الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

متى نحل سيور حذائه - 2


متى نحل سيور حذاء السيد المسيح ؟؟؟ - 2

"وَكَانَ يَكْرِزُ قَائلا : .... الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ."
(مرقس 1: 7 )

كما إتفقنا من قبل أن المرء يحل سيور حذائه عند دخوله المنزل ...
ويوحنا المعمدان ... المثل الأعلى للخدام ...
كان يسبق السيد المسيح إلى إسرائيل ...
وإلى قلب كل إنسان ...
هكذا يكون الخادم ...

وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث : ...
إن الخادم في الإفتقاد يدخل إلى البيت ومعه السيد المسيح ...
ثم يخرج تاركا السيد المسيح في البيت ...

هكذا هو يعمل مثل يوحنا المعمدان ...
يتقدم أمام السيد المسيح إلى كل مؤمن ...
فيدخل الخادم ... ثم يفتح الباب للسيد المسيح لكي يدخل أيضا ...
ثم ينحني ليحل سيور حذائه لكي يستريح في المنزل ...
وذلك لما يشرح للمخدوم طريق الله ...
ويجيب على أسئلته ...
ويزيل شكوكه وجهله ...
هكذا يدخل السيد المسيح ... ويستريح !!!

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

من كل ...


فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». (لوقا 10 : 27 )

فضيلة الفكر ... الإيمان ... وحقله ... التلمذة ...
وثمره ... الإفراز والسلام ...

فضيلة القدرة ... الرجاء ... وحقلها ... النسك ... 
وثمرها ... التعفف والشجاعة وطول الأناة ...

فضيلة النفس ... المحبة ... وحقلها ... الخدمة ... 
وثمرها ... الفرح واللطف والوداعة ...

فضيلة القلب ... الاتضاع ... وحقله ... الإنسان كله ...
وثمره ... النقاوة !!!

طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. (متى 5 : 8 )

متى نحل سيور حذائه ؟

متى نحل سيور حذاء السيد المسيح ؟؟؟

"وَكَانَ يَكْرِزُ قَائلا : .... الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ."
(مرقس 1: 7 )

حسب عادة الكثيرين منذ زمان السيد المسيح وحتى الآن ... يحل المرء سيور حذائه لكي يخلعه عندما يدخل إلى المنزل ...

والسيد المسيح واقف على الباب : ...
"هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي."
(رؤيا 3 : 20 )

إذن الذي يفتح الباب للسيد المسيح ... هو الذي يحل سيور حذائه ...
وحل السيور هو السجود ...

وكان من عادة استقبال الضيوف هو غسل أرجلهم ...
وهذا يجب أن يكون بالدموع ...
لأنه في حضور السيد المسيح القدوس ... تظهر نجاستنا ...
وبحضور النور ... تظهر وساخاتنا ...
وبحضور الصلاح ... يظهر تقصيرنا وخيانتنا ...
فيندم الانسان ... ويتوب ... ويبكي ...

عندئذ يجب على الإنسان تقديم العشاء للسيد المسيح ...
وهذا يتكون من ...
فاكهة الشكر ...
وحساء خضروات التوبة ...
وذبيحة التسبيح ...
وحلوى الطلبات ...
والخبز هو كلمة الله ...

فنشبع مع السيد المسيح ... شبع سرور أبديا لا ينتهي !!!

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

النوم


كما تؤدي كثرة الطعام إلى تخمة الجسد ...
كذلك تؤدي كثرة النوم إلى ظلمة العقل وثقلة وعدم تيقظه !!!


وكما يؤدي إنقاص كمية الطعام بتعقل إلى رشاقة الجسد ...
كذلك يؤدي السهر بإعتدال إلى رشاقة العقل وإستنارته وتيقظه !!!



وكما أن الأكل بنهم وبطريقة غير مهذبة يؤدي إلى عدم الشبع وكثرة الأكل ...
هكذا النوم بإنحلال يؤدي إلى عدم الشبع من النوم ... والرغبة في النوم الكثير ...

فالنوم الصحيح يجب أن يكون كما في الصورة أعلاه

وكما أنه يجب علينا أن نصوم عن الطعام ...
هكذا يجب علينا بالأكثر أن نصوم عن النوم بالسهر ...

بل إن القديس مار اسحق السرياني قال أن تأثير السهرعلى روحيات الإنسان ... أكبر بكثير من تأثير الصوم ...

مع أن السهر مهمل جدا في حياتنا الروحية ... وقليلون هم الذين يسهرون من أجل الله ...

إلا أن القديس مار اسحق السرياني يقول أيضا :
"إن النوم بمعرفة أفضل من السهر في الباطل"
أي إنه إن لم يكن سهرك في أمور روحية ... قراءة ... صلاة ... تأمل ... فمن الأفضل لك أن تنام !!!

لا تقبل الأطفال في الفم

يجب عدم تقبيل الأطفال في الفم ...
ولا ضربهم على المؤخرة ...

لأن هذا يؤدي إلى سرعة النضج الجنسي عند الطفل ...
وهو ما يعرف طبيا بـ Precocious Puberty
وهذا أمر له مشاكل نفسية كثيرة ...

كما أن تقبيل الأطفال في الفم ينقل لهم أمراضا معدية من فم الكبار ...
حتى ولو كان الشخص الكبير صحيحا لا يعاني من مرض !!!

قَبِّل في الجبين مثل هذه القبلة الطاهرة

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

مشروع في الجبل ...

النفس البعيدة عن الله مثل أرض جبلية ...
مملوءة بالمرتفعات والمنخفضات ...
أي مواضع كبرياء وغرور ... ومواضع نقص وضعف ...

ولكي تبني مشروع على أرض جبلية ...
يجب أن تمهدها أولا لكي تصير مستوية ...
والخطوة الأولى في هذا التمهيد ...
يقوم بها مهندسوا المساحة ...
فيرصدون بالأجهزة طبيعة الأرض تماما ...
وأين المرتفعات ... وأين المنخفضات ...
وتحديد المستوى الذي يجب أن تصير عليه أرض المشروع كلها !!!

هكذا أيضا لكي تبني في نفسك هيكلا لله ...
يجب أن تمهدها لكي تصير نفسا سوية ...
والخطوة الأولى في هذا التمهيد ...
هي طلبة يجب أن يصليها كل إنسان في بداية حياته الروحية ...
وهي : "عرّفني يا رب عيوبي ... عرفني أخطائي وخطاياي ...
عرفني ضعفاتي ونقائصي ...
فكل ارتفاع أو انخفاض في النفس عن المستوى الطبيعي ...
هو عيب في النفس يجب إصلاحه قبل البدء في بناء هيكل الله !!!

والخطوة التالية ... هي البدء بالفعل في تمهيد أرض المشروع ...
ويستخدم في ذلك معدات ثقيلة من حفارات وبلدوزرات ولوادر وقلابات ...
وكثير من العمال والتعب والعرق والضجيج ...

هكذا أيضا لكي تمهد نفسك ...
عليك أن تحتمل أتعابا وآلاما كثيرة ... جسدية ونفسية وفكرية ...
آلام النسك ... وآلام محاربات الأعداء الذين يثيرهم عليك الشياطين ...
بالاضافة إلى كثير من القراءة والتأمل في الكتاب المقدس وكتب الآباء !!!

ولكي تستطيع إتمام مشروع ضخم مثل هذا ...
تحتاج أن توفر الطعام لجميع من يعملون في هذا المشروع ...
وأن توفر الوقود اللازم لجميع المعدات ...

وطعام العاملين ... ووقود المعدات هو المحبة ...
فبدونها يتوقف المشروع كله ولا يمكن أن يكمل !!!

ومن الطبيعي أن يحتاج مشروع كبير مثل هذا إلى ميزانية ضخمة ...
ويمكن الحصول على هذه الميزانية من الصلاة والأسرار ...

كما يحتاج هذا المشروع إلى مدير ذو خبرة ...
ويكون هذا هو السيد المسيح نفسه ...
ويرسل لك ارشاداته عن طريق مرشد مختبر ...
يكون قد سبق له بناء مشروعه الشخصي ...
أي هيكل نفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه !!!

وبعد أن تصير الأرض مستوية ممهدة ...
يبدأ بناء المشروع من مباني مختلفة ومعدات متخصصة ...
وتلك هي المواهب والثمر والعطايا التي ينعم بها الروح القدس على نفس الانسان المجاهد روحيا ...
حتى يستطيع أن يصير نافعا للمجتمع !!!

عندئذ فقط يبدأ تشغيل المشروع ...
وهي خطوة التدرب على الخدمة ... مع قيام وسقوط ... وإنتاج وتعثر !!!

ثم يبدأ المشروع في الانتاج بكفاءة وبغزارة ...
فيفرح الجميع ... من تعب في البناء ... ومن يفرحون بالانتاج ...

هكذا بعد أن تصير نفس الانسان سوية ...
وتتخلص من نقاط الكبرياء والغرور ...
ومن نقاط الضعف والخوف ...
وتمتليء من ثمر الروح ومواهبة وعطاياه ...
متتلمذة في كل ذلك على القديسين ...
حينئذ فقط يمكن أن تبدأ بالخدمة المثمرة المفرحة لله والناس !!!

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

ثالوث العالم

يؤمن المسحيين الحقيقيين بالثالوث القدوس ...
الآب ... والإبن ... والروح القدس ...
فالآب هو أصل ومصدر كل شيء وهو الغاية ...
والإبن هو الذي تجسد ليعطينا النعمة ... وعينا طاعته ...
والروح القدس هو المُعَزّي ... أي الذي يفرح قلوبنا ...

ولكن الغالبية العظمى من أهل هذا العالم ... 
ومنهم مسيحيين كثيرين للأسف ...
يؤمنون بثالوث آخر ...

الدولار ... والمدير ... والسوبر ماركت !!!
فالدولار بالنسبة لهم هو أصل ومصدر كل شيء وهو غايتهم ...
والمدير هو الذي يعطيهم الدولار ... ولذلك يطيعونه ...
والسوبر ماركت هو الموضع الذي يتنعمون فيه ببركات الدولار وخيراته وتعزياته !!!

الخميس، 12 ديسمبر 2013

إن أحببتم


من أقوال السيد المسيح : إنجيل متى 5: 46

لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟

فإن كان الأمر هكذا ... إذن يجب أن نحب حتى من لا يحبوننا

فتش قلبك ... وإنتبه ... لئلا تكون تحب الذين يحبونك فقط
ولا تحب من لا يحبك ... أو من يقلل من إكرامك ومدحك

والكارثة الأسوأ والأخطر ... إحذر أن تكون لا تحب من يحبك
وهذا خطأ فادح نقع فيه كثيرا
قد لا يعجبك شكل شخص
قد لا تستلطفه من أول ما تراه
قد تستنكر دخوله دائرة حياتك لاكتفاءك بمن هم فيها بالفعل
قد تكرهه أن يكون رئيسا لك

كل ذلك مع أن هذا الشخص الذي لا تستلطفه ... ولا تحبه ... قد يكون يحبك كثرا
ويكن لك كل الود والتقدير
إحترز من هذه السقطة الكبيرة
لأنه إن كان السيد المسيح قابل تعدينا ومخالفتنا بمحبته
ففي أي صف نكون ان نحن قابلنا محبة الآخرين بعدم محبة

حب كل انسان
حاول أن تجد الجمال في كل وجه ... دون أن تملأ عينك منه
إقبل الجميع ... حتى رغم عيوبهم ونقائصهم
إحتمل الجميع ... وإفرح بالجميع
أولادك وإخوتك في الخدمة
زملاءك في العمل
بل حتى الذين يمرون أمامك في الشارع وأنت في الطريق

في تاريخ الكنيسة قصة إنسان وصل إلى قامة روحية رائعة
حتى أن أحد القديسين عرف عنه بالروح ... وذهب إليه ليسأله عن تدبيره
فكان رده ... إنه يجلس لعمله اليدوي كل يوم ...
ويصلي من أجل كل انسان يصادفه في كل يوم ...
حتى المارة الذين يمرون أمامه في الشارع وهو لا يعرفهم

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

الشهوة



تشبه حرب الشهوة ... الذباب ...
فهي مملة ... وملحة ...
وكلما تطردها تعود إليك ...

ولكي تتخلص منها تحتاج إلى ...
1. غرفة نظيفة ...
2. نوافذ مغلقة ...
3. التخلص أولا بأول مما يدخل إلى غرفتك من ذباب ...

1. الغرفة النظيفة هي الكنيسة ومجتمعها الطاهر ... والقراءات الروحية ...
2. النوافذ المغلقة : هي عدم السماح لحواسك بمشاهدة مناظر معثرة ...
3. التخلص من الذباب داخل الغرفة ... ويكون ذلك بالتأمل والصلاة !!!

الأحد، 17 نوفمبر 2013

يا رب إرحم

يا رب إرحم ...

هذه هي الطلبة الوحيدة التي يمكنك أن تقولها وأنت متأكد من أنها حسب مشيئة الله ...
ذلك لأننا نعلم جميعا أن الله رحوم ...

والكنيسة تعلمنا أن نقولها ردا على جميع الطلبات التي تصلى في الكنيسة ...
ففي طقس كنيستنا القبطية الأرثوذكسية الرائع ...
لا نقول "يا رب إشفي" بعد أوشية المرضى ...
ولا نقول : "يا رب رجعهم بالسلامة" بعد أوشية المسافرين ...
ولا نقول "يا رب تمطر" بعد أوشية أهوية السماء ... إلخ ...

ولكن كنيستنا القبطية الرائعة تعلمنا أن نقول ردا على جميع الطلبات ...
يا رب إرحم ...

وذلك لأن رحمة الله تختلف من انسان لآخر ... ومن موقف لآخر ...

ولكننا متأكدين في جميع الأحوال أنه رحوم ...
لذلك نطالبه بأن يصب رحمته على ذلك الأمر ...
أو على أولئك المحتاجين رجمته بشدة ...

فالمرضى مثلا ...
قد تكون رحمة الله لواحد ... أن يشفيه بمعجزة ...
ولكن رحمته لمريض آخر ... أن يوفر له العلاج والدواء المناسبين ...
وقد تكون رحمة الله لمريض ثالث ... أن يستمر المرض لأنه لازم لخلاص نفسه ... وشفاء نفسه من مرض الخطية ... ولكنه بصلواتنا يعطيه احتمالا ... أو يعطيه ثمرا سريعا لنفسه من مرض جسده ...
أو قد تكون رحمته لمريض رابع أن ينقله من الأرض للسماء ويريحه من أتعابه ...

إذن فلنصلي جميعا يا أحبائي ...
يا رب إرحم ... يا رب إرحم ... يا رب إرحم ...
ونحن على يقين أنه يستجيب ...
ولكن كيف ؟؟؟
لا تحدد له أنت كيف ...
المهم أن يرحم !!!

كما أننا عندما نقول يا رب إرحم ... فهي تشمل الجميع ...
تشمل : إرحمني ... وإرحمنا ... وإرحمه ... وإرحمها ... وإرحمهم ... وإرحمهن ...

كل هذه الضمائر يمكن إختصارها ونقول فقط ...
يا رب إرحم !!!

الخميس، 14 نوفمبر 2013

قاعدتين في غاية الأهمية


قاعدتين في غاية الأهمية : ...

القاعدة الأولى : فيما يختص بعلاقتك مع الله والناس ...
....... مثل ما تَعْمَل ... سَيُعمَل بِك .......

البرهان :
أ- مع الله : ...
" فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ."
(صموئيل الأول 2: 30)
ب- مع الناس : ...
"كَمَا فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ."
(عوبديا 1: 15)

القاعدة الثانية " فيما يختص بعلاقتك مع نفسك ...
....... عكس ما تَعْمَل ... سَيُعْمَل بِك .......

البرهان :
"لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»
(لوقا 14: 11)

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

مثل مركبة الفضاء


يشبه ملكوت السموات ... إنسانا أراد أن يصعد إلى القمر ...
فأعد مركبة فضائية ... وزودها بالأجهزة اللازمة ... والغذاء اللازم ...
وربطها بصاروخ ... وملأ خزان الصاروخ بالوقود ...
وأعد وسائل الاتصال بمحطة القيادة ...
ومحطة القيادة بها قائد وخبراء كثيرين ...
وأعد الخرائط والمعلومات اللازمة ...
ثم ركب المركبة ... وأشعل صاروخها ... وبدأ في السفر ...
ولكن الجاذبية الأرضية شديدة ... ولا يمكن لصاروخ أن يتغلب عليها مباشرة ...
لذلك كان عليه أن يدور دورات عديدة حول الأرض ...
وفي كل مرة يوسع الدورة ... أي يكون أبعد عن الأرض ...
وأكثر تحررا من الجاذبية الأرضية ...
ولكنه بذلك يكون أحيانا قريبا من القمر ...
وأحيانا أخرى بعيدا عنه خلف الأرض ...
حتى وصل إلى نقطة ... 
كان فيها بعيدا بدرجة كافية عن الأرض ... قريبا من القمر ...
وبالتالي كان تأثير الجاذبية الأرضية عليه أقل ما يمكن ...
عندئذ إستطاع أن يفلت بمركبته من أسر الجاذبية ...
وسافر حرا طليقا نحو القمر ...
وهبط على القمر ... وعرف شكله ... ولمس حجارته ...
وعاد ليخبر الناس عن روعة القمر !!!

مركبة الفضاء هي الانسان ...
ورائد الفضاء هو العقل ...
والأجهزة اللازمة هي مواهب الانسان المختلفة ...
والغذاء اللازم هو الصلاة ...
والصاروخ هو الصبر ...
والوقود هو النعمة التي ننالها من الأسرار بالصلاة ...
ومحطة القيادة هي الكنيسة ...
وقائد الرحلة ... هو السيد المسيح نفسه ...
والخبراء الذين معه هم آباء الكنيسة والخدام والمرشدين...
والخرائط والمعلومات اللازمة هي الكتاب المقدس والكتب الروحية ...
والنار التي تشعل الصاروخ هي الجهاد ...
والجاذبية الأرضية هي الشهوة ...
والدورات المتعددة حول الأرض هي حال الانسان أثناء الجهاد ...
والقمر هو ملكوت السموات ...
والانسان في جهادة يقترب أحيانا من الملكوت ...
وأحيانا أخرى الشهوة تحجب الملكوت عنه ...
ولكنه في كل دورة يكون أكثر بعدا عن الأرض ... 
أكثر تحررا من الجاذبية أي الشهوة ...
والافلات من أسر الجاذبية هو إنطلاق الروح بحرية نحو الملكوت ...
والوصول إلى القمر هو نقاوة القلب التي بها نعاين الله ...
عندئذ يصير الانسان خادما حقيقيا ... يحدث الناس عن القمر الذي رآه ...
أي يحدثهم عن الله الذي يعرفه حق المعرفة !!!

الخميس، 7 نوفمبر 2013

ألله أم العالم


كل إنسان يولد ... ومعه جرعتان ... واحدة من الألم ... والأخرى من المتعة !!!

فإن إستهلكت جرعتك من الألم في تعب الجسد ... والعمل والاجتهاد ...
حصلت على جرعة المتعة في النفس بالنجاح والفرح والسرور ...

أما إن إستهلكت جرعتك من المتعة في الجسد وكسله وشهواته ...
حصلت على جرعتك من الألم في النفس بالفشل والحزن والاكتئاب !!!

هناك طريقان للمتعة في الحياة ...
إما العالم : بغناه وملذاته وكراماته ...
وإما الله : بالإيمان والرجاء والمحبة !!!

محبة المال ... دليل عدم الإيمان ...
لأن الانسان بسبب ضعفه يريد أن يستند على شيء ...
إما الله أو المال !!!

«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ،
لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ،
أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ.
لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ."
(إنجيل متى 6: 24)

محبة اللذة الجسدية ... دليل عدم الرجاء ...
فالانسان الذي يحرم نفسه من متعة ويتألم من أجل الله ...
سواء كان هذا الألم نسكا أو بذلا أو تعبا ...
فهو يحتمل على رجاء المكافأة من الله ...
على الأرض ... وفي السماء !!!

"طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ."
(إنجيل متى 5: 4)

محبة الكرامة ... دليل عدم المحبة ...
فالذي يشتهي أن يكرمه الناس ...
لم يشبع بعد بكرامة البنوة لله ...
ودليل البنوة لله هو المحبة !!!

7 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ،
وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ.
8 وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.
(رسالة يوحنا الأولى 4: 7 - 8 )

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

الاتضاع والأطفال

لا تحدثوا الاطفال عن الاتضاع ...
بل حدثوهم عن الشجاعة والبطولة والاقدام والحماس والتضحية والتعب من أجل المباديء ...
لان الطفل يجب ان يكبر اولا ثم يتعلم بعدئذ الاتضاع ...
نحن نريد أن نرفع أطفالنا لا أن نضعهم ...
يجب ان يتعلم الثقة بالنفس والشجاعة اولا ...
يحب أن الطفل يبني ذاته أولا ثم بعد ذلك نعلمه أن ينكر ذاته ...
يجب ان يتعلم كيف ياخذ حقه اولا ... ثم بعد ان يكون قادرا على ذلك ...
نعلمه ان يتنازل عنه ...
يجب ان يتعلم كيف يدافع عن نفسه ضد الظلم اولا ...
قبل ان نحدثه عن احتمال الظلم كما في بستان الرهبان ...
لاننا ان لم نفعل ذلك ... يمكن ان تمرض نفس الطفل في مرحلة المراهقة والشباب ...
او على احسن الفروض ... يكبر ضعيفا غير واثق من نفسه !!!
رجاء ألا تضعوا في المنهج دروسا عن الاتضاع ...
ولا تحدثوا أولادكم عن فضيلة الاتضاع في سير القديسين ...
بل بالأولى حدثوهم عن شجاعتهم وإقدامهم ...
وفوق كل شيء حدثوهم عن محبتهم ...
فالمحبة تبني ... والمحبة لا تسقط أبداً !!!

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الجنس

الشهوات ثلاثة ...

شهوة الجسد ... وشهوة القنية ... وشهوة العظمة ...

والجنس هو من أشد الرغبات عند الانسان ... لأن فيه تتحقق الشهوات الثلاثة ...
فهو لا يثير فقط شهوة الجسد أي اللذة الجسدية ...

لكنه يُثير أيضا شهوة القنية والامتلاك ... إذ أن الانسان أثناء ممارسته الجنس مع إنسانة ... فهو يشعر بامتلاكها ...
وفي الوصايا العشر ... توجد وصية لا تزن ... 
كما توجد وصية أخرى (الوصية العاشرة) التي تقول: 
"لا تشته ما لقريبك ... ولا إمرأة قريبك ... ولا جاريته ..."
إذن فالمرأة تُثير الرغبة الحسية عند الرجل ... 
كما أنها تثير لديه أيضا الرغبة في الامتلاك ...

وأيضا الرجل الذي يفوز بإمرأة ... سواء برباط الزيجة المقدس ... أو حتى بالخطية والنجاسة ... فهو يشعر بالعظمة ... وأنه إستطاع أن يحقق انتصارا كبيرا وفتحا مبينا بفوزه بتلك المرأة ... ويجول مفتخرا بذلك بين أقرانه ...

ونفس الشيء أيضا يمكن تطبيقه على المرأة من جهة الرجل ... من حيث الثلاث شهوات ...

لذلك فالجنس هو أقوى الرغبات عند الانسان ... لأنه يخاطب جميع شهواته !!!

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

رأي في الطعام (1)

رأي في الطعام (1)

بداية أود أن أقول أن هذا ليس بحثا فيما يسميه البعض "بالإعجاز العلمي" في الكتاب المقدس، 

فأنا لا أؤمن بأن وجود حقائق علمية سليمة مخفية في الكتاب المقدس هي برهان على صحته، وإثبات لنسبته لله. ببساطة لأنه ليس الله وحده هو الذي يعلم أسرار الطبيعة ... إذ أن الشيطان أيضا يعلم ذلك ... بحكم خبرته الطويله ... وعمره الطويل ... وخفة حركته ... وقدرته على المعرفة والعلم التي هي أكبر بكثير من الانسان مهما توفرت له الأجهزة العلمية الحديثة، والمكتبات وقواعد البيانات ... لا تنسى أن الشيطان كان كروباً من الممتلئين أعينا وهم المعروفين بامتداد المعرفة وغزارتها !!!

إذن لا نستطيع أن نعتبر وجود حقيقة علمية صحيحة في الكتاب المقدس هي برهان على نسبته لله ... لأن الشيطان أيضا يعلم كثيرا من تلك الأسرار قبل الانسان بزمان طويل !!!

على العكس من ذلك فإن دراسة إتفاق الكتاب المقدس مع العلم ... هي أمر جيد يطمئن الانسان الذي تراوده الشكوك التي يزرعها البعض ... من أن الكتاب المقدس مأخوذ من بعض الأساطير والخرافات التاريخية ... أو أنه من صنع البشر !!!

كما أن مقالي هذا ليس بحثا علميا ... ولا بحثا عقيديا ولا هو بحثا في الكتاب المقدس ... مع أنه قد يكون دعوة للبحث العلمي لاثبات صحة ما ورد به من آراء خاصة بصحة الانسان ...
بل هو مجرد بعض التأملات التي جمعتها من قراءاتي في الكتاب المقدس وكتب الآباء، والكتب العلمية والثقافية حول الطعام ...


أول وصية أوصى بها الله آدم هي:

Gen 2:16  وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 
Gen 2:17  وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ». 

ومن هاتين الآيتين نجد بعض الحقائق:
1. الله إهتم أولا بما يأكل الانسان قبل أن يهتم بما لا يأكل ... فالعطية عند الله قبل الوصية. وهو يهتم بحياتنا وراحتنا وفائدتنا قبل أن يطالبنا بطاعته.
2. أول طعام أعطاه الله للانسان هو الفاكهة.
3. أول وصية أعطاها الله للإنسان هي الصوم


ثم في المرحلة التالية وبعد سقوط الانسان ... سمح الله له بأكل الخضروات ...

Gen 3:18   وَتَاكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 

وفي الخطوة الأخيرة في تطور طعام الانسان حسبما ورد في الكتاب المقدس ... وبعد الطوفان ... سمح الله للانسان بأكل اللحوم 
Gen 9:2  وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الارْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الارْضِ وَكُلِّ اسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ الَى ايْدِيكُمْ. 
Gen 9:3  كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاما. كَالْعُشْبِ الاخْضَرِ دَفَعْتُ الَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 
Gen 9:4  غَيْرَ انَّ لَحْما بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لا تَاكُلُوهُ.

إذن قد تطور طعام الانسان على مدى تاريخه حسب ما ورد في سفر التكوين كالتالي:
1. من جميع شجر الجنة
2. عشب الحقل
3. كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، وكل أسماك البحر

وإذا نظرنا إلى حياة الانسان ... وتطور طعامه من الولادة للفطام ... نجده يتبع ترتيبا مشابها ...

إذ أن أول ما يتناوله الرضيع هو اللبن ... ثم يليه بعد ذلك حسب جداول الفطام التي وضعها أطباء الأطفال ... يتم ادخال الفاكهة أولا – مسلوقة ومهروسة ... ثم الحبوب ... ثم الخضروات ... وأخيرا يتم إدخال اللحوم للطفل بدءا بالأسماك ثم الدجاج وأخيرا اللحوم الحمراء ...

ففي رأيي أنه إذا أراد الانسان أن يتناغم مع الطبيعة من جهة 
(حسب ترتيب تناول الرضيع للطعام) ... 
ومع التاريخ المقدس من جهة أخرى ... 
(حسب ترتيب تناول الطعام في سفر التكوين) ...

يجب عندئذ أن يتبع الانسان نفس ذلك الترتيب في تناوله للطعام : ...
في كل يوم ...
وفي كل وجبة ...

فمن جهة كل يوم ... أعتقد أنه من الأفضل ألا يتناول الانسان اللحوم في الصباح ... ولا الخضروات ... بل يبدأ يومه في وجبة الافطار بالفاكهة والألبان ...
ثم من الممكن إضافة الخضروات عند الظهيرة في الغداء ...
وأخيرا اللحوم في العشاء ...

ومن جهة كل وجبة ... فمن الثابت علميا أن تناول الفاكهة على معدة فارغة قبل الطعام يكون صحيا أكثر ... ومفيدا أكثر للجسم، وأقل من حيث المتاعب والتأثيرات الغير مرغوب بها مثل عسر الهضم والانتفاخ ... الأمور التي تجعل الكثيرين يحجمون عن تناول الفاكهة تماما بالرغم من أهميتها الكبيرة لصحة الجسم ... 

ويجب أن يلي ذلك تناول الخضروات ... أي السلطة، وهذا هو ما ينصح به خبراء التغذية ... إذ أنه يساعد على عدم السمنة ... وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام الدسم الغير صحي ... 

وأخيرا يجب تناول اللحوم في نهاية الوجبة ... وهي عادة معروفة في الصعيد مثلا ... إذ أنهم لا يتناولون اللحوم نهائيا إلا في نهاية الوجبة ...

أعتقد أن إتباع نظاما غذائيا كهذا ... متناغما مع الطبيعة ... ومع التاريخ ... سيكون له تأثيرا صحيا مفيدا على حياة الانسان ... 
وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يدرس فيه العلم هذه الافتراضات لاثبات صحتها من عدمه ... أو على الأقل إذا جربت أنت ذلك بنفسك ستجد راحة وصحة كبيرين بنعمة الله !!!

(يتبع)

الوضع الراهن في مصر

الوضع الراهن في مصر ... يشبه تماماً الوضع السياسي في اليهودية أيام السيد المسيح ...

فالسيد المسيح وتلاميذه ... يشبهون الكنيسة والأقباط حاليا ... أقلية مضطهدة ...

والسلطة السياسية في يد الرومان ... الحكومة الحالية ... سلطة سياسية غير دينية ...

والكتبة والفريسيين ... يشبهون الإخوان والسلفيين ... مرائين يدعون التدين من أجل المنفعة ...

والعشارين ... الحزب الوطني ... يحبون المال ... ومكروهين من الشعب ...

وكما كان الكتبة والفريسيين يضطهدون السيد المسيح ... هكذا الإخوان والسلفيين يضطهدون الأقباط حاليا ...

وكما كان الرومان يتغاضون عن ذلك ارضاءاً الكتبة والفريسيين ... هكذا حكوماتنا المتوالية تتغاضى عن قتل الأقباط الأبرياء إرضاءا للاخوان والسلفيين ...

فإن أردتَ أن تعرف مستقبل مصر السياسي ... ومصير كل فئة من هؤلاء ...
إقرأ التاريخ ... وإعرف مصير كل فئة من الفئات المقابلة لها !!!

Mat 23:13  «لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 

الخميس، 10 أكتوبر 2013

من لطمك !!!

Mat 5:38  
«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 
Mat 5:39  
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ 
بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 

لقد طلب منا السيد المسيح ألا نقاوم الشر ... وأن نحول الخد الآخر ...
وهو لم يقصد بذلك أن نصير "ملطشة" ...
بل يقصد أن يسود السلام نفوسنا أولا ... ثم العالم كله ...
والسيد المسيح نفسه لما لُطم على خده ... لم يدر الخد الآخر حرفيا كما نتوقع من الآية السابقة ... ولكن دار الحوار هكذا : ...

Joh 18:22  
وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفاً قَائِلاً: 
«أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» 
Joh 18:23  
أَجَابَهُ يَسُوعُ: 
«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» 

إذن عليك أن تدير خد السلام ... لا خد الانتقام ...
ولكن عليك أن توقف المسيء عند حده ...
بكل هدوء ... وبكل وداعة ...
ولكن بكل حزم في نفس الوقت ...

دون أن ترد الاهانة بمثلها ... ولا أن تنتقم بأي صورة من الصور ...
لكن لابد أن تُشعر الطرف الذي أمامك أنه أخطأ ... وأن هذا الوضع لا يريحك ...
لأن هذا الأمر من صميم محبتك له ...
ويمكنك أن تفعل ذلك بأقل قدر ممكن من العنف والانفعال ...
إن إستطعت ... فبنظرة جادة ...
أو بإيماءة ...
أو بكلمة ...
أو بعبارة قصيرة ...
دون انفعال ولا صوت عال ...
ودون أن يكون لديك الرغبة في احراجه وإهانته بالمثل ...

والشيء الوحيد الذي يعينك على أن تفعل ذلك ...
هو المحبــــــــــــــــــــــــــــــة ...
فأنظر إليه ... وأحِبُّــــــــــــــــــه ...
وإهدأ أولا ... ثم تصرف متمثلا بالسيد المسيح !!!

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

المطرودين من أجل البر

البعض يحاربونك ...
ويروجون حولك الأكاذيب ... طالبين طردك ...
فإن دافعت عن نفسك ... شارحاً وجهة نظرك ...
إتهموك بأنك "تتفلسف" ... مطالبين بطردك ...
وإن إعتذرت لهم ... من أجل الاتضاع والسلام ...
هللوا لثبات الخطأ عليك ... وطالبوا أيضاً بطردك ...

وقد حدثت مواقف مشابهة مع السيد المسيح نفسه ...
فقد طُرِد من عدة أماكن ... على سبيل المثال : ...
المكان الذي أخرج فيه "لجئون" وشفى المجنونين ...
وقد طرد من الأمة اليهودية ومن الأرض كلها ... صالبين إياه ...
كما هو مكتوب "إلى خاصته جاء ... وخاصته لم تقبله"
وحالة الطرد هذه هي بركة كبيرة في الحياة الروحية ... 
إذ يعدنا السيد المسيح قائلاً : ...

Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

التطويبات ... تشرح خطوات الطريق الروحي !!!


Mat 5:1  وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 
Mat 5:2  فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 

Mat 5:3  «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:4  طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 
Mat 5:5  طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 
Mat 5:6  طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 
Mat 5:7  طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 
Mat 5:8  طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 
Mat 5:9  طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 
Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

التطويبات التي بدأ بها السيد المسيح الموعظة على الجبل ... هي منهج روحي كامل يصف خطوات الطريق الروحي من البداية للنهاية ...

يبدأ الطريق "بالمساكين بالروح" ... (الفقراء بالذهن) ... أي الذين يشعرون بإحتياجهم إلى الله ... حيث أنهم بدونه يفتقرون للكثير ...
فيطمئننا السيد المسيح أن إن بدأ بهذا الفكر ... سوف تصل إلى النهاية السعيدة "لأن لهم ملكوت السموات"

Mat 5:3  «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
.................................

فيتقدم الانسان في الطريق الروحي إلى الخطوة التالية ... وهي أن يقدم توبة ... ومن أهم مظاهر التوبة الحزن "طوبى للحزانى" ... كما أن أعمال التوبة من صوم وصلاة وسهر وإتعاب للجسد ... هي أعمال (تُحزن) الجسد ...
فيطمئننا السيد المسيح أن هذا الحزن له مكافأة رائعة "لأنهم يتعزون" ...

Mat 5:4  طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 
.................................

وأعمال التوبة والنسك تقوي الشخصية ... وتجعلها حادة في البداية ... فيصير الإنسان حاد الطبع ... بعيدا عن اللطف والوداعة ... فينبهنا السيد المسيح لضرورة إكتساب هذه الفضيلة والتدرب عليها "الوداعة" ... ومما يساعد على إقتناء الوداعة للنفس ... الدموع ...
ويعدنا السيد المسيح أنه بالجهاد في هذه الفضيلة "يرثون الأرض" ...
حقاً ... لأن الإنسان القوي الوديع في نفس الوقت ... يكون له تأثير ساحر على قلوب الجميع ... ولا يستطيع أحد أن يرفض له طلب ... فتصير الأرض كلها ملكاً له ...

Mat 5:5  طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 
...................................

ولكن الانسان الروحي في تلك المرحلة ... لا يزال ضعيفا ... ولا يزال يُخطئ ... مع أنه في داخله رافض للخطية ... ويتمنى أن يكمل كل البر ... وأن يتمم كل الوصايا أي هو من الـ "الجياع والعطاش إلى البر" ... فالبر هو تتميم الوصايا ... وهو ما يشعر بالجوع إليه ... 
ويعدنا السيد المسيح بأنهم "يُشبعون" ...

Mat 5:6  طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 
.....................................

وفي هذه المرحلة في الطريق الروحي ... يشعر الانسان بضعفه ... وبعجزه ... وفقره ... وثقل خطاياه ... فيبدأ يتعلم الإتضاع ... ويبدأ لذلك يرحم إخوته الخطاة مثله ... ولا يعود يشتهي الانتقام ... ولا يطالب بما لنفسه ... "طوبى للرحماء ... لأنهم يُرحمون"

Mat 5:7  طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 
......................................

وإذا سار الانسان الروحي في الطريق بأمانة وصدق وإجتهاد ... تكون الخطوة القادمة هي (نقاوة القلب) ... أي التخلص من سائر الأهواء والشهوات الرديئة ... 
ويعدنا السيد أن مكافأة تلك المرحلة هي "لأنهم يعاينون الله" ...
وتبدأ هذه المعاينة بصورة ما يسميه الآباء (الإستنارة) فيبدأ يدرك الأسرار ... أو بتعبير آبائي آخر ... ينكشف له سر الإنجيل ...

Mat 5:8  طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. 
.......................................

هنا فقط يؤهل الإنسان لأن يصير "صانع سلام" ... أي خادم حقيقي يخدم خدمة المصالحة ... يصالح النفس مع الجسد ... والسمائيين مع الأرضيين ... والإنسان مع أخيه الإنسان ... ويصير متشبها بالسيد المسيح "لأنهم أبناء الله يدعون"

Mat 5:9  طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 
......................................

عندئذ تبدأ الاضطهادات والمشاكل والضيقات والتجارب ... مكتوب: ...
سفر يشوع بن سيراخ 2: 1
يَا بُنَيَّ، إِنْ أَقْبَلْتَ لِخِدْمَةِ الرَّبِّ الإِلهِ، فَاثْبُتْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَعْدِدْ نَفْسَكَ لِلتَّجْرِبَةِ.
والتجارب للخدام تكون على مراحل ... الأولى الطرد ... وغالبا ما تكون من زملاؤهم المشتغلين معهم بالدين !!!

Mat 5:10  طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 
......................................

كما تمتد التجارب إلى التعيير والإهانة وترويج الأشاعات والتهم الباطلة "كاذبين"

Mat 5:11  طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 
.....................................

فيطمئننا السيد المسيح أن المكافأة رائعة ...

Mat 5:12  افْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. 

الإيمان ... والرجاء ... والمحبة ...


1Co 13:13 
أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.

يحدثنا معلمنا بولس الرسول في هذه الآية عن ثلاثة فضائل ...
سُميت بـ "الفضائل العُظمى" ... وهي فعلا كذلك ... دعنا نتأمل فيهم قليلا ...

ليس فقط أن جميع الفضائل الأخرى تنشأ من تلك الفضائل الثلاث ..
بل أيضاً أن تلك الفضائل هي مراحل حياة ...

فالانسان يبدأ حياته الروحية بالايمان ... وتكون علاقته بالله هي المخافة ... يخاف الله ... والكتاب يقول : ...
سفر الأمثال 9: 10
بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ ...


ويُشَبّه الانسان الروحي في تلك المرحلة بالعبد ... الذي يخاف سيده ... وكل عبادته هي من أجل تجنب العقاب ...
وهي مرحلة لابد أن نمر بها جميعا ... سواء في طفولتنا أم في كبرنا ... والبعض لايزالون إلى هذا اليوم في تلك المرحلة ...

ودستور هذه المرحلة هو : الوصايا العشر ... (خروج 20 : 1 - 17)


وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر الفكر في نفس الإنسان (Intellect) ...


ويبدأ فيها الإنسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الإبن ... (الكلمة) ...
....................................

ثم يرتقي الانسان في علاقته بالله إلى الرجاء ... إذ يبدأ الانسان يتذوق عطايا الله وتعزياته ... فيشعر أن لعبادته أجراً يناله ... فيجتهد أكثر في عبادته حتى ينال أكثر من عطايا الله ...

ويشبه الانسان الروحي في تلك المرحلة بالأجير (الموظف) ... وكل عبادته هي من أجل الأجرة ... سواء المادية أم الروحية ...
ويقف في هذه المرحلة غالبية الروحيين ... وقليلون هم الذين يرتقون إلى ما بعدها ...

ودستور هذه المرحلة هو : الموعظة على الجبل ... (متى 5، 6، 7)


وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر المزاج ... (Mood) ... من العناصر المكونة لنفس الانسان ...


ويبدأ فيها الإنسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الروح القدس (المُعَزّي) ...
........................................

وفي قمة السلم في العلاقة بالله ... يرتقي الانسان إلى المحبة ... يحب الله ... وتنمو هذه المحبة تدريجيا حتى تصل إلى العشق ... وكلما ينفعل الانسان بمحبة الله لا يجد ألفاظا يعبر بها عن محبته تلك ... فيبكي !!!
وكثير من القديسين - ومنهم القديس مكاريوس الكبير - تحدثوا عن مستويات عجيبة في محبة الله ومشاعر تفوق الخيال ...

ويشبه الإنسان الروحي في تلك المرحلة بالإبن ... الذي يحب أبيه ... ولا يفعل شيئا ... إلا بدافع المحبــــــــــــــة !!!

ودستور هذه المرحلة هو : الاصحاح 13 من رسالة معلمنا بولس الأولى إلى أهل كورنثوس ...

وهذه المرحلة هي مرحلة شفاء عنصر العاطفة ... (Affect) ... من العناصر المكونة للنفس ...

كما يبدأ فيها الانسان في تكوين علاقة شخصية مع أقنوم الآب ... (المحبة) !!!