الأحد، 14 يوليو 2013

الكون سيمفونية


إذا كنت لا تعرف الموسيقى الكلاسيك ... فالسيمفونية مثلا - وخاصة الجزء الأول منها (الحركة الأولى) - تتكون من لحنين أساسيين ... يتم عرضهما في أول القطعة ... ثم يتلو ذلك قسم التفاعل ... ويتم في هذا القسم عزف تفاعلات كثيرة بين هذين اللحنين الأساسيين ... حيث يتم إطالة اللحن أو تقصيره أو إضافة أجزاء له أو حزف منه ... ويتم عزفه مرة بآلة واحدة ... ومرة بعدة آلات ... وأحيانا بالأوركسترا كله ... وتسمى هذه التفاعلات بالتنويعات ... ثم تنتهي المقطوعة باعادة عرض اللحنين الأساسيين ...

الكون أيضا هكذا ...
فمثلا فكرة الذرة التي تتكون من نواة يدور حولها الكترونات ...
نجدها تتكرر على مستوى الكون حيث نجد الشمس مثلا ... وتدور حولها الكواكب ...

وبالنسبة للحياة ...
نجد أن الأفكار الأساسية للحياة تتكرر بدءا من الخلية المفردة ... وحتى الانسان بكامله ...
بل ان فكرة أن يولد الكائن وينمو ثم يشيخ ويموت ... تتكرر ليس فقط في كل الكائنات الحية ... بل أيضا في الفلك والنجوم والمحرات ...

وعلى المستوى النفسي ... نجد أن كثير من الانفعالات والسلوكيات النفسية ... نجد لها ما يشابهها في المادة والكون والفيزياء والكيمياء ...

والأسمى من ذلك كله ...
أن كل تلك الأفكار ... (أو الألحان الأساسية ... بلغة الموسيقى) ... أو (الثيمات ... بلغة الفن بصفة عامة) ... موجودة جميع هذه الأفكار في الكتاب المقدس ... وبصفة خاصة في سفر التكوين ...

فسيمفونية الوجود قد عزفها الله - المايسترو الأعظم - في الكتاب المقدس ...
كما عزفها في الكون والمادة مرة ...
وعزغها في الكائنات الحية مرة ...
وعزفها في الانسان ولا يزال يعزفها حتى الآن !!!

ويعوزني الوقت لشرح أمثلة أكثر أو جميع تفاصيل هذه السيمفونية ... لكن قد يعينني الله فأكمل الكتابة في هذه السلسلة لاحقا ... كما أرحب بتعليقاتكم وتساؤلاتكم ...

تأملات في الإصحاحين الثاني والثالث من إنجيل يوحنا ...


ملخص الأحداث:
في الاصحاح الثاني ... عرس قانا الجليل ...
في الاصحاح الثالث ... حديث السيد مع نيقوديموس عن المعمودية والصليب ...

في هذين الاصحاحين ... نجد تدرج رائع في الأحداث ...
يشرح لنا طريق الخلاص ...

فالسيد المسيح يريد أن يقول لنا ...
إن كنت تريد أن تتحول عبادتك من عبادة روتينية كالماء ... إلى عبادة شهية كالخمر في العرس ...
يجب أن تملأ الأجران الستة إلى فوق ...
رقم 6 يشير إلى العمل ... وملأها إلى فوق معناه العمل والجهاد بأقصى طاقة ممكنة ...

ثم إنه لا يمكن أن يتحقق لك هذا الفرح الروحي ...
إلا إذا إستطعت أن تنقي هيكلك ...
ولن يتنقى الهيكل بدون "سوط" المسيح ...
أي أن الآلام والتجارب والضيقات وأتعاب الجهاد التي هي سبيل النقاوة ...

ولن يمكنك أن تحقق شيء من هذا إلا إذا ولدت من فوق بالمعمودية ... كما قال السيد لنيقوديموس ...
ولن يكون للمعمودية فاعليتها بدون الصليب ... كما ذكر السيد عن نفسه في نفس الحديث مع نيقوديموس ...

إذن الملخص هو ...
كان ينبغي أن يتألم السيد المسيح ويسفك دمه عنا على عود الصليب ...
ويعطينا بركات هذا الدم المسفوك من خلال الأسرار وأولها المعمودية ...
فنأخذ هذه النعمة من الأسرار ثم نجاهد بالاحتمال لسوط التأديب ...
ونجاهد بكل طاقتنا حتى نملأ الأجران إلى فوق ...
حينئذ فقط ...
يتطهر هيكلنا ...
وتتحول العبادة من روتينية كالماء إلى مفرحة شهية مثل خمر في عرس !!!
 
(ملحوظة ... أنا لا أدعو للسكر ولا أروج للخمر ... الأمر مجرد مثل وتشبيه)

الجمعة، 12 يوليو 2013

تأملات في الفيزياء والبيولوجي والروحيات !!!


كما أن الجاذبية ضرورية لاستمرار الوجود ...
كذلك فإن الشهوة ضرورية لاستمرار الحياة ...

فلولا الجاذبية بين نواة الذرة والكتروناتها ...
ولولا الجاذبية بين الذرات المختلفة المكونة للمادة ...
لإنتثرت المادة في الكون وصارت هباء ... ولم يعد الوجود وجودا ...

كذلك لولا شهوة الطعام ... لما كبر الرضيع وصار شابا ...
ولما إستمرت حياة أي إنسان ...
ولولا شهوة النوم ... لما إستطاع الجسد أن يواصل الحياة ...
كذلك أيضا لولا الشهوة الجنسية ...
لما إستمر التناسل وإستمر البشر على الأرض حتى يومنا هذا ...

وكثير من الجاذبية يقضي الوجود ...
كما أن كثير من الشهوة يقضي على الحياة ...

فإذا تعرضت المادة لجاذبية شديدة كما في حالة ما يسمى بالثقوب السوداء ...
تنهار المادة وتبتلع داخل ذلك الثقب وتكون نهايتها ...

كذلك إذا إستسلم الإنسان إلى كثير من الشهوة ...
فإن ذلك كفيل بالقضاء على حياته ...
فكثير من الطعام ... أو كثير من النوم ... أو كثير من الجنس ...
كفيل بأن يضر بصحة الانسان ... وبالتالي يعجل بإنهاء حياته ...

وكما أن الجاذبية لها "عجلة" وليس سرعة منتظمة ... بل تسارع ...
كذلك الشهوة ... فكلما يقترب الإنسان من مصدر الشهوة تزيد قوة إثارته وسرعة إنجذابه إليها ...
ويصبح الرجوع والابتعاد عنها أكثر صعوبة ...

وكما أن الجاذبية تتناسب مع المسافة ...
كذلك الشهوة ...
فكلما إبتعدت عن مصادر الشهوة ... كلما قل إنجذابك لها ...

بل إن جميع قوانين الفيزياء والحركة وأولها قوانين نيوتن ...
تنطبق أيضا على الشهوة ...
وأترك لكم التأمل في باقي تلك القوانين !!!

الخدمة والشهادة


ليس من قبيل المصادفة أن بطرس وبولس الرسولين ... أعظم الرسل قد ماتا شهيدين ...
كما أن الغالبية العظمى من الآباء الرسل الأطهار ... قد لاقوا المصير نفسه ...
وأيضا القديس يوحنا المعمدان ... أول خدام العهد الجديد ... قد مات شهيدا ...
ومارمرقس مؤسس كنيستنا القبطية العريقة ... أيضا مات شهيدا ...

ذلك لأن خدمة رب المجد ... والألم ... قرينان لا يمكن أن يفترقا ...
وقد قال السيد المسيح عن بولس الرسول:
Act 9:15  فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ.
Act 9:16  لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي».

فقد ربط الوحي المقدس بين كونه إناءا مختارا ... وبين كم ينبغي أن يتألم ...
بل إن الاستشهاد هو الخدمة المثالية ... أي أن يشهد الإنسان للمسيح بكل ما يملك ...
حتى آخر قطرة من دمه 

فإذا أردت أن تخدم الله وأنت مستريح ... إعلم أنك خادم فاشل بكل تأكيد ...
بل إنك تخدم ذاتك وليس الله ...

أما إذا أسلمت ذاتك للجوع والعطش والسهر ...
للتعب والعرق والدموع ...
سيأتمنك الله على مواهبه ... لكي تخدمه بها ...
وسيأتمنك على خدمات أكبر ... ومسئوليات أعظم ...
وسيرسل لك مخدومين من كل حدب وصوب ...
بل ستجد أناسا لم تعرفه قط ... وأشخاصا لم تسمع عنهم ...
قد أرسلهم الله لك ... وإئتمنك على خدمتهم ...

فالخادم يجب أن يكون شهيدا ...
شهيد ألم الجهاد كل يوم ...
مع إستعداد للشهادة بالدم في أي وقت يطلب منه ذلك !!!

الخميس، 4 يوليو 2013

ثلاث مستويات للوصية


ثلاث مستويات للوصية ...

يوجد في الكتاب المقدس ثلاث مستويات للوصية ...

المستوى الأول: الوصايا العشر (خروج 20)
المستوى الثاني: الموعظة على الجبل (متى 5، 6، 7)
المستوى الثالث: اصحاح المحبة (كورنثوس الأولى 13)

فكيف يكون هذا ؟
على سبيل المثال ...

في المستوى الأول: مكتوب ( Exo 20:13  لا تَقْتُلْ.)

وفي المستوى الثاني مكتوب (Mat 5:21  «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ.
Mat 5:22  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. )

وفي المستوى الثالث مكتوب: (1Co 13:4  الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ
1Co 13:5  وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ )

ففي المستوى الأول إقتصرت الوصية على الفعل العملي واتمام الخطية فعليا بالجسد ...

وفي المستوى الثاني إنتقلت الوصية إلى درجة أعلى ... وهي الانفعال النفسي الخارجي بالغضب والتلفظ بألفاظ خارجة ...

وفي المستوى الأسمى ... أي المحبة ... ركزت الوصية على الانفعال الداخلي حتى قبل أن يخرج من النفس (المحبة ... لا تحتد) ...

فمن المعروف أن الإنسان يحتد في داخله أولا ... ثم يظهر ذلك خارجا في صورة غضب وألفاظ جارحة ... ثم يتطور ذلك إلى فعل القتل ...

الله تبارك اسمه ... أعطى البشرية تلك الدروس على مدى سنين عديدة ...

ويستطيع أن يتقنها كل إنسان بنفس الترتيب ... إذا هو جاهد وواظب على التدرب على الفضيلة ...

وكما طبقت هذه المستويات على وصية "لا تقتل" يمكن تطبيقه على سائر الوصايا أيضا ...

أعطيكم مثالا آخر

في المستوى الأول مكتوب: (Exo 20:14  لا تَزْنِ. )

وفي المستوى الثاني مكتوب: (Mat 5:27  «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ.
Mat 5:28  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. )

وفي المستوى الثالث مكتوب: (1Co 13:5  المحبة ..... لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا)

ففي الوصايا العشر نهت الوصية عن ارتكاب فعل الزنا ... وفي الموعظة على الجبل ... نهت الوصية عن اشتهاء ذلك ...

وفي اصحاح المحبة ... "المحبة لا تطلب ما لنفسها" ... فالذي يزني ... أو حتى يشتهي بالنظر ... يطلب ما لنفسه ... وهذه ليست محبة بالحقيقة ... لكنها مجرد شهوة ...

أما الذي يحب إنسانة فعلا ... يخاف على خلاصها وأبديتها ... فلا يخطئ معها ... ولا يدعها تخطئ بسببه ....

كما إنه يحب أبيها وأمها وأخيها أو زوجها ... لذلك لا يطلب ما لنفسه (أي شهوته) محزنا ومسيئا لكل هؤلاء ...

وكما طبقنا هذه المستويات الثلاثة في هاتين الوصيتين ... أترك لحكمتكم التطبيق في باقي الوصايا ...

علما بأن الله يعطي الانسان تدرجا دائما ونموا في الفضيلة ...

كما أنه يعطي الانسان دائما قدر إحتماله ...

فهو يبدأ بالأبسط والأكثر سطحية ... ثم يتدرج معنا داخلا إلى العمق ...

وهو الذي ألهم بولس الرسول بوصية المحبة هذه ... ملقنا إياه لها وهو يتلمذه ... لأنه كان لا يمكن أن يتقن الإنسان المحبة ... قبل حلول الروح القدس على البشر يوم الخمسين ... وكان لا يمكن حلول الروح القدس ... قبل صعود السيد المسيح له المجد !!!

الميثاق الاعلامي

إن غالبية الشعب المصري ... ببساطته وطيبة قلبه ...

لا يستطيع الحكم على الأحداث بمفرده ... ولا يستطيع قراءة ما بين سطور أقوال السياسيين وتفسير أفعالهم ...

لذلك فهم يحتاجون إلى الإعلاميين ... ليقرأوا لهم ما بين تلك السطور ... ويفسروا لهم ما وراء تلك الأحداث ...

وهذا يضع خطورة جسيمة على الإعلام ... ومن هنا يجب أن يكون الميثاق الإعلامي الذي دعا إليه سيادة الفريق/ السيسي ... شاملا كاملا محددا واضحا ...

فمن ناحية يجب أن يضمن حرية الإعلام وسلامة الإعلاميين الشرفاء ...

ومن ناحية أخرى يجب أن يضع سلامة الوطن وبنيانه وتلاحم نسيجه في مقدمة أولوياته ...

وعلى ذلك يجب منع وتجريم بشدة ... أي حديث بالتصريح أو التلميح ... يدعو للكراهية والحقد والفرقة بين عناصر هذا الوطن ...

كما يجب وضع معايير خاصة للخطاب الديني ... بحيث لا يخدع أحد شباب هذا الوطن باسم الدين ... محاولا تحقيق مصالح شخصية ... ومكاسب سياسية ...

يجب أن ينص على ذلك في الدستور إجمالا ... كما يجب أن يوضح ذلك في الميثاق الاعلامي تفصيلا ويجب أن يكون ذلك الميثاق جزءا مكملا للدستور !!!