الأفضَلَ، ولن يَنزعَهُ أحَدٌ مِنها".
(البشارة كما دوّنها لوقا 10: 40-42 GNA)

العالم ثلاثة

العالم ثلاثة ... تخلص منه بثلاثة ... فتقتني ثلاثة !!!

العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وشهوة المجد ...

تتخلص من شهوة العين ومحبة المال والمقتنيات بالإيمان ...
وتتخلص من شهوة الجسد من شراهة وكسل وزنا بالجهاد على رجاء النعيم الأبدي الذي لا يُحَد ...
وتتخلص من شهوة المجد بمحبة قريبك كنفسك ...
إذن تتخلص من العالم بالإيمان والرجاء والمحبة !!!

فتقتني المحبة والفرح والسلام !!!


عــــاوز تعيـــــش ... فرحـــــــان صحيــــــــح ...
لازم تعيــــــــــــش ... مع المســـــــــــــــيح !!!


لا يهم كم تمتلك ... المهم حقا كم أنت سعيد !!!


السعادة والرضا والسرور هم في المسيح فقط ...
أما العالم فلا يشبع أبداً !!!

"فأجابَها يَسوعُ: "كُلّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً، ...
14أمّا مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا، ...
فلَنْ يَعطَشَ أبدًا. ...
فالماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ نَبعًا يَفيضُ بِالحياةِ الأبديّةِ"." ...
(يوحنا 4: 13 - 14)


بين بداية التوبة وأفراحها ...
طريق كرب يجب إحتماله بالصبر !!!

"بِصَبْرِكُمُ ٱقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ."
(لُوقَا 21: 19 AVD)

الله نور ... كلما إقتربتَ منه إزددتَ إستنارة ...
روح الله مُعَزّي ... كلما إقتربتَ منه إزددتَ فرحاً ...
المسيح ملك السلام ... كلما إقتربتَ منه إزددتَ شعوراً بالسلام والطمأنينة وزالت مخاوفك حتى من الموت ذاته !!!


العالم بيغريك ... لكن أبداً ما يرويك ...
ويسوع مستنيك ... هو وحده يغنيك !!!


بين ترك شهوات العالم ... وتذوق تعزيات السماء ...
كأس من الرجاء المُحَلّى بالصبر !!!

الاثنين، 17 فبراير 2014

لغات الحب والعبادة

في كتاب جميل إسمه لغات الحب الخمس ...
ذكر المؤلف (جاري تشابمان) أنه توجد خمس لغات أساسية للحب ...
وأن لكل واحد لغة أساسية يدرك بها مشاعر الحب من الآخر ...
وأنه يجب أن تعرف لغة شريكك وتخاطبه بها ... لا بلغتك أنت ...
وهذه اللغات الأساسية الخمس هي : ...
1. تكريس الوقت ...
2. تبادل الهدايا ...
3. كلمات التشجيع ...
4. أعمال الخدمة ...
5. اللمسات الجسدية ...

وفي تأمل لي وجدت أن نفس هذه اللغات التي تعبر عن الحب ... 
هي وسائل العبادة المختلفة التي نقدمها لله : ...
1. تكريس الوقت : في الصلاة أو قراءة الكتاب المقدس أو الخلوة والتأمل ...
2. تبادل الهدايا : العطايا والتقدمات والنذور التي تقدمها لله ...
3. كلمات التشجيع : التسابيح والتماجيد التي تقدمها لله ...
4. أعمال الخدمة : كل تعب تتعبه من أجل الله سواء صوم أو سهر أو ذهاب للكنيسة أو أي خدمة تعملها من أجل لله لأي إنسان ...
5. اللمسات الجسدية : الله روح ... ولكننا نتلامس معه أيضا في التناول من جسد الرب ودمه في القداس الإلهي !!!

الخميس، 13 فبراير 2014

يونان


يونان دخل ... جوف الحوت ... وليس بطن الحوت ...
يوجد تجويف كبير داخل رأس الحوت يملأه بالهواء لكي يستخدمه في التنفس أثناء الغطس ... وهو متصل بتجويف الفم ...
فإذا دخل فم الحوت جسم غريب خزنه في هذا التجويف حتى يصل إلى الشاطئ حيث يلفظه هناك لكيلا لا يعود يدخل إلى فمه مرة أخرى !!!
(المعلومة من كتاب نيافة الأنبا بولا عن الكتاب المقدس والعلم)

تأملات : ...

كما نجّى الصوم أهل نينوى ...
كذلك يستطيع أن ينجي في كل زمان ومكان !!!


عزيزي الأب/ عزيزتي الأم ...
أنت هو يونان ...
يدعوك الله بالاهتمام بخلاص أسرتك (نينوى) ...
ولكنك تفضل الهروب إلى ترشيش ... أي جمع المال وصحة الجسد والشهادات الدراسية ... لأولادك ...
ناسياً ومتجاهلاً روحيات أسرتك ...
تكون النتيجة أن يأمر الله النوتية لكي يلقوك في بحر التجارب ...
لكن لا تخف ... أنت محفوظ في جوف الحوت إلى اليوم الذي تصلي فيه مثل يونان ...
مُسلّماً حياتك لله ...
عندئذ يأمر الله الحوت أن يخرجك من بحر التجارب إلى بر الأمان ...
وتكون سبب خلاص كل أسرتك وأهل بيتك و أقاربك ومعارفك (المدينة العظيمة نينوى) !!!


الزوج هو يونان زوجته وأولاده ... والزوجة هي يونان زوجها وأولادها ...
إن هو أطاع الله وإهتم بخلاصهم ... نجى ...
وإن هو أهمل خلاصهم وهرب إلى أمور العالم ...
ألقاه النوتية في بحر التجارب !!!



عزيزي الخادم ...
أنت يونان ...
يدعوك الله لمعونة إخوتك الخدام على خلاص أنفسهم ...
ولكنك تنظر إليهم بعدم محبة وبإحتقار ...
ظاناً نفسك أبرّ منهم بمراحل ...
وبأنه لا فائدة من خدمتهم ...
فتهرب إلى تمجيد ذاتك والإعجاب بها ...
فيأمر الرب النوتية بأن يلقوك في بحر التجارب الهائج ...
حتى تختلي بذاتك (جوف الحوت) ...
وتدرك عيوبك ... وتتوب ... فيأمر الله الحوت أن يضعك على بر الأمان والمحبة ...
فتكون سبباً لخلاص كنيستك (المدينة العظيمة نينوى) !!!



عزيزي الإنسان ... كل إنسان ... أنت يونان ... بداخلك يونان !!!
وهو ضميرك الذي يدعوك للتوبة والرجوع إلى الله بكل قلبك ...
ولكنك تفضل الهرب إلى ترشيش ... العالم وشهواته ... الجسد والمال والمجد ...
تكون النتيجة أن تقع من تجربةٍ إلى أخرى أشد ... من سفينة في البحر الهائج إلى جوف الحوت المظلم ...
حتى تركع وتصلي وتتوب ...
وتبدأ في الجهاد والتوبة بكل كيانك ...
قلبك ونفسك وقدرتك وفكرك ... (نينوى) ...
فترتاح من التجارب ...
وتصير كلك نقياً (المدينة العظيمة نينوى) !!!



في ظلمة جوف الحوت ...
صلى يونان صائماً في خلوة مع الله ...
فخرج إلى النور على بر الأمان !!!
كذلك أنت إهتم بالخلوة والصلاة مع الصوم لكي ترى النور !!!

اجتهد أن تصلي وتصوم وتختلي بالله ...
لئلا تجد نفسك في جوف الحوت مرغماً على كل ذلك !!!

إن لم تخدم الله طائعاً ...
وفضلت إهتمامات الجسد والمال والمجد ... (ترشيش) ...
إضطررت إلى خدمته بعد تأديبات كثيرة (البحر الهائج ... وجوف الحوت المظلم) !!!

لا تتذمر على الضيقة ... (جوف الحوت) ...
لأنها قد تكون لحمايتك من الهلاك (الغرق في البحر الهائج) !!!


هروب يونان خلص أهل السفينة ...
وكرازة يونان خلصت أهل نينوى ...
إنسان الله أينما ذهب يكون سبباً في الخلاص !!!


يونان لم يصلّ وهو في اسرائيل ..
ولم يصلّ وهو في السفينة ...
ولا صلى وهو في نينوى ...
ولكنه صلى في جوف الحوت ...
عندما اشتدت عليه الضيقة !!!


في كل يوم ستجد مائة سبب مقنع لكي تكسر الصوم وتأكل قبل الوقت ...
ولكن "الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" !!!

ألم الصوم يقطع إلتصاق النفس بالجسد والعالم ...
ويحررها من أسرهم ... لكي تنطلق نحو الله !!!

الصلاة من إنسان مستريح مثل حبات البخور على فحم بارد مطفأ ...
والصلاة من إنسان متألم بالصوم أو المرض أو الحزن ...
مثل حبات البخور على جمر مشتعل !!!


"إذا أردت تقويم أي فضيلة إبدأ بالصوم"
(من أقوال الآباء)

ألم الصوم وتعب الجهاد ...
هو الدليل العملي على صدق إيمانك !!!

من قصة يونان نتعلم : ...
أن سبباً أساسياً للتجارب والضيقات التي نتعرض لها (هياج البحر) ...
هو عصيان الله !!!

في الصوم ... تشعر أنك تمارس العبادة بصورة عملية ... تشمل كيانك كله !!!


يونان كان نائماً متوانياً في السفينة ...
لذلك إنتقل من تجربة العاصفة إلى تجربةٍ أشد (جوف الحوت) ...
ولكنه لما سهر مصلياً صائماً في جوف الحوت ... إنتقل إلى برّ الأمان !!!
"فقالَ لهُم: "ما بالُكُم نائِمينَ؟ قوموا وصَلّوا لِئَلاّ تَقَعوا في التّجرِبَةِ".
(البشارة كما دوّنها لوقا 22: 46 GNA)


يونان طلب لنفسه الموت ثلاث مرات ...
المرة الأولى لما قال للنوتية :
: «إِحملوني والقوني إلى البحرِ فيَسكُنَ البحرُ عَنكُم. فأنا أعرفُ أنَّ هذِهِ الزَّوبعةَ العظيمةَ حلَّتْ بكُم بِسَبَبـي».
(سفر يونان 1: 12 GNA)
لأنه كان يائساً متذمراً على التجربة ... غير منتظر لرحمة الله ...
ويقول القديس مار إسحق السرياني:
"من يتذمر على التجربة تتضاعف عليه"
لذلك إنتقل يونان من سفينة في بحر هائج ... إلى جوف حوت مظلم مخيف !!!
كان يمكن أن يطلب يونان من القبطان أن يعيده إلى بلده ... أو أن يتوجه إلى نينوى ... وأعتقد أنه كان سوف لا يمانع في ذلك من أجل إنقاذ الجميع ...
أو كان من الممكن أن يصلي تائباً طالباً رحمة الله على أن يطيعه ويفعل مشيئته فور وصوله إلى الشاطئ !!!


"فالآنَ أيُّها الرّبُّ خُذْ حياتي مِنِّي، فخيرٌ لي أنْ أموتَ مِنْ أنْ أحيا»."
(سفر يونان 4: 3 GNA)
هذه هي المرة الثانية التي تذمر فيها يونان طالباً الموت ...
لكن الله عزاه باليقطينة لأنه:
"ما أصابَتكُم تَجرِبَةٌ فوقَ طاقةِ الإنسانِ،
لأنّ اللهَ صادِقٌ فلا يُكَلّفُكُم مِنَ التّجارِبِ غَيرَ ما تَقدِرونَ علَيهِ،
بَلْ يهَبُكُم معَ التّجرِبَةِ وَسيلَةَ النّجاةِ مِنها والقُدرَةَ على اَحتِمالِها.
(رسالة كورنثوس الأولى 10: 13 GNA)


في المرة الثالثة التي طلب فيها يونان الموت : ...
"فلمَّا أشرقتِ الشَّمسُ أعدَّ اللهُ ريحا شرقيَّةً‌حارَّةً، فضربتِ الشَّمسُ على رأسِ يونانَ فأُغميَ علَيهِ، فطلبَ الموتَ لنفسِهِ وقالَ: «خيرٌ لي أنْ أموتَ مِنْ أنْ أحيا».
(سفر يونان 4: 8 GNA)
عزّاه الله بذاته ... عرّفه مشيئته ... وأظهر ليونان عيوبه وأخطاؤه ...
لأنه بالرغم من تذمره ... إلا أنه كان قد نفّذ مشيئة الله ... وفرّح قلب الله ... إذ ربح له مدينة عظيمةً !!!


ترمز اليقطينة إلى جميع التعزيات البشرية والمادية التي نفرح بها في ضيقاتنا ...
بل وحتى الآيات والعجائب التي نظن أنها بسبب برنا وتقوانا ...
لأنه مكتوب : ...
"فأجابَها يَسوعُ: "كُلّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً"
(البشارة كما دوّنها يوحنا 4: 13 GNA)

الخميس، 6 فبراير 2014

الصلاة والخدمة

الصلاة من أجل المخدومين أهم من الخدمة ذاتها ... 
مكتوب عن الخدمة : ...
"مَنْ مِنكُم لَهُ أجيرٌ يَفلحُ الأرضَ أو يَرعى الغنَمَ، إذا رجَعَ مِنَ الحَقلِ، يقولُ لَهُ: أسرِعْ واَجلِسْ لِلطعامِ. 8ألا يقولُ لَهُ: هيّئْ ليَ العشاءَ، وشَمّرْ عَن ساعدَيكَ واَخدُمني حتى آكُلَ وأشرَبَ، ثُمّ تأكُلُ أنتَ وتَشرَبُ؟
(لوقا 17 : 7 - 8 GNA )
تهيئة العشاء للسيد هي الصلاة ...

بينما عن السهر في الصلاة قال السيد المسيح : ...
هَنيئًا لِهَؤلاءِ الخَدَمِ الذينَ متى رجَعَ سيّدُهُم وجَدَهُم ساهِرينَ. الحقّ أقولُ لكُم: إنّهُ يُشَمّرُ عَنْ ساعِدِهِ ويُجلِسُهُم للطّعامِ ويَقومُ بخِدمَتِهِم.
(لوقا 12 : 37 GNA )

إياك أن تهمل الصلاة بسبب الخدمــــــــــــــة !!!

صراع

كل إنسان هو في صراع مع نفسه : ...
"فما يَشتَهيهِ الجَسَدُ يُناقِضُ الرّوحَ، وما يَشتَهيهِ الرّوحُ يُناقِضُ الجَسَدَ. كُلّ مِنهُما يُقاوِمُ الآخَرَ لِئَلاّ تَعمَلوا ما تُريدونَ."
(رسالة غلاطية 5: 17 GNA)

ولن يرتاح الإنسان حتى ينتهي هذا الصراع : ...
"إصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض" ...
(القديس مار إسحق السرياني)

والطريقة الوحيدة لحسم هذا الصراع والصلح مع النفس هي : ...
"بَلْ أقسو على جَسَدي وأستَعبِدُهُ لِئَلاّ أكونَ، بَعدَما بَشّرتُ غَيري، مِنَ الخاسِرينَ."
(رسالة كورنثوس الأولى 9: 27 GNA)

الخدمة والألم


الخدمة هي أن تحب مخدوميك لدرجة أن تتألم من أجلهم : ...

عندما طلبت أم إبني زبدي أن يجلس إبناها واحد عن يمينه والآخر عن يساره (أي طلبت لهما مسئوليات كبيرة في خدمة الكنيسة) أجاب : ...

"فأجابَ يَسوعُ: "أنتُما لا تعرفانِ ما تَطلُبانِ. أتقْدِرانِ أنْ تَشرَبا الكأسَ التي سأشرَبُها؟"
(متى 20 : 22 GNA)

أي أن السيد المسيح كان يوجه نظرنا إلى أن الخدمة تعني بالضرورة أن تتألم من أجل مخدوميك ...

والقديسين يوحنا المعمدان )اول من مهد للمسيح) والشهيد اسطفانوس رئيس الشمامسة (وأولهم) ماتا شهيدان
بل وجميع تلاميذ المسيح ورسله إستشهدوا أو عُذّبوا كثيرا ...

ويقول معلمنا بولس الرسول : ...
"بَلْ نُظهِرُ أنفُسَنا في كُلّ شيءٍ أنّنا خُدّامُ اللهِ بِصَبرِنا في الشّدائدِ والحاجاتِ والمَشقّاتِ 5والضّربِ والسّجنِ والاضطرابِ والتّعبِ والسّهرِ والصّومِ، 6بالنّزاهَةِ والمَعرِفَةِ وطولِ البالِ والرّفقِ ورُوحِ القَداسَةِ والمَحبّةِ الخالِصَةِ"
(2 كو 6 : 4 - 6 GNA )

وقد حكى أحد الآباء ... أنه سمع إنسانا يصلي من أجل أبناؤه قائلا : ...
"يا رب أنا فدية ... إفعل بي ما تريد لكي يخلص أبنائي"

والقديس أبونا بيشوي كامل ... إشتهى آلام مرض السرطان وأسماه مرض الملكوت ... وكان ذلك سببا في خلاص أجيال من المؤمنين في الاسكندرية ومصر والعالم كله ...

وفي الكتاب المقدس ... كلما كان ملك شعب الله صالحا طاهرا تائبا ... كلما إنصلح حال الشعب ... وعندما يخطئ الملك ... كان الشعب كله يعاني !!!

لذلك أيضا يفسر الآباء هذه الآية بأنها شهوة للألم والاستشهاد : ...
"صَدَقَ القَولُ بأنّ مَنْ طَمَحَ إلى الأُسقُفِـيّةِ تَمنّى عمَلاً كَريمًا."
( 1 تيموثاوس 3 : 1 GNA )

وقد كان البابا شنودة - نيح الله نفسه - يقول لمن يرسمهم من الأساقفة : ...
"إما أن ترتاح أنت وتتعب الرعية ... أو تتعب أنت وترتاح الرعية ... 
وأنا دعوتكم للتعب"

الأربعاء، 5 فبراير 2014

الأرض المستوية

تُشبه نفس الإنسان قطعة أرض مستوية ...
ولكن كثيرين يُعجبون بمناطق معينة من نفوسهم فيقومون بتعليتها ...
فتكون النتيجة أن تتكون حُفَر في مناطق أخرى إذ يأخذون من ترابها لتعلية تلك المناطق ...

فهذه المرتفعات هي مناطق الكبرياء ...
وتلك الحفر هي مناطق الضعف والشعور بالنقص ...
فالكبرياء والشعور بالنقص مرتبطان ...
كذلك الإتضاع والثقة بالنفس أيضاً مرتبطان !!!

الخدمة

عندما يتوب الخادم ... ينصلح حال المخدومين ...
وعندما يصوم الخادم ... يفرح المخدومين ...
وعندما يسهر الخادم ... ينام المخدومين مطمئنين !!!

الخدمة مسئولية رهيبة ... والهروب منها خيانة عظمى ... والاهمال فيها يحملنا دم المخدومين
لأنه إن لم نتب ... وإن لم نصم ونصلي ونسهر من أجل أنفسنا وخدمتنا ومخدومينا ... سيفسد الكرم وتملأه الثعالب الصغيرة

الخادم لخدمته ... مثل المسيح للكنيسة .... إن لم يصلب ذاته عنهم ... أخشى أن أقول ماذا يمكن أن يحدث

أنا أشفق كثيرا على البابا والأساقفة والكهنة ... وكل من هو في مسئولية ...
لأنه إن كان خدمة فصل مدارس أحد تتطلب منا تعبا وحرصا هذا مقداره ... فكم بالحري هؤلاء الكبار

إن الأسقف في الكنيسة يلقب بـ "الحَبر" ... والبابا يلقب بـ "الحَبر الأعظم" ...
إن كلمة "حَبر" هذه تعني "جرح" لأن هؤلاء هم أكثر ناس مجروحين في الكنيسة ... وهم أكثر من يتألم من أجل الرعية

يا رب ارحم