السبت، 25 مايو 2013

الأحمق ... لماذا هو كذلك ؟ !!!

 
 
 سبب غالبية التصرفات الحمقاء التي نفعلها أثناء أكلنا وشربنا وكلامنا وعملنا وسائر سلوكنا ...

هو الإستعجـــــــــال ...

لذلك فمن المهم جدا التأني وتعلم الصبر ... خاصة في المواقف الحساسة ...

مكتوب : ...

"بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ."

(إنجيل لوقا 21: 19)
 .....................................

ثاني أهم أسباب الحماقة في السلوك هو ... الكسل ...

على سبيل المثال ... كأن يحرك انسان شيء برجليه لأنه يكسل أن ينحني ... فيقع ...

أو أن يحمل انسان أكثر مما تحتمل يديه ... لأنه لا يريد أن يروح ويرجع مرتين ...

 فيسقط ما في يديه ...

وهذا الشخص يسمونه في اللغة ... أخرق ... Clumsy ...

أو أن يكسل الانسان ان يفكر في الكلام قبل أن يقوله ... فيؤدي ذلك إلى مواقف محرجة ...

مما يجعل الشخص الكسول يعرف بأنه ... أحمق ...

والكسل ليس سببا للحماقة في السلوك فقط ...

بل إنه السبب الرئيسي للفشل في جميع أوجه الحياة ...

سواء الدراسية ... أو العملية ... أو الأسرية ... أو الاجتماعية ...

أو بالأخص جدا ... الحيــــــــــــــــــاة الروحيــــــــــــــــــــة !!!

"اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا."

(أمثال 6: 6)
 ..........................................

ثالث أسباب الحماقة ... هو الجهل ...

على سبيل المثال ... أن يكون الشخص جاهلا بآداب المائدة ...

فيصدر تصرفات حمقاء أثناء جلوسه للأكل مع الآخرين ...

مثل أن يمضغ الطعام وهو فاتح فمه ...

أو أن يحدث صوتا في حلقه أثناء بلع الماء أو أي شراب ...

أو أن يمد يده أمام الجالس بجواره ليأخذ شيئا من طبق بعيد ...

أو أن يضع كوعه على المائدة ...

إلى غير ذلك من التصرفات التي تنجم عن الجهل بآداب المائدة ...

كما أن الجهل بآداب الحديث والمناقشة أيضا تؤدي إلى الحماقة ...

مثل أن تجيب عن أمر قبل أن تسمعه ...

أو أن تجيب على سؤال موجه لغيرك ...

أو أن تقاطع دون سبب وجيه وتكرر ذلك باستمرار ...

بالاضافة إلى الجهل بآداب التعامل مع من هم أكبر سنا ...

وآداب التعامل مع الجنس الآخر ... إلخ

وعلاج الجهل هو القراءة ...

"لو لم تكن شريعتك تلاوتي ... لهلكت حينئذ في مذلتي " ... (مزمور 119)

وأيضا سؤال من هم أكثر منك علما وأكبر سنا ...

فستجد لديهم الحكمة والمعرفة التي لن تجدها عادة في رفقاءك ... !!!


 .......................................


ورابع أسباب الحماقة أيضا ... تضييع الانسان وقته فيما لا يفيد

والاستسلام للعب والأحاديث التافهه سواء في الواقع أو على الانترنت

 والاكثار من مشاهدة التليفزيون وادمان الكمبيوتر

دون أن يحاول الانسان بنيان نفسه ... وتطوير شخصيته

 مكتوب :     مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. (أفسس 5: 16)
......................................

وخامس أسباب الحماقة هو ... عدم المشورة ...

فالجهل مثلا ... يمكن مقاومته بالمشورة ...

فأنت يمكنك تعلم الكثير من الآخرين إذا كنت تشاورهم ...

أما الذي يستحي أن يسأل بحجة ألا يظهر جهله ... فسيستمر جهله إلى الأبد ...

كما أن كثير من الأفكار تبدو للانسان وجيهة وحكيمة جدا ...

ولكنه إذا شاور آخر ... يكتشف عيوب تلك الأفكار ...

مكتوب : ... كل ما أظهر فهو نور ...

ولكن المهم أن تختار جيدا من الذي تشاوره في أمرك ...

ومن الذي تسأله عما تجهله !!!


أما من الذي تسأله ...

فيجب أولا أن يكون شخصا روحيا ...

مكتوب :     وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ .... (1كو 2: 15)

ثانيا ... يجب أن يكون شخصا مختبرا ... في مجال تخصص السؤال ...

 سفر الأمثال 15: 22

مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ

.......................................

وكل ما ذكرنا من أسباب الحماقة ... يمكن تجنبه باقتناء مخافة الله ...

فهي تعلم الانسان الصبر وعدم الاستعجال

وهي تعطي الانسان همة وتطرد الكسل

وتعلم الانسان قيمة الوقت ... لكي يبني نفسه

   وهي تعلم الانسان من الكتب المقدسة والآباء الروحيين

رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.

(سفر المزامير 111: 10)

الثلاثاء، 21 مايو 2013

الخادم والموظف


تشبه الحياة الروحية. 

انسانا يعمل في وظيفة جيدة. 

ومن مرتبه الكبير في تلك الوظيفة يعيش ويقتني مقتنيات فاخرة ويدخر. 

فاذا حدث ان ترك وظيفته هذه. لا ياخذ منه صاحب العمل ما كسبه من عمله عنده. 

فقد يكون قد اصبح غنيا. الا انه في الحقيقة يكون عاطلا. 

هكذا فان الانسان عندما يجاهد روحيا. يكسب عطايا روحية من نعمة الله. 

فيصبح لديه العديد من المواهب والامكانات الروحية. 

ولكنه اذا ابتعد عن الله وعاد الى حياة الخطية. 

يظل ما كسبه من نعم روحية موجودا لديه. 

لان عطايا الله بلا ندامة
الا انه يكون في الحقيقة منفصلا عن الله. 

ومن هنا جاء في الكتاب. 

كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب. اليس باسمك تنبأنا. وباسمك أخرجنا شياطين ... أقول لهم: اذهبوا عني يا فاعلي الاثم !!!

لذلك ايضا فانه من المؤكد ان جميع الخدام الروحيين الكبار قد جاهدوا في وقت ما حتى نالوا مواهب وعطايا روحية جزيلة. مكنتهم من الخدمة بذلك المستوى العالي. 

ولكن ما هو مستواهم الروحي الحالي؟ لا احد يعلم غير الله. 

لذلك ايضا مكتوب: "على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيين. 

فكل ما قالوا لكم ان تفعلوه فافعلوا. ولكن مثل اعمالهم لا تعملوا !!!

ولنفس هذا السبب فان الكنيسة لا تعترف باحد قديسا الا بعد وفاته بزمن طويل. اي خمسون سنة. حتى يكون اي شيء مستور في حياته قد انكشف. وحتى لا ننخدع بالمظاهر والاقوال بل بالقوة. 

الاثنين، 20 مايو 2013

تأليه الذات ... والتشبه بالله



الخطية هي تأليه الذات ...

والفضيلة هي التشبه بالله !!!

فأنت إن كنت تؤمن بالله ووجوده في كل مكان ... وفي قدرته الغير محدودة ...

يستحيل أن تعصاه ...

فأنت من غير المعتاد أن تخالف رئيسك في العمل ...

وأقل جرأة أن تخالف أمر مالك الشركة ...

وأقل كثيرا أن تخالف رموز السلطة المدنية بدءا من الشرطة وحتى رئيس الدولة ...

ولكن من المعتاد ومن المألوف أن تخالف زميلك أو صديقك ...

ذلك لأنك تشعر أنك مساو له ... وبالتالي يمكنك مخالفة رأيه ...

هكذا كل من يخطيء ... وكل من يتعدى وصايا الله ...

فانه يقيم من ذاته إلها مساويا لله - تبارك اسمه !!!

والخطية الأولى في التاريخ كانت خطية الشيطان ... الذي قال "أصير مثل العلي" ...

وخطية حواء وآدم الأولى في الجنة كانت بسبب أن الحية قالت لحواء : ...

أنك إن أكلت من الشجرة تصيرا "مثل الله" عارفين الخير والشر ...

أما الفضيلة ... فهي التشبه بالله ...

فالله - تبارك اسمه - لم يأمرنا بشيء إلا لأنه صفة فيه ...

فهو - على سبيل المثال - يأمرنا بالمحبة ... لأن الله محبة ...

ويأمرنا بالاتضاع ... لأنه وديع ومتواضع القلب ...

ويأمرنا بالتسامح والغفران ... لأنه غفور ورحيم ... الخ

وهو قد قال ذلك في الوحي المقدس في سفر التكوين : ...

"نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا" ...

اذن أنت عندما تمارس الخطية فإنك تؤله ذاتك ...

ولكنك عندما تمارس الفضيلة ... فإنك تؤمن بالله خالقك متشبها به !!!

السبت، 18 مايو 2013

رأي في العلاقة الزوجية


هناك من يتعفف عن هذه العلاقة تماما ويختار حياة البتولية في الرهبنة مثلا ...

وهو اختيار شاق ... يكاد يخلو من التعزيات البشرية ... ولكنه مليء بالتعزيات الروحية ...

وهناك من يتزوج ويعيش بتولا مع زوجته دون أن يمسها ...

وهو إختيار أشق ... ولا داعي له إلا إذا إقتضت الضرورة ذلك ...

وهناك من يتزوج ويمارس هذه العلاقة بافراط حتى بعد أن تضعف طبيعته ... فيلجأ للمقويات ...

وهذا الاختيار يدل على إنهزام شديد للنفس من الجسد ...

وهناك من يتزوج ... ويمارس هذه العلاقة مع زوجته بتعقل حتى يكملا أسرتهم ...

ثم يبدأ في التعفف تدريجيا عن هذا الأمر ...

حتى يكف عنه نهائيا وهو لا يزال قادرا عليه ...

وهذه هي الطريق الوسطى المعتدلة ...

وعلى هامش هذا القول ...

فإن أفضل وسيلة لتنظيم الأسرة ... هي فترة الأمان ...

وهي وسيلة آمنة جدا وليس لها أي أضرار ...

ومضمونة تماما إذا استخدمت بطريقة صحيحة !!!

ماذا تركب ... وإلى أين تتجه ؟


تشبه حياتنا انسان راكب سيارة ... ويختلف اتجاه كل واحد عن الآخر ...

علما بأنه يوجد إتجاهين فقط للطريق ...

ففي أحد نهايتي الطريق يوجد الجحيم ... وفي النهاية الأخرى يوجد الملكوت ...

لا يوجد كثير من اللوحات الارشادية ... لذلك يجب أن تنتبه جيدا لتعرف في أي اتجاه تسير ...

بل توجد لوحات ارشادية مخادعة كثيرة ... توحي لك أن هذا هو الطريق الصحيح لملكوت السموات ... مع أنه في الحقيقة ... طريق الجحيم !!!

وكما أن للسيارة أربعة عجلات ... هكذا فإن من يسير في اتجاه الجحيم ... تكون عجلاته الأربعة هي ...

شهوة الجسد ... وشهوة العيون ... وشهوة العظمة ... والاستعجال (عدم الصبر)

أما إن أردت أن تسير في الطريق المضاد ... أي طريق الملكوت ... عليك أن تستبدل عجلاتك بأربعة عجلات أخرى ...

هي النسك ... والقناعة ... والاتضاع ... والصبر ...

والوقود الذي يجب أن تستعمله في رحلة الملكوت فيجب أن يكون نقيا ... وهو الايمان

أما وقود رحلة الجحيم فهو من نوع غير نقي ... مملوء بالشكوك ...

المحرك هو الارادة ... ويمكن توجيهها عن طريق عجلة القيادة ... وهي الافراز ...

والسرعة الزائدة قاتلة في كلا الاتجاهين !!!

وتشبه مقصورة السيارة قلبك ... فكلما كانت محبتك كبيرة ... كلما كانت مقصورتك فاخرة ورحبة ... تتسع لعدد أكبر تحملهم معك للملكوت في فرح وسعادة ... رغم مشقة الطريق
 
ومهما كان طريق الملكوت وعرا وطويلا ... فإن المدينة رائعة مملوءة من كل فرح !!!

الثلاثاء، 14 مايو 2013

يا رب إرحم



هي طلبة جميع الطلبات ...

والكنيسة تعلمنا أن نرد بها على كل طلبة أو صلاة ...

فهي الطلبة التي من المؤكد في جميع الأحوال أنه حسب مشيئة الله ... لأن الله رحوم 

ونحن لا نملي على الله طريقة معينة لهذه الرحمة ... ولكننا نطلب رحمته فقط ...

فقد تكون رحمته لمريض هي شفاؤه ... 

وقد يكون شفاؤه بطريقة معجزية ... أو بتوفير العلاج اللازم له ... إلخ

وقد تكون هي بقاؤه في المرض فترة أطول من أجل تنقية روحه ... 

وقد تكون هي إنتقاله من العالم الفاني إلى العالم الباقي إذ قد أكمل جهاده ... 

كما تشمل هذه الطلبة الصلاة من أجل العالم أجمع ...

فنحن لا نحتاج أن نقول يا رب إرحمني ... ولا يا رب إرحمه ... ولا إرحمها ... ولا إرحمهم ... ولا إرحمنا ...

لأن كلمة "يا رب إرحم" تشمل طلب رحمة الله من أجل الخليقة كلها ... 

المؤمنة وغير المؤمنة ... العاقلة وغير العاقلة ...

الاثنين، 6 مايو 2013

تأملات في السقوط والصليب والقيامة



الموت والعري والخوف والاختباء

"سمعت صوتك في الجنة فخشيت ... لأني عريان ... فإختبأت

لأنك يوم تأكل منها ... موتا تموت
 
الموت نتج عنه  الشعور بالعري

 والعري يعبر عن عناصر الموت الثلاثة

فالعاري أولا: ... يتألم من البرد أو الحر أو أي شيء يمس جسده

وثانيا : ... العري يشير إلى الفقر حيث لا يمتلك العاري شيء حتى ما يستر به جسده

وثالثا : ... فان العري أيضا خزي ومحقرة

وتلك هي عناصر الموت الثلاثة

حيث أن الموت أولا يبدأ بالألم ... 

وثانيا الميت يتجرد من كل مقتنياته ... 

وثالثا الميت ينتن ويحتقر

ينشأ عن الموت وما يسببه من عري ... الخوف

وينتج عن الخوف رغبة في الاختباء ... وهذه الرغبة تتجه في اتجاهات ثلاثة معاكسة لعناصر الموت الثلاثة

اي ان الانسان يرغب في أن يختبيء من الالم ومن الفقر ومن المحقرة

وهو يهرب من هؤلاء الثلاثة إلى شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (شهوة العظمة) ... على الترتيب

وتلك هي أوراق التين التي حاول أن يخبئ بها آدم وحواء عريهما

ومن هؤلاء الثلاثة تنشأ جميع الخطايا والتجاديف التي على الأرض
   

لذلك لعن السيد شجرة التين قبل الصليب ... لأن آدم وحواء حاولا الاختباء من العري بورق التين ... أي أن ورق التين يشير إلى اختباء البشر من الموت في الشهوة


كان عليه أن يلعن شجرة التين وهو في طريقه إلى الصليب

أي أن يلعن الهروب والاختباء من الموت ... ليفتح لنا طريق مواجهة الموت بشجاعة في الصليب 

عناصر الموت الثلاثة: 1. الألم 2. الفقر 3. المحقرة


عناصر الهروب الثلاثة 1. شهوة الجسد 2. شهوة العيون 3. شهوة العظمة


عناصر تجربة حواء 1. جيدة للأكل  2. بهجة للعيون  3. باعثة للفهم

عناصر تجربة المسيح ... 1. تحويل الحجارة إلى خبز ... 2. ممالك العالم  ... 3. جناح الهيكل

الجميع متطابقين بنفس الترتيب 

وهؤلاء الثلاثة يمكن تلخيصهم في كلمة واحدة مشتركة هي "الشهوة" كما قال معلمنا بطرس الرسول: ... الفساد الذي في العالم بالشهوة ...

وقد أوصانا الله بالبعد عن هذه الشهوة في وصية عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر 
 ..........................


جميع الخطايا والتجاديف تتلخص في كلمة واحدة ... الشهوة

وجميع الناموس يتلخص في عبارة واحدة ... لا تشته !!!

....................... 

إذن فساد الطبيعة البشرية هو عينه دخول الموت إليها ... والموت نتج عنه الشعور بالعري ... والعري أدى إلى الرغبة في الاختباء ... والاختباء يكون من الألم والفقر والمحقرة ... ويكون في شهوة الجسد وشهوة العيون وشهوة العظمة وهؤلاء يؤدوا إلى السقوط في سائر الخطايا والتجاديف التي في العالم !!!
..........................

الشهوة إذا حبلت تلد خطية ... والخطية إذا كملت تنتج موتا (من رسالة معلمنا يعقوب

والشيطان دوره هو أن يوحي لنا بأن الشهوة هي طريق الخلاص

تماما كما قال لحواء ... "لن تموتا

وطاعة الشيطان هي رغبة في تأليه الذات "بل تصيران مثل الله عارفين الخير والشر"

وهو مازال يوسوس هكذا في قلب كل انسان قائلا ... إختبيء في الشهوة لكي لا تموت بل تصير مثل الله

مع أن هذا هو طريق الموت بعينه

........................

والطريق الصحيح هو طريق الصليب ... "بالموت داس الموت"

يجب أن ندوس الموت بالموت

أي أن نسعى في الطريق المخالف للشهوة (شهوة الجسد وشهوة العيون وشهوة العظمة) ...

لذلك يجب أن نجاهد بالنسك والقناعة والاتضاع

ويمكن وضعهم إجمالا في كلمة واحدة هي عكس كلمة "الشهوة" أي كلمة الزهد
 
ومن هؤلاء ليس فقط تنشأ جميع الفضائل ... بل أيضا تنصلح الطبيعة البشرية وتتطهر 

فهؤلاء الثلاثة ... (النسك والقناعة والاتضاع) ويمكن إضافة الصبر كرابع إليهم ...

 باعتباره امتداد هؤلاء الثلاثة في الزمن ... يعتبروا مسامير الصليب الأربعة
  
.............................
 
وكما أن طاعة الشيطان بالخطية هي تأليه الذات ... 

هكذا فإن الفضيلة وطاعة الوصية هي ... التشبه بالله

ولهذا السبب عينه فإن السيد المسيح هو مثلنا الأعلى في كل شيء

وأيضا لنفس السبب كان لابد أن يتجسد الله ... لأننا نعيش بالجسد ... 

وكان لابد أن يموت الله المتجسد ... لأننا جميعنا نموت ... 

وكان لابد أن يقوم ... ليعطينا إمكانية القيامة من الموت

فالسيد المسيح هو النموذج المثالي للبشرية    

وكما أن صليب المسيح أدى إلى القيامة ... هكذا فان هؤلاء الأربعة (أي النسك والقناعة والاتضاع والصبر) يؤدون إلى تطهير الطبيعة البشرية واصلاح سائر عيوبها ونقائصها ... وهذه هي قيامة النفس ...

الصليب هو الطريق إلى القيامة مع المسيح

من لا يحمل صليبه كل يوم ويتبعني لا يقدر أن يكون لي تلميذا

..............................
 
الطريق إلى قيامة المسيح يبدأ بالإيمان به ويمر بالرجاء فيه ويكمل بالمحبة

محبة الله من كل الفكر تشمل الايمان والمعرفة نقاوة الفكر وتؤدي إلى الصلاة بلا انقطاع

محبة الله من كل القدرة تشمل النسك: الصوم والسهر ... الخ وتؤدي إلى الشجاعة

محبة الله من كل النفس تشمل القناعة  وتؤدي إلى الرحمة

محبة الله من كل القلب تشمل الاتضاع ... وينتج عنها المحبة الكاملة للقريب والله

والطريق إلى محبة الله لابد أن يمر من خلال القريب


والطريق إلى الهلاك الذي يغوينا به الشيطان بأنه ليس طريق الموت "لن تموتا" إذا لاقى رغبة دنيئة في الانسان في تأليه ذاته "تصيران مثل الله" يبدأ بالشك في الوهية السيد المسيح ... ويمر بفقدان الرجاء في أبدية سعيدة ... ويكمل بالحقد وكراهية القريب

......................... 


ولهذا عينه وأنتم باذلون كل إجتهاد ... قدموا في إيمانكم ... فضيلة ... وفي الفضيلة معرفة ... وفي المعرفة تعفف ... وفي التعفف صبرا ... وفي الصبر تقوى ... وفي التقوى مودة أخوية ... وفي المودة الأخوية محبة 

(من رسالة معلمنا بطرس الرسول الثانية الاصحاح الأول

إذن الجهاد الروحي أي الصليب يشمل:

 ايمان ... فضيلة ... معرفة ... فكر

تعفف ... صبر ... قدرة

  تقوى ... مودة أخوية ... نفس

محبة ... قلب

تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك

وتحب قريبك كنفسك

لذلك أيضا ... بعد القيامة العامة في اليوم الأخير ... لن يخطئ الأبرار ... لا لدخول شيء جديد لطبيعتهم ولكن يكفي فقط خروج عنصر الموت من هذه الطبيعة ... 

"والموت لا يكون فيما بعد" من سفر الرؤيا   

الموت الذي دخل إلى العالم

خطية آدم أدخلت الموت إلى طبيعتنا ...

الموت أنشأ في الإنسان الخوف ...

الخوف دفع الانسان في الاتجاه المضاد للموت ...

وفي الموت ثلاثة عناصر: ألم ... وتجرد من كل الممتلكات ... ونتانة القبر وحقارته ...

لذلك يهرب الانسان دائما في الاتجاه المعاكس لهؤلاء الثلاثة عناصر ...

أي أنه يسعى إلى شهوة الجسد ... وشهوة العيون ... وتعظم المعيشة ... على الترتيب ...

بسبب الخوف من الموت ... يهرب الانسان من الألم ... إلى شهوة الجسد ...

وأيضا بسبب الخوف من الموت ... يهرب الانسان من فقر القبر إلى شهوة العيون ... حب القنية ... أي محبة المال ...

وبسبب الخوف من الموت أيضا ... يهرب الانسان من محقرة القبر ونتانته ... إلى تعظم المعيشة ... أي محبة العظمة وشهوة الكرامة والكبرياء ...

ولكن الحقيقة أن من يهرب من الموت ... يموت إلى الأبد ...

والسيد المسيح رسم لنا طريق الخلاص ... وهو الصليب ...

فالسيد المسيح بالموت ... داس الموت ...

هكذا ينبغي أن يفعل كل واحد مننا ...

أي أن نحمل الصليب ونميت ذواتنا من أجل القيامة ...

ليست فقط القيامة العامة في اليوم الأخير ...

بل إن حمل الصليب ... يقيمنا من فساد طبيعتنا في كل يوم ...

فلنحمل الصليب بعناصره الثلاثة ... أو مساميره الثلاثة ...

إحتمال الألم ... (ضد شهوة الجسد) ...

والقناعة ... والعطاء وعدم البخل ... وترك محبة المال (ضد شهوة العيون) ...

والاتضاع وانكار الذات ... (ضد تعظم المعيشة أي الكبرياء) ...

وهم الثلاثة عناصر التي وضعها الآباء أساسا للرهبنة (اي المسيحية المثالية) ...

وهم ... البتولية (ضد شهوة الجسد) ... والفقر الاختياري (ضد محبة المال) ... والطاعة (ضد الكبرياء) ...

وهكذا فان الايمان بالقيامة ... يعطينا شجاعة لمجابهة الموت ...

فلا نعود نهرب منه إلى الشهوات ...

فنجوز الصليب ... فنفوز بالقيامة !!!

المسيح قام ... بالحقيقة قام !!!