وهذه الذكرى الأليمة التي تربط بين العري والسقوط والموت لأبوينا آدم وحواء ...
جعلت البشر في الأجيال الأولى يستحون من العري جدا ... بل لا يستحله أحدا على الاطلاق ...
فكان لا أحد يجرؤ على أن يتعرى أمام آخر ... أو يتجرأ أن ينظر إلى جسد عار ... حتى لو كانا زوجين ... أو عروسين في ليلة زفافهما ...
فكان الأزواج يمارسا العلاقة الزوجية في ظلام تام ... من الحياء أن ينظرا كل منهما إلى جسد الآخر عاريا ...
ونجد ذلك واضحا في قصة يعقوب ... لما أعطاه خاله لابان "ليئة" زوجة بدلا من "راحيل" ولم يكتشف ذلك إلى في اليوم التالي !!!
(القصة موجودة بالتفصيل في تكوين 29)
بل من العجب أن تجد أنه حتى العاهرات كن يستحين أن يتجردن من ملابسهن علانية أمام من يزنين معهم ... ونجد ذلك في قصة ثامار لما زنت مع يهوذا من أجل النسل ... ولم يعرفها ... إذ لم يبصرها في النور !!!
(وهذه القصة موجودة في تكوين 38)
وعندما نجد كمية العري الموجودة في العصر الحالي ... سواء في الشواطئ والمسارح وأماكن اللهو ... أو على شاشات التليفزيون والكمبيوتر ... ندرك مقدار الفجور الذي آلت إليه البشرية !!!
أعتقد أن البشرية وصلت إلى حالة أسوأ من تلك التي كانت أيم نوح والتي بسببها أهلك الله الأرض كلها ... وأنه لولا وعده بأنه "لا يعود يميت كل بشر" لأفنى الأرض منذ زمن بعيد ...
إلا أن غضبه يحمى من آن لآخر ... فيصبه على الأماكن التي يتزايد فيها الشر ... ويندر فيها الخير ... مثلما قعل بسدوم وعمورة ... لما لم يجد فيها ولا حتى عشرة أبرار ...
يا رب إرحم !!!
الصورة لليئة وراحيل زوجات يعقوب ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق