السبت، 31 أغسطس 2013

حكم الموت


صدر حكم الموت على آدم لما أخطأ ...
وإمتد منه ليعم على كل إنسان ...
لأن أجرة الخطية موت ...
وليس واحد بلا خطية ولو كانت حياته يوما واحدا على الأرض ...
فأصبح فرضا على كل إنسان أن يموت ...
"وضع للناس أن يموتوا مرة ... ثم بعد ذلك الدينونة" ...

فإذا استسلم الإنسان للخوف من الموت ...
وهرب من ذكره بالملاهي والشهوات ...
وجد العقوبة في إنتظاره في نهاية حياته ...
الموت الأبدي ... الهلاك ... نار لا تطفأ ودود لا يموت ...

أما إذا تشجع الانسان ... وقرر أن يجوز الموت وهو بعد حيّ ...
فأسلم ذاته للإماتة ... أي الجهاد الروحي بكل صورة ...
وأهمها ضبط النفس والقناعة والاتضاع ...
يكون الانسان قد وفى العقوبة المفروضة عليه من ناحية ...
فلا يكون موت له بل إنتقال ... إلى حياة أفضل ...
ومن ناحية أخرى يكون قد أصلح عيوب نفسه ... مطهرا إياها ...
راجعا إلى صورة آدم الطاهر قبل السقوط !!!
مضيفا لها نعمة العهد الجديد ...

ولن يستطيع أن يفعل ذلك بدون الإيمان !!!

الجمعة، 30 أغسطس 2013

ما هو الدين ؟

ما هو الدين ؟؟؟

الانسان يتكون من جسد ونفس وروح ...
كل عنصر من هؤلاء الثلاثة يسعى للبقاء ...

الجسد يسعى للبقاء بأن يطلب اللذة ويهرب من الألم ...
والنفس تسعى إلى البقاء بأن تطلب الغنى والكرامة وتهرب من الفقر والمذلة ...
والروح تسعى إلى البقاء بأن تطلب الله وتهرب من الشيطان ...

العقل ... وهو من مكونات النفس ... يعمل كقاضي القضاة في الانسان ...
وهو الذي يحكم بين رغبات الإنسان ... أي منها يلبي ... وأي يرفض ...
وحسبما يتغذى العقل ... هكذا يميل أن يحكم ...

فإذا كانت تربية الانسان دينية روحية ... يميل العقل أن ينصر الروح ...
وإذا كانت تربيته علمانية ... يميل أن ينصر النفس ...
وإذا كانت تربيته دنيئة مستهترة ... يميل أن ينصر الجسد ...

إذا انحاز العقل للجسد ... فشلت النفس والروح ...
وإذا إنحاز العقل للنفس ضد الجسد ... نجحت النفس ... وفشلت الروح ...
وإذا إنحاز العقل للروح ضد كل من النفس والجسد ... نجحت الروح والنفس والجسد ... بل نجح الانسان كله !!!

ألم الجسد يكون في صالح النفس ... فالاجتهاد يؤدي إلى النجاح ...
وألم النفس يكون في صالح الروح ... فالاتضاع والعطاء يؤدي إلى النمو الروحي ...

لا يمكن أن يعيش الانسان سعيدا ... مالم يستجيب لنداء روحه ... لا تلبية حاجات الجسد ولا النفس وحدهم قادرين على اسعاد الانسان !!!

الغربة ... لماذا ؟

كثيرا ما كنت أتساءل ...

لماذا يا رب سمحت أن تكون بلدنا مصر هكذا فقيرة ...

بينما غالبية دول المنطقة حولنا غنية ... ومستوى المعيشة بها أفضل بكثير ...

مع الأيام والسنين ... عرفت شيئا من حكمة الله في ذلك الأمر !!!

فالتربية أيام كنا صغارا ... كانت تشوبها كثيرا من الأخطاء والعيوب والجهل ...

ونما معظم شبابنا وهم يعانون من عيوب ونقائص نفسية كثيرة ...

والغربة فرصة رائعة لاصلاح النفس ... وتكوين علاقة قوية بالله ...

بل إن الله - تبارك إسمه - لما أراد أن يكوّن له علاقة قوية خاصة مع أبينا إبراهيم ...

دعاه أن يترك وطنه ويتغرب ... فالغربة تفيد النفس من كثير من الأوجه ...

أهمها الاتكال على الله - حيث لا عزوة ولا أهل ...

والاعتماد على النفس ... حيث البعد عن بابا وماما ...

كما أنه في الغربة تظهر عيوب الانسان أمام عينيه بوضوح ...

إذ يبدأ في تكوين علاقات جديدة ... ويحتاج إلى إحتكاكات مختلفة ... فتبدأ تظهر أمام عينيه مواطن ضعفه ... ومواطن قوته ...

شيء هام جدا آخر ... هو أن عيوب النفس ونقائص الشخصية وضعف الثقة بالنفس هي السبب الأساسي والأكبر وراء فشل زيجات كثيرة ...

هذا بالاضافة إلى تدخل أهل كل من طرفي الأسرة الجديدة في حياة الزوجين مما يزيد الطينة بلّة ...

لذلك فإن تكوين أسرة جديدة في الغربة بعيدا عن أهل كل من العروسين ... هو فرصة رائعة لتجنب كثيرا من المشاكل التي يكون مصدرها الأهل ...

فإذا أضفنا إلى ذلك العامل الروحي الذي يكون أقوى في الغربة ... نجد أن الله قد أحب أسرا كثيرا ... وأعطاها أن تنجح وتنموا في جو من الحب والسلام ... وفرته لهم الغربة !!!

فنشكر الله على الغربة ... لأنها أعطتنا الكثير ...
ليس خيرا ماديا فقط ... بل نفسيا وروحيا أيضا ...
وهذا في الحقيقة هو الأهم !!!

الخميس، 29 أغسطس 2013

العُرْي (2)


وهذه الذكرى الأليمة التي تربط بين العري والسقوط والموت لأبوينا آدم وحواء ...

جعلت البشر في الأجيال الأولى يستحون من العري جدا ... بل لا يستحله أحدا على الاطلاق ...

فكان لا أحد يجرؤ على أن يتعرى أمام آخر ... أو يتجرأ أن ينظر إلى جسد عار ... حتى لو كانا زوجين ... أو عروسين في ليلة زفافهما ...

فكان الأزواج يمارسا العلاقة الزوجية في ظلام تام ... من الحياء أن ينظرا كل منهما إلى جسد الآخر عاريا ...

ونجد ذلك واضحا في قصة يعقوب ... لما أعطاه خاله لابان "ليئة" زوجة بدلا من "راحيل" ولم يكتشف ذلك إلى في اليوم التالي !!!

(القصة موجودة بالتفصيل في تكوين 29)

بل من العجب أن تجد أنه حتى العاهرات كن يستحين أن يتجردن من ملابسهن علانية أمام من يزنين معهم ... ونجد ذلك في قصة ثامار لما زنت مع يهوذا من أجل النسل ... ولم يعرفها ... إذ لم يبصرها في النور !!!

(وهذه القصة موجودة في تكوين 38)

وعندما نجد كمية العري الموجودة في العصر الحالي ... سواء في الشواطئ والمسارح وأماكن اللهو ... أو على شاشات التليفزيون والكمبيوتر ... ندرك مقدار الفجور الذي آلت إليه البشرية !!!

أعتقد أن البشرية وصلت إلى حالة أسوأ من تلك التي كانت أيم نوح والتي بسببها أهلك الله الأرض كلها ... وأنه لولا وعده بأنه "لا يعود يميت كل بشر" لأفنى الأرض منذ زمن بعيد ...

إلا أن غضبه يحمى من آن لآخر ... فيصبه على الأماكن التي يتزايد فيها الشر ... ويندر فيها الخير ... مثلما قعل بسدوم وعمورة ... لما لم يجد فيها ولا حتى عشرة أبرار ...

يا رب إرحم !!!

الصورة لليئة وراحيل زوجات يعقوب ...

العري (1)


إحساس الإنسان بالعري ... هو نتيجة دخول الموت إلى طبيعته ...
فالموت كان هو عقوبة الخطية التي حذر الله آدم منها ...

Gen 2:17 وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ».

فلما سمعا للحية وأكلا من الشجرة ... في التو دخل الموت إلى طبيعتهم ... فكانت النتيجة في داخل نفسه هي الشعور بالعري ...

Gen 3:7 فَانْفَتَحَتْ اعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا انَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا اوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لانْفُسِهِمَا مَازِرَ.

وكانت النتيجة في علاقته بالله هي الشهور بالخوف ...

Gen 3:10 فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لانِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَاتُ».

خشية الله جيدة ... لأنه مكتوب: ...

بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ (أمثال 9: 10)

ولكن الاختباء هو السلوك الخاطيء الذي يلجأ إليه الغالبية العظمة من البشر ...

ويلجأون إلى الاختباء من الله بالانغماس في الملذات والشهوات وجمع المال والمقتنيات وسائر الملاهي ...

مع أن السلوك الصحيح لاصلاح أخطائنا تجاه الله ... هو نفس ما حكم به الله على آدم وحواء ...

Gen 3:16 وَقَالَ لِلْمَرْاةِ: «تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ اوْلادا. وَالَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
Gen 3:17 وَقَالَ لِادَمَ: «لانَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَاتِكَ وَاكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي اوْصَيْتُكَ قَائِلا: لا تَاكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ.
Gen 3:18 وَشَوْكا وَحَسَكا تُنْبِتُ لَكَ وَتَاكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
Gen 3:19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَاكُلُ خُبْزا حَتَّى تَعُودَ الَى الارْضِ الَّتِي اخِذْتَ مِنْهَا. لانَّكَ تُرَابٌ وَالَى تُرَابٍ تَعُودُ».

بإختصار ... الطريق الصحيح هو: الألم والتعب والعرق والدموع ...

وليس الإختباء في الشهوة !!!

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

أجرة الخطية موت

أجرة الخطية موت

التوبة ترد غضب الله ...
ولكن ليس معنى ذلك أن أعمال التوبة من صوم وصلاة وسهر ... الخ توفي عقوبة الخطية أو تسدد ثمنها
"لأن أجرة الخطية هي موت" (رو 6 : 23)
والمقصود هنا ليس فقط موت الجسد ... بل الموت الأبدي ... أي الهلاك الأبدي ...
لأن الخطأ الذي نرتكبه ضد وصايا الله غير المحدود ... ثمنه غير محدود ...
ولا يسدد هذا الثمن غير دم المسيح ...
ولا يمكن نجاتنا من هذا الهلاك بدون الايمان به !!!
"ولكن بدون ايمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 11 : 6)

إذن ... لماذا الأعمال؟
لأن الأعمال هي الدليل العملي على الإيمان ... فقد يقول قائل إني أؤمن ...
لكنه مجرد كلام من الشفتين ... ليس عن صدق وإقتناع حقيقيين ...
أما إن كان الانسان مقتنعا حقا ... فلابد له أن يثبت ذلك ...
وليس هناك دليل على صدق الإيمان ... أكثر من تحمل الألم في سبيله ...
فالشهداء أثبتوا إيمانهم ليس بالألم فقط ... بل وبالدم أيضا ...
فلا أقل من أن نثبت إيماننا بألم الجسد ونسكه
حتى نستحق خلاص الله ... الذي أعده لمحبيه !!!
وغفران خطايانا وآثامنا ... ورضا الله ورد غضبه عنا
وكلما ثابرنا على أعمال التوبة ... كلما برهنا على ثبات إيماننا وعدم تزعزعه ...

فكلما متعنا الجسد بالخطية والشهوات ... كلما ملأنا كأس غضب الله علينا
وكلما تألمنا في الجسد بأعمال التوبة ... كلما استحققنا دم المسيح ... ونلنا رضاه ... ودالة عنده

وحتى نُشفى أيضا من الخطية الساكنة فينا ...
"فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد،،،
تسلحوا أنتم أيضا بهذه النِيّة،،،
فإن من تألم في الجسد،،، كُفّ عن الخطية"
(1بط 4 : 1)

واجبات الانسان


"وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا."
(تكوين 2: 15)

عندما خلق الله آدم ووضعه في جنة عدن ... في الأرض ... كان على آدم تكليفين من الله ... "لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا."

وهذه هي واجبات الانسان على الأرض على مر الدهور ... أن يعمل الأرض ... وأن يحفظها ...

الواجب الأول هو العمل ... وهو واجب لا يعفى منه الانسان طوال حياته ... من يوم ميلاده ... وحتى يوم وفاته ...

فالطفل الرضيع يعمل ... نعم يعمل جاهدا ليتعلم مهارات الحياة المتنوعة ... الحركة والتغذية والحواس ... ثم يكبر فيتعلم المشي والكلام ... ثم يذهب إلى المدرسة فيتعلم علوم الطبيعة والحياة ... ثم يذهب إلى الجامعة فيكون تفكيره وتنضج شخصيته ...

ثم يتخرج - من أي مرحلة دراسية - ليبدأ العمل الفعلي الذي كلفه الله به ... وغايته من ذلك ... التكامل مع الآخرين ... فكل واحد في عمله ... يقدم خدمة للمجتمع يحتاجها الآخرون ... ليعيش المجتمع سعيدا صحيحا ... تماما مثل خلايا الجسد الواحد ... التي تتكامل كل منها سويا مع باقي الخلايا ... ليعيش الانسان سعيدا صحيحا ...

والواجب الثاني الهام جدا ... الذي يجب على الإنسان أن ينتبه له جيدا ... ذلك لأن كثيرون يغفلونه ويهملونه ... هو أن يحفظها ...

الانسان واجب عليه أن يحفظ الأرض ...

بدءا من ذاته هو نفسه ثم أسرته ثم عمله ثم كل المجتمع المحيط به وإلى أقصى الأرض ...

فواجب على الانسان أن يهتم بخلاص نفسه وسلامتها وصحة جسدة وسلامته ...

كما يجب عليه أن يحفظ كل مكان يكون مسئولا عنه بجميع أفراده ...

أن يحفظ صحتهم وسلامتهم وأمنهم ... وأن يحفظ روحياتهم وطهارتهم وعفتهم ...

فأنت مسئول أمام الله عن نفسك وأسرتك ومكان عملك ومكان سكنك ومجتمعك ...

يجب أن تحافظ على البيئة ... بعدم تلويثها ... وعدم الاسراف في استهلاك مواردها ...

ويجب أن تحافظ على النظافة ... بألا تكون مهملا أنت ذاتك ... وأن تهتم بأن جميع الذين أنت مسئول عنهم يفعلون كذلك ...

ويجب أن تحافظ على السلامة ... بأن تنتبه أن كل شيء حولك آمن ... وأنه لا توجد مخاطر من أسلاك الكهرباء مثلا أو الغاز ... وأن كل واحد يقوم بعمله بطريقة آمنة ... وأن توفر لكل شخص الأدوات المناسبة لذلك ...

ويجب أن تحافظ على السعادة ... بألا تسئ لمن يعملون تحت إمرتك ... بل تشجعهم وتفرحهم بكل وسيلة ...

ويجب أن تحافظ على الحقوق ... بأن تعطي لكل ذي حق حقه ... صاحب العمل ... ومديريك ... ثم من أنت تديرهم ... فلا تظلم أحدا ... ولا تدع أحد يظلم الآخر ... سواء بتجاوز أو إختلاس ... إلخ

ويجب أن تحافظ على طهارة المكان الذي أنت متواجد فيه ... فلا تسمح في بالنجاسات والخطايا ... وبالأولى يجب أن تكون أنت نفسك طاهرا لكي تستطيع أن تفعل هذا ...

كل هذا يجب أن يتم بمحبة وتواضع وحكمة شديدين ... لئلا تصطدم بمن حولك ... مدمرا نفسك والآخرين ...

فإن أنت حفظت ذاتك أولا إستطعت أن تحفظ بيتك وعملك ومجتمعك ... لأنه مكتوب ...

إنجيل متى 23: 26
أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا.

ومكتوب أيضا ...

) إنجيل متى 7: 5
يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!

وقد قال أحد الحكماء ...

إن الجميع يريدون إصلاح العالم ... ولا أحد يريد إصلاح نفسه !!!

فإن أنت جاهدت لاصلاح نفسك ... وواظبت على ذلك ...

وإن أنت أحببت الآخرين ... وبذلت ذاتك في سبيل ذلك ...

إستطعت أن تفعل كل هذا وأكثر ... دون أن تعكر صفو حياتك ولا الآخرين !!!

بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
(غلاطية 5: 13)

النعمة أولا

يقول الآباء إننا ننال النعمة أولا ... ثم نجاهد فتثمر النعمة فينا ...

ونعبر عن هذا طقسيا في مناسبات كثيرة ...

منها أن صوم الرسل يأتي بعد عيد حلول الروح القدس مباشرة ...

أي أننا ننال الروح القدس يوم العنصرة ...

ثم نجاهد في صوم الرسل ... حتى يثمر الروح فينا ...

وأيضا مثال آخر ... وهو المختار لنعمة الكهنوت ...

ينال نعمة الكهنوت أولا ... ثم يذهب إلى الدير ... ليصوم ويجاهد ... حتى تثمر هذه النعمة فيه ...

الأحد، 25 أغسطس 2013

العناد عند الأطفال


من المعروف أن العناد عند الكبار ... دليل على الغباء ... للأسف الشديد ...
مع الاعتذار للعنيدين ...
أو دعنا نقولها بأكثر دقة وتفصيلا ... هو دليل على عدم الحكمة ... وقلة الحيلة ...

وهاتين النقطتين الأخيرتين ... هما متوفرتين بكثرة عند الأطفال ...

فالأطفال لا يزالوا تعوزهم  الحكمة بشكل كبير ... كما أنهم ضعفاء قليلي الحيلة ...

فالطفل عندما يعاند أبويه ... هو يريد أن يوصل رسالة إعتراض وإحتجاج عليه ...

وللأسف فإن معظم الآباء يقابلون عناد الأطفال بالعنف ... مما يزيد الطينة بلّة ...

لأن مزيد من العنف ... يساوي مزيد من الاحجاج ... يساوي مزيدا من العناد ...

فإذا أردت أن يكف طفلك عن العناد ... يجب أولا أن تربحه ...
ولا يمكنك أن تربح إبنك بالشخط والزعيق والعنف والضرب ...

تخيل طفلك الضعيف الرقيق ... فإن عنف والديه بالنسبة له يروعه ... ويفقده الشعور بالأمان والطمأنينة ... بل يشككه أصلا في محبة والديه ...

كل الآباء يدعون أنهم يحبون أبنائهم ... ومع ذلك فإن معظم الآباء يحتدون على أبنائهم .... ويغضبون عليهم بل ويضربونهم ....

هذا مع أبسط قواعد المنطق ... يتنافى مع الحب ...
والكتاب المقدس يقول عن المحبة ...

1Co 13:4  الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. ...... الْمَحَبَّةُ ...................
1Co 13:5  وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ
..............................
1Co 13:7  وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

هذا هو وصف المحبة في الكتاب المقدس ... فلست أدري كيف يدعي الآباء أنهم يحبون أولادهم ... وفي نفس الوقت لا يحتملونهم ... ولا يتأنون عليهم ... ولا يترفقون بهم ...

أعتقد أننا محتاجون أن نغير مفهومنا عن المحبة ... فالمحبة هي بذل أولا وقبل كل شيء !!!

فيجب أن تقدم لأولادك المحبة الكافية ... بهذا المفهوم الصحيح ... وبلا حدود ... وبلا شروط ...

أولا يجب أن تكون المحبة بلا حدود ...

من أعجب ما سمعت من أحد الأمهات ... تقول لي إني أقدم لأولادي محبة ولكن ليس أكثر من اللازم !!!

لا توجد في الوجود محبة أكثر من اللازم ... قدم محبة لأولادك على قدر طاقتك ... دون حدود ... مكتوب في الكتاب المقدس إن ... "الله محبة" ... والله غير محدود .... إذن المحبة أيضا يجب أن تكون غير محدودة ...

أنا لا أتكلم عن التدليل غير الصحي والاسراف في العطايا المادية ... لا ...
بل أتكلم عن المشاعر القلبية الصادقة ... والاحتمال وطول الأناة لأبنائنا ...
يجب أن يكون كل ذلك بلا حدود ...

ثانيا ... يجب أن تكون المحبة غير مشروطة ...
يعني يجب أن تعرف أولادك وتفههم جيدا ... أنك سوف تظل تحبهم إلى الأبد ... وأنك تحبهم بلا سبب ... ودون شروط ...
إنك تحبهم بلا سبب ... أي ليس لشكلهم أو ذكائهم ... أو أي صفات أخرى تميزهم ...

وبلا شروط ... أي لا تقول ل[نائك أبدا ... "إعمل كذا علشان أحبك" ... أو "لو نجحت في الامتحان سأحبك" ... أو "لو كنت هادئا وتسمع الكلام سأحبك"

إطلاقا ... إياك أن تضع شروطا لحبك لأولادك ...


فإذا أشبعت أبناءك حبا ... يبقى أمر آخر هام جدا ... وهو الحوار ...

لقد سبق وقلنا في بداية مقالنا هذا ... أنه من أسباب العناد ... أن الطفل تعوزه الحكمة ... وه  لا يعرف الحكمة من أوامرك ونصائحك له ... لذل يعاند ... ولا يردي أن ينفذها ...

فالأمر ألأول يجب أن تشبعه حبا ... ومن هذا الحب أن يكون أسلوبك في تقديم الطلبات والأوامر لابنك ... لائقا ... هادئا ... حليما ... لأقصى حد

والأمر الثاني الهام جدا أيضا ... هو الحوار ... ناقش ابنك ... وفهمه ... وعرفه أهمية ما تطلبه منه ... إن كنت تطلب منه أن يغسل أسنانه مثلا ... أو يغسل يديه ... أو يجلس بعيدا عن مصدر البرد ... إلخ ... يجب أن تطيل أناتك ... وتشرح ... وتقبل النقاش ... حتى يهدأ عاطفيا ... ويقتنع عقليا ...

معظم الآباء للأسف ... يكسلون عن الحوار ... فينفعلون ويغضبون ... وبدلا من المناقشة ... يعلون صوتهم بل ويضربون !!!

إذا وصل الحوار إلى طريق مسدود ... ولم يسجب طفلك ... إمسكه من يده ... وإذهب به "للحمام مثلا ... ليغسل يديه ... أو يفعل ما تأمره به أيا كان" ...

فإذا رفض وقاوم ... قد تضطر إلى عقاب بسيط مثل قرصة أو ضربة بسيطة على الساق أو القدم ...

يجب أن يكون كل ذلك في جو من المحبة والمرح ... دون غضب ولا كثرة تهديدات ولا خصام ...

وما سبق أن قلناه يتضمن بالضرورة أن تقضي وقتا مناسبا مع أبناءك ... بعيدا عن العمل والأجهزة ... وقتا تعملون فيه شيئا مشتركا ... تلعبون سويا ... أو ترسمون ... أو تتحدثون ... أي شيء مشترك ... وأنت متفرغ لهم تماما ... وليس في يدك موبايل ... ولا أمامك تليفزيون !!!

فإن فعلت كل ذلك ... لا تتوقع نتائج مبهرة من أول مرة ... ولا عاشر مرة أيضا ...

فما أفسدته في عشرة سنوات ... لا يمكن أن ينصلح في عشرة أيام ...

ولكن واظب على هذه الممارسات ... ولا تيأس منها أبدا ... وستأتي بثمارها ... ولو بعد حين

أذكرك بأهم ما جاء في المقال ...

قدم لأولادك محبة ... بلا حدود ... وبلا شروط ...
إقض وقتا مناسبا مع أولادك ...
لا تنفعل ولا تغضب عليهم ...
أعطهم الأوامر بطريقة لائقة مفرحة قدر الامكان ...
ناقشهم وحاورهم ... حتى يدركوا الحكمة من وراء أوامرك ...
تنازل عن طلباتك من أولادك التي يكون مصدرها أنانيتك ... وليس مصلحتهم !!!
أصبر ... ولا تستعجل النتائج ... ولكنها ستأتي في حينها ...
قبل كل شيء ... وأهم من كل شيء ... أن تصلي من أجل أولادك ... ومن أجل |أن يعطيك الله حكمة في تربيتهم !!!

الخميس، 22 أغسطس 2013

موجز الحياة الروحية

الفضيلة هي التشبه بالله ...

أي الحياة حسب صورة الله التي خلق عليها الانسان ...



(فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.

سفر التكوين 1: 27



الخطية هي تأليه الذات



"بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».

(سفر التكوين 3: 5)



............................................



وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».

(تكوين 2: 17)



لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 23)



الانسان يرغب في الحياة ... حب البقاء ...



.............................................


"فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ."

(تكوين 3: 7)



فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».

(تكوين 3: 10)



العري هو دليل الموت الذي دخل إلى الانسان ...

والخوف هو نتيجة هذا الموت ...

والعلاج هو الاماتة ... التعب ... والعرق ... وتحمل الألم ...



16 وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».

17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.

18 وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.

19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».

(تكوين 3: 16 - 19)



...................................................

حب البقاء يجعل الإنسان يستسلم للشهوة بسبب الجهل وضعف البصيرة ...

مع أن الشهوة طريق الموت ...



إنجيل متى 10: 39

مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.



...................................................



إذن الخطية هي تأليه الذات ... والرغبة في تأليه الذات تظهر في حب البقاء إلى الأبد ... وحب البقاء يظهر عمليا في الشهوة ...



لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.

(رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 16)



"هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ."

(رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 4)



....................................................



الخطية هي الشهوة

والوصية هي لا تشته



...................................................



أنواع الشهوات ثلاثة

    شهوة الجسد ... وتتمثل في الكسل ... والشراهة ... والجنس
    شهوة العيون ... وتتمثل في محبة المال وحب المقتنيات والبخل
    شهوة العظمة ... وتتمثل في الإفتخار والكبرياء والغضب والحزن



وأنواع الجهادات ثلاثة



    التعفف ... أو ضبط النفس
    القناعة
    التواضع والطاعة



وأنواع الفضائل ثلاثة

    الإيمان
    الرجاء
    المحبة



وهي تتطابق مع عناصر الجهاد التالية على الترتيب



    الفكر
    القدرة
    النفس

ثم ينتقل الجهاد إلى المرحلة الرابعة بعد إكتمال هؤلاء الثلاثة



4. القلب



«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».

(لوقا 10: 27)



فإذا أكمل جهاد القلب ووصل إلى نقاوته ... عاش في الملكوت منذ تلك اللحظة ...



إنجيل متى 5: 8

طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.

 

النسبية الروحية

النسبية الروحية ...

بعيدا عن التفاصيل المثيرة لنظرية النسبية الرائعة التي أبدعها العالم الجبار/ ألبرت أينشتاين في أوائل القرن العشرين ... دعني أتأمل معكم روحيا في أحد تطبيقات هذه النظرية ... وهي المعادلة الشهيرة ... بل أشهر معادلة علمية على الاطلاق : ...
E = mc2

ولنشرح المعادلة أولا ... ثم نطبق عليها تأملاتنا ...

E = mc2
حيث أن ...
E : Energy ... أي الطاقة
m: mass ... أي الكتلة
c2: Square of Light Speed ... أي مربع سرعة الضوء

أي أن المعادلة باللغة العربية تكون هي ...
الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء

وتعني هذه المعادلة أنه يمكن تحويل الطاقة إلى كتلة والكتلة إلى طاقة ...

وهذا يتم في الحياة بالفعل ...
حيث أنه يتم تحويل الطاقة إلى كتلة فيما يسمى بالمعجلات النووية ...

كما أنه يتم تحويل الكتلة إلى طاقة وذلك في القنبلة الذرية مثلا أو في المفاعلات الذرية المولدة للطاقة ... حيث يتم تحويل جزة من كتلة مادة اليورانيوم إلى طاقة هائلة يتم التحكم فيها لانتاج الكهرباء ...

والآن إلى التأمل والتطبيق في حياتنا الروحية ...
نفس المعادلة يمكن تطبيقها في الحقيقة على حياتنا الروحية ... مع تغيير عناصر المعادلة ... وبقاء المبدأ كما هو ...

ففي المعادلة السابقة
E = mc2

الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء

إذا إستبدلنا ... الطاقة ... بالألم ...
والكتلة ... بالنعمة ...
ومربع سرعة الضوء ... بالمعامل الروحي (ن)

تكون المعادلة كما يلي ...

الألم = النعمة × ن

حيث أن تعريف عناصر المعادلة كما يلي ...
الألم : هو كل مجهود يبذله الانسان في جهاده الروحي لبناء نفسه والآخرين
النعمة : كل خير مادي أو معنوي أو روحي ينعم به الانسان ...
ن : المعامل الروحي ... وهو حسب مشيئة الله ...

الخلاصة ...
أن كل جهاد روحي تتألم به من أجل الله في الظروف الصحيحة ... يتحول إلى نعمة في نفسك ...
وأن كل شهوة تستسلم لها ... تضيع عليك فرصة بناء نعمة لنفسك ... بل تهدم ... لأنها تضيع عليك وقتا كان يمكن أن تبني فيه ...

فالطالب الذي يتعب في الدرس ... ينال نعمة النجاح والمؤهلات
والرياضي الذي يتعب في التمرين ... ينال قوة العضلات وسرعتها ومهارات التحكم بها ...
والناسك الذي يتألم في نسكه ... ينال صحة النفس وقوة الشخصية ...
والعابد الذي يتألم في الصلاة ... ينال نعمة نقاوة القلب وطهارته ...

والحقيقة أننا جمييعا يجب أن نجاهد في كل تلك النواحي ... لنبني لأنفسنا نعمة ... أي نحول الألم إلى نعمة ...

ولا نستسلم للشهوة ... حيث أنها تهدم ... بل تضيع أيضا فرصة البناء من الأساس

مع ملاحظة أنه كما يمكن تحويل الألم الجسدي إلى نعمة ...

كذلك يمكن تحويل النعمة إلى ألم نفسي ... وذلك عند الاستسلام للشهوة 

أي أن الألم الجسدي يمكن تحويله إلى نعمة مع فرح نفسي

والنعمة يمكن تحويلها إلى شهوة جسدية مع ألم نفسي  

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

دقيقتين منطق


دقيقتين منطق ...

إلى إخوتي من الذين يدعون أن الجيش يقتل جنوده ...
والشرطة تذبح ضباطها ...
والكنيسة تحرق كنائسها ...
والأزهر يحرق مساجده ...

أرجو أن تنسى على مدى الدقيقتين القادمتين ... أنني مسيحي وأنت مسلم ... أو أنني مؤيد لثورة 30 يونيو وأنت معارض ...

وتعالى نتكلم دقيقتين بالمنطق ...

ما رأيك في العبارة : ...

(إنجيل متى 12: 25)
 «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ.

وبغض النظر عن كونك تؤمن بالإنجيل أو لا تؤمن ... أو أن هذه العبارة منزلة من السماء أم محرفة كما تعتقدون ...

أليست عبارة منطقية ؟؟؟ !!!


لو كان ضباط الجيش يقتلون بعضهم البعض ... وضباط الداخلية كذلك ...
هل لن يتسرب الخبر أبدا ؟؟؟
وبفرض أنه لم يتسرب ... هل يبقى الذين خططوا ونفذوا مخطط الخيانة والقتل أنفسهم صامتين ... منتظرين دورهم أن يقتلوا هم أيضا في يوم من الأيام ؟؟؟ !!!

إنه مبدأ منطقي معروف ومؤكد على مدى الدهور ... الانقسام = الخراب ...
وإقرأ التاريخ لكي تتأكد بنفسك من ذلك ...

فلو كان كل هؤلاء خونة ومنقسمين وفاسدين كما تعتقد ... والإخوان هم الوحيدين البررة والأطهار في هذا العصر الفاسد الشرير ...

فإنتظر عدالة السماء يا صديقي ...
فالبيت المنقسم سيخرب ...

إن كان الإخوان بررة ... وكانت مصر بكل مؤسساتها العريقة من جيش وداخلية وكنيسة وأزهر منقسمين ... سيخربون - لا سمح الله بذلك أبدا ...

أما إن كان الإخوان هم المنقسمين ... وهم من يكذبون ويزورون الحقائق ... ويضحون بأعضائهم قربانا من أجل الجماعة ... أو كما قال مرسي المعزول ... إنه لا مانع ليه من أن يموت البعض من أجل ... (تحقيق أهدافهم) !!!

فتأكد حينئذ أنهم هم الذين سيخربون ...

وهذا هو ما يبدو عليه الحال حاليا ...

وعلى أي حال ... إنتظر عدالة السماء لتقول كلمتها حسب تلك القاعدة الأزلية التي ذكرتها سابقا وأعيدا هنا ثانية: ...


(إنجيل متى 12: 25)
«كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ.