الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

الاتضاع والأطفال

لا تحدثوا الاطفال عن الاتضاع ...
بل حدثوهم عن الشجاعة والبطولة والاقدام والحماس والتضحية والتعب من أجل المباديء ...
لان الطفل يجب ان يكبر اولا ثم يتعلم بعدئذ الاتضاع ...
نحن نريد أن نرفع أطفالنا لا أن نضعهم ...
يجب ان يتعلم الثقة بالنفس والشجاعة اولا ...
يحب أن الطفل يبني ذاته أولا ثم بعد ذلك نعلمه أن ينكر ذاته ...
يجب ان يتعلم كيف ياخذ حقه اولا ... ثم بعد ان يكون قادرا على ذلك ...
نعلمه ان يتنازل عنه ...
يجب ان يتعلم كيف يدافع عن نفسه ضد الظلم اولا ...
قبل ان نحدثه عن احتمال الظلم كما في بستان الرهبان ...
لاننا ان لم نفعل ذلك ... يمكن ان تمرض نفس الطفل في مرحلة المراهقة والشباب ...
او على احسن الفروض ... يكبر ضعيفا غير واثق من نفسه !!!
رجاء ألا تضعوا في المنهج دروسا عن الاتضاع ...
ولا تحدثوا أولادكم عن فضيلة الاتضاع في سير القديسين ...
بل بالأولى حدثوهم عن شجاعتهم وإقدامهم ...
وفوق كل شيء حدثوهم عن محبتهم ...
فالمحبة تبني ... والمحبة لا تسقط أبداً !!!

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الجنس

الشهوات ثلاثة ...

شهوة الجسد ... وشهوة القنية ... وشهوة العظمة ...

والجنس هو من أشد الرغبات عند الانسان ... لأن فيه تتحقق الشهوات الثلاثة ...
فهو لا يثير فقط شهوة الجسد أي اللذة الجسدية ...

لكنه يُثير أيضا شهوة القنية والامتلاك ... إذ أن الانسان أثناء ممارسته الجنس مع إنسانة ... فهو يشعر بامتلاكها ...
وفي الوصايا العشر ... توجد وصية لا تزن ... 
كما توجد وصية أخرى (الوصية العاشرة) التي تقول: 
"لا تشته ما لقريبك ... ولا إمرأة قريبك ... ولا جاريته ..."
إذن فالمرأة تُثير الرغبة الحسية عند الرجل ... 
كما أنها تثير لديه أيضا الرغبة في الامتلاك ...

وأيضا الرجل الذي يفوز بإمرأة ... سواء برباط الزيجة المقدس ... أو حتى بالخطية والنجاسة ... فهو يشعر بالعظمة ... وأنه إستطاع أن يحقق انتصارا كبيرا وفتحا مبينا بفوزه بتلك المرأة ... ويجول مفتخرا بذلك بين أقرانه ...

ونفس الشيء أيضا يمكن تطبيقه على المرأة من جهة الرجل ... من حيث الثلاث شهوات ...

لذلك فالجنس هو أقوى الرغبات عند الانسان ... لأنه يخاطب جميع شهواته !!!

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

رأي في الطعام (1)

رأي في الطعام (1)

بداية أود أن أقول أن هذا ليس بحثا فيما يسميه البعض "بالإعجاز العلمي" في الكتاب المقدس، 

فأنا لا أؤمن بأن وجود حقائق علمية سليمة مخفية في الكتاب المقدس هي برهان على صحته، وإثبات لنسبته لله. ببساطة لأنه ليس الله وحده هو الذي يعلم أسرار الطبيعة ... إذ أن الشيطان أيضا يعلم ذلك ... بحكم خبرته الطويله ... وعمره الطويل ... وخفة حركته ... وقدرته على المعرفة والعلم التي هي أكبر بكثير من الانسان مهما توفرت له الأجهزة العلمية الحديثة، والمكتبات وقواعد البيانات ... لا تنسى أن الشيطان كان كروباً من الممتلئين أعينا وهم المعروفين بامتداد المعرفة وغزارتها !!!

إذن لا نستطيع أن نعتبر وجود حقيقة علمية صحيحة في الكتاب المقدس هي برهان على نسبته لله ... لأن الشيطان أيضا يعلم كثيرا من تلك الأسرار قبل الانسان بزمان طويل !!!

على العكس من ذلك فإن دراسة إتفاق الكتاب المقدس مع العلم ... هي أمر جيد يطمئن الانسان الذي تراوده الشكوك التي يزرعها البعض ... من أن الكتاب المقدس مأخوذ من بعض الأساطير والخرافات التاريخية ... أو أنه من صنع البشر !!!

كما أن مقالي هذا ليس بحثا علميا ... ولا بحثا عقيديا ولا هو بحثا في الكتاب المقدس ... مع أنه قد يكون دعوة للبحث العلمي لاثبات صحة ما ورد به من آراء خاصة بصحة الانسان ...
بل هو مجرد بعض التأملات التي جمعتها من قراءاتي في الكتاب المقدس وكتب الآباء، والكتب العلمية والثقافية حول الطعام ...


أول وصية أوصى بها الله آدم هي:

Gen 2:16  وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 
Gen 2:17  وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ». 

ومن هاتين الآيتين نجد بعض الحقائق:
1. الله إهتم أولا بما يأكل الانسان قبل أن يهتم بما لا يأكل ... فالعطية عند الله قبل الوصية. وهو يهتم بحياتنا وراحتنا وفائدتنا قبل أن يطالبنا بطاعته.
2. أول طعام أعطاه الله للانسان هو الفاكهة.
3. أول وصية أعطاها الله للإنسان هي الصوم


ثم في المرحلة التالية وبعد سقوط الانسان ... سمح الله له بأكل الخضروات ...

Gen 3:18   وَتَاكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 

وفي الخطوة الأخيرة في تطور طعام الانسان حسبما ورد في الكتاب المقدس ... وبعد الطوفان ... سمح الله للانسان بأكل اللحوم 
Gen 9:2  وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الارْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الارْضِ وَكُلِّ اسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ الَى ايْدِيكُمْ. 
Gen 9:3  كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاما. كَالْعُشْبِ الاخْضَرِ دَفَعْتُ الَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 
Gen 9:4  غَيْرَ انَّ لَحْما بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لا تَاكُلُوهُ.

إذن قد تطور طعام الانسان على مدى تاريخه حسب ما ورد في سفر التكوين كالتالي:
1. من جميع شجر الجنة
2. عشب الحقل
3. كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، وكل أسماك البحر

وإذا نظرنا إلى حياة الانسان ... وتطور طعامه من الولادة للفطام ... نجده يتبع ترتيبا مشابها ...

إذ أن أول ما يتناوله الرضيع هو اللبن ... ثم يليه بعد ذلك حسب جداول الفطام التي وضعها أطباء الأطفال ... يتم ادخال الفاكهة أولا – مسلوقة ومهروسة ... ثم الحبوب ... ثم الخضروات ... وأخيرا يتم إدخال اللحوم للطفل بدءا بالأسماك ثم الدجاج وأخيرا اللحوم الحمراء ...

ففي رأيي أنه إذا أراد الانسان أن يتناغم مع الطبيعة من جهة 
(حسب ترتيب تناول الرضيع للطعام) ... 
ومع التاريخ المقدس من جهة أخرى ... 
(حسب ترتيب تناول الطعام في سفر التكوين) ...

يجب عندئذ أن يتبع الانسان نفس ذلك الترتيب في تناوله للطعام : ...
في كل يوم ...
وفي كل وجبة ...

فمن جهة كل يوم ... أعتقد أنه من الأفضل ألا يتناول الانسان اللحوم في الصباح ... ولا الخضروات ... بل يبدأ يومه في وجبة الافطار بالفاكهة والألبان ...
ثم من الممكن إضافة الخضروات عند الظهيرة في الغداء ...
وأخيرا اللحوم في العشاء ...

ومن جهة كل وجبة ... فمن الثابت علميا أن تناول الفاكهة على معدة فارغة قبل الطعام يكون صحيا أكثر ... ومفيدا أكثر للجسم، وأقل من حيث المتاعب والتأثيرات الغير مرغوب بها مثل عسر الهضم والانتفاخ ... الأمور التي تجعل الكثيرين يحجمون عن تناول الفاكهة تماما بالرغم من أهميتها الكبيرة لصحة الجسم ... 

ويجب أن يلي ذلك تناول الخضروات ... أي السلطة، وهذا هو ما ينصح به خبراء التغذية ... إذ أنه يساعد على عدم السمنة ... وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام الدسم الغير صحي ... 

وأخيرا يجب تناول اللحوم في نهاية الوجبة ... وهي عادة معروفة في الصعيد مثلا ... إذ أنهم لا يتناولون اللحوم نهائيا إلا في نهاية الوجبة ...

أعتقد أن إتباع نظاما غذائيا كهذا ... متناغما مع الطبيعة ... ومع التاريخ ... سيكون له تأثيرا صحيا مفيدا على حياة الانسان ... 
وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يدرس فيه العلم هذه الافتراضات لاثبات صحتها من عدمه ... أو على الأقل إذا جربت أنت ذلك بنفسك ستجد راحة وصحة كبيرين بنعمة الله !!!

(يتبع)

الوضع الراهن في مصر

الوضع الراهن في مصر ... يشبه تماماً الوضع السياسي في اليهودية أيام السيد المسيح ...

فالسيد المسيح وتلاميذه ... يشبهون الكنيسة والأقباط حاليا ... أقلية مضطهدة ...

والسلطة السياسية في يد الرومان ... الحكومة الحالية ... سلطة سياسية غير دينية ...

والكتبة والفريسيين ... يشبهون الإخوان والسلفيين ... مرائين يدعون التدين من أجل المنفعة ...

والعشارين ... الحزب الوطني ... يحبون المال ... ومكروهين من الشعب ...

وكما كان الكتبة والفريسيين يضطهدون السيد المسيح ... هكذا الإخوان والسلفيين يضطهدون الأقباط حاليا ...

وكما كان الرومان يتغاضون عن ذلك ارضاءاً الكتبة والفريسيين ... هكذا حكوماتنا المتوالية تتغاضى عن قتل الأقباط الأبرياء إرضاءا للاخوان والسلفيين ...

فإن أردتَ أن تعرف مستقبل مصر السياسي ... ومصير كل فئة من هؤلاء ...
إقرأ التاريخ ... وإعرف مصير كل فئة من الفئات المقابلة لها !!!

Mat 23:13  «لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 

الخميس، 10 أكتوبر 2013

من لطمك !!!

Mat 5:38  
«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 
Mat 5:39  
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ 
بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 

لقد طلب منا السيد المسيح ألا نقاوم الشر ... وأن نحول الخد الآخر ...
وهو لم يقصد بذلك أن نصير "ملطشة" ...
بل يقصد أن يسود السلام نفوسنا أولا ... ثم العالم كله ...
والسيد المسيح نفسه لما لُطم على خده ... لم يدر الخد الآخر حرفيا كما نتوقع من الآية السابقة ... ولكن دار الحوار هكذا : ...

Joh 18:22  
وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً قَائِلاً: 
«أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» 
Joh 18:23  
أَجَابَهُ يَسُوعُ: 
«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» 

إذن عليك أن تدير خد السلام ... لا خد الانتقام ...
ولكن عليك أن توقف المسيء عند حده ...
بكل هدوء ... وبكل وداعة ...
ولكن بكل حزم في نفس الوقت ...

دون أن ترد الاهانة بمثلها ... ولا أن تنتقم بأي صورة من الصور ...
لكن لابد أن تُشعر الطرف الذي أمامك أنه أخطأ ... وأن هذا الوضع لا يريحك ...
لأن هذا الأمر من صميم محبتك له ...
ويمكنك أن تفعل ذلك بأقل قدر ممكن من العنف والانفعال ...
إن إستطعت ... فبنظرة جادة ...
أو بإيماءة ...
أو بكلمة ...
أو بعبارة قصيرة ...
دون انفعال ولا صوت عال ...
ودون أن يكون لديك الرغبة في احراجه وإهانته بالمثل ...

والشيء الوحيد الذي يعينك على أن تفعل ذلك ...
هو المحبــــــــــــــــــــــــــــــة ...
فأنظر إليه ... وأحِبُّــــــــــــــــــه ...
وإهدأ أولا ... ثم تصرف متمثلا بالسيد المسيح !!!

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

المطرودين من أجل البر

البعض يحاربونك ...
ويروجون حولك الأكاذيب ... طالبين طردك ...
فإن دافعت عن نفسك ... شارحاً وجهة نظرك ...
إتهموك بأنك "تتفلسف" ... مطالبين بطردك ...
وإن إعتذرت لهم ... من أجل الاتضاع والسلام ...
هللوا لثبات الخطأ عليك ... وطالبوا أيضاً بطردك ...

وقد حدثت مواقف مشابهة مع السيد المسيح نفسه ...
فقد طُرِد من عدة أماكن ... على سبيل المثال : ...
المكان الذي أخرج فيه "لجئون" وشفى المجنونين ...
وقد طرد من الأمة اليهودية ومن الأرض كلها ... صالبين إياه ...
كما هو مكتوب "إلى خاصته جاء ... وخاصته لم تقبله"
وحالة الطرد هذه هي بركة كبيرة في الحياة الروحية ... 
إذ يعدنا السيد المسيح قائلاً : ...

Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

التطويبات ... تشرح خطوات الطريق الروحي !!!


Mat 5:1  وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 
Mat 5:2  فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 

Mat 5:3  «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:4  طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 
Mat 5:5  طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 
Mat 5:6  طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 
Mat 5:7  طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 
Mat 5:8  طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 
Mat 5:9  طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 
Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

التطويبات التي بدأ بها السيد المسيح الموعظة على الجبل ... هي منهج روحي كامل يصف خطوات الطريق الروحي من البداية للنهاية ...

يبدأ الطريق "بالمساكين بالروح" ... (الفقراء بالذهن) ... أي الذين يشعرون بإحتياجهم إلى الله ... حيث أنهم بدونه يفتقرون للكثير ...
فيطمئننا السيد المسيح أن إن بدأ بهذا الفكر ... سوف تصل إلى النهاية السعيدة "لأن لهم ملكوت السموات"

Mat 5:3  «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
.................................

فيتقدم الانسان في الطريق الروحي إلى الخطوة التالية ... وهي أن يقدم توبة ... ومن أهم مظاهر التوبة الحزن "طوبى للحزانى" ... كما أن أعمال التوبة من صوم وصلاة وسهر وإتعاب للجسد ... هي أعمال (تُحزن) الجسد ...
فيطمئننا السيد المسيح أن هذا الحزن له مكافأة رائعة "لأنهم يتعزون" ...

Mat 5:4  طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 
.................................

وأعمال التوبة والنسك تقوي الشخصية ... وتجعلها حادة في البداية ... فيصير الإنسان حاد الطبع ... بعيدا عن اللطف والوداعة ... فينبهنا السيد المسيح لضرورة إكتساب هذه الفضيلة والتدرب عليها "الوداعة" ... ومما يساعد على إقتناء الوداعة للنفس ... الدموع ...
ويعدنا السيد المسيح أنه بالجهاد في هذه الفضيلة "يرثون الأرض" ...
حقاً ... لأن الإنسان القوي الوديع في نفس الوقت ... يكون له تأثير ساحر على قلوب الجميع ... ولا يستطيع أحد أن يرفض له طلب ... فتصير الأرض كلها ملكاً له ...

Mat 5:5  طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 
...................................

ولكن الانسان الروحي في تلك المرحلة ... لا يزال ضعيفا ... ولا يزال يُخطئ ... مع أنه في داخله رافض للخطية ... ويتمنى أن يكمل كل البر ... وأن يتمم كل الوصايا أي هو من الـ "الجياع والعطاش إلى البر" ... فالبر هو تتميم الوصايا ... وهو ما يشعر بالجوع إليه ... 
ويعدنا السيد المسيح بأنهم "يُشبعون" ...

Mat 5:6  طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 
.....................................

وفي هذه المرحلة في الطريق الروحي ... يشعر الانسان بضعفه ... وبعجزه ... وفقره ... وثقل خطاياه ... فيبدأ يتعلم الإتضاع ... ويبدأ لذلك يرحم إخوته الخطاة مثله ... ولا يعود يشتهي الانتقام ... ولا يطالب بما لنفسه ... "طوبى للرحماء ... لأنهم يُرحمون"

Mat 5:7  طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 
......................................

وإذا سار الانسان الروحي في الطريق بأمانة وصدق وإجتهاد ... تكون الخطوة القادمة هي (نقاوة القلب) ... أي التخلص من سائر الأهواء والشهوات الرديئة ... 
ويعدنا السيد أن مكافأة تلك المرحلة هي "لأنهم يعاينون الله" ...
وتبدأ هذه المعاينة بصورة ما يسميه الآباء (الإستنارة) فيبدأ يدرك الأسرار ... أو بتعبير آبائي آخر ... ينكشف له سر الإنجيل ...

Mat 5:8  طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 
.......................................

هنا فقط يؤهل الإنسان لأن يصير "صانع سلام" ... أي خادم حقيقي يخدم خدمة المصالحة ... يصالح النفس مع الجسد ... والسمائيين مع الأرضيين ... والإنسان مع أخيه الإنسان ... ويصير متشبها بالسيد المسيح "لأنهم أبناء الله يدعون"

Mat 5:9  طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 
......................................

عندئذ تبدأ الاضطهادات والمشاكل والضيقات والتجارب ... مكتوب: ...
سفر يشوع بن سيراخ 2: 1
يَا بُنَيَّ، إِنْ أَقْبَلْتَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ الإِلهِ، فَاثْبُتْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَعْدِدْ نَفْسَكَ لِلتَّجْرِبَةِ.
والتجارب للخدام تكون على مراحل ... الأولى الطرد ... وغالبا ما تكون من زملاؤهم المشتغلين معهم بالدين !!!

Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
......................................

كما تمتد التجارب إلى التعيير والإهانة وترويج الأشاعات والتهم الباطلة "كاذبين"

Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
.....................................

فيطمئننا السيد المسيح أن المكافأة رائعة ...

Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

الإيمان ... والرجاء ... والمحبة ...


1Co 13:13 
أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.

يحدثنا معلمنا بولس الرسول في هذه الآية عن ثلاثة فضائل ...
سُميت بـ "الفضائل العُظمى" ... وهي فعلا كذلك ... دعنا نتأمل فيهم قليلا ...

ليس فقط أن جميع الفضائل الأخرى تنشأ من تلك الفضائل الثلاث ..
بل أيضاً أن تلك الفضائل هي مراحل حياة ...

فالانسان يبدأ حياته الروحية بالايمان ... وتكون علاقته بالله هي المخافة ... يخاف الله ... والكتاب يقول : ...
سفر الأمثال 9: 10
بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ ...


ويُشَبّه الانسان الروحي في تلك المرحلة بالعبد ... الذي يخاف سيده ... وكل عبادته هي من أجل تجنب العقاب ...
وهي مرحلة لابد أن نمر بها جميعا ... سواء في طفولتنا أم في كبرنا ... والبعض لايزالون إلى هذا اليوم في تلك المرحلة ...

ودستور هذه المرحلة هو : الوصايا العشر ... (خروج 20 : 1 - 17)


وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر الفكر في نفس الإنسان (Intellect) ...


ويبدأ فيها الإنسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الإبن ... (الكلمة) ...
....................................

ثم يرتقي الانسان في علاقته بالله إلى الرجاء ... إذ يبدأ الانسان يتذوق عطايا الله وتعزياته ... فيشعر أن لعبادته أجراً يناله ... فيجتهد أكثر في عبادته حتى ينال أكثر من عطايا الله ...

ويشبه الانسان الروحي في تلك المرحلة بالأجير (الموظف) ... وكل عبادته هي من أجل الأجرة ... سواء المادية أم الروحية ...
ويقف في هذه المرحلة غالبية الروحيين ... وقليلون هم الذين يرتقون إلى ما بعدها ...

ودستور هذه المرحلة هو : الموعظة على الجبل ... (متى 5، 6، 7)


وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر المزاج ... (Mood) ... من العناصر المكونة لنفس الانسان ...


ويبدأ فيها الإنسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الروح القدس (المُعَزّي) ...
........................................

وفي قمة السلم في العلاقة بالله ... يرتقي الانسان إلى المحبة ... يحب الله ... وتنمو هذه المحبة تدريجيا حتى تصل إلى العشق ... وكلما ينفعل الانسان بمحبة الله لا يجد ألفاظا يعبر بها عن محبته تلك ... فيبكي !!!
وكثير من القديسين - ومنهم القديس مكاريوس الكبير - تحدثوا عن مستويات عجيبة في محبة الله ومشاعر تفوق الخيال ...

ويشبه الإنسان الروحي في تلك المرحلة بالإبن ... الذي يحب أبيه ... ولا يفعل شيئا ... إلا بدافع المحبــــــــــــــة !!!

ودستور هذه المرحلة هو : الاصحاح 13 من رسالة معلمنا بولس الأولى إلى أهل كورنثوس ...

وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر العاطفة ... (Affect) ... من العناصر المكونة للنفس ...

كما يبدأ فيها الانسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الآب ... (المحبة) !!!

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

تصيران كالله

آدم وحواء في جنة عدن ... أرادا أن يصيرا كالله ...
لذلك عندما وجدا فرصة لتحقيق ذلك ...
لم يستطيعا مقاومة الإغراء ... فأكلا من الشجرة ...
ومن تلك الشهوة (أن يصيرا كالله) ...
نتج الشر الذي في العالم كله ...

لذلك فإن الله لكي يصحح ذلك الانحراف البشري ...
عمل عكس تلك الشهوة الشريرة تماماً ...
فإن الله أراد أن يصير مثل الانسان ...
فتجسد السيد المسيح ...
ومن تجسده ... نتج الخير الذي في العالم كله !!!

Gen 3:4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
Gen 3:5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».