الاثنين، 6 مايو 2013

تأملات في السقوط والصليب والقيامة



الموت والعري والخوف والاختباء

"سمعت صوتك في الجنة فخشيت ... لأني عريان ... فإختبأت

لأنك يوم تأكل منها ... موتا تموت
 
الموت نتج عنه  الشعور بالعري

 والعري يعبر عن عناصر الموت الثلاثة

فالعاري أولا: ... يتألم من البرد أو الحر أو أي شيء يمس جسده

وثانيا : ... العري يشير إلى الفقر حيث لا يمتلك العاري شيء حتى ما يستر به جسده

وثالثا : ... فان العري أيضا خزي ومحقرة

وتلك هي عناصر الموت الثلاثة

حيث أن الموت أولا يبدأ بالألم ... 

وثانيا الميت يتجرد من كل مقتنياته ... 

وثالثا الميت ينتن ويحتقر

ينشأ عن الموت وما يسببه من عري ... الخوف

وينتج عن الخوف رغبة في الاختباء ... وهذه الرغبة تتجه في اتجاهات ثلاثة معاكسة لعناصر الموت الثلاثة

اي ان الانسان يرغب في أن يختبيء من الالم ومن الفقر ومن المحقرة

وهو يهرب من هؤلاء الثلاثة إلى شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (شهوة العظمة) ... على الترتيب

وتلك هي أوراق التين التي حاول أن يخبئ بها آدم وحواء عريهما

ومن هؤلاء الثلاثة تنشأ جميع الخطايا والتجاديف التي على الأرض
   

لذلك لعن السيد شجرة التين قبل الصليب ... لأن آدم وحواء حاولا الاختباء من العري بورق التين ... أي أن ورق التين يشير إلى اختباء البشر من الموت في الشهوة


كان عليه أن يلعن شجرة التين وهو في طريقه إلى الصليب

أي أن يلعن الهروب والاختباء من الموت ... ليفتح لنا طريق مواجهة الموت بشجاعة في الصليب 

عناصر الموت الثلاثة: 1. الألم 2. الفقر 3. المحقرة


عناصر الهروب الثلاثة 1. شهوة الجسد 2. شهوة العيون 3. شهوة العظمة


عناصر تجربة حواء 1. جيدة للأكل  2. بهجة للعيون  3. باعثة للفهم

عناصر تجربة المسيح ... 1. تحويل الحجارة إلى خبز ... 2. ممالك العالم  ... 3. جناح الهيكل

الجميع متطابقين بنفس الترتيب 

وهؤلاء الثلاثة يمكن تلخيصهم في كلمة واحدة مشتركة هي "الشهوة" كما قال معلمنا بطرس الرسول: ... الفساد الذي في العالم بالشهوة ...

وقد أوصانا الله بالبعد عن هذه الشهوة في وصية عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر 
 ..........................


جميع الخطايا والتجاديف تتلخص في كلمة واحدة ... الشهوة

وجميع الناموس يتلخص في عبارة واحدة ... لا تشته !!!

....................... 

إذن فساد الطبيعة البشرية هو عينه دخول الموت إليها ... والموت نتج عنه الشعور بالعري ... والعري أدى إلى الرغبة في الاختباء ... والاختباء يكون من الألم والفقر والمحقرة ... ويكون في شهوة الجسد وشهوة العيون وشهوة العظمة وهؤلاء يؤدوا إلى السقوط في سائر الخطايا والتجاديف التي في العالم !!!
..........................

الشهوة إذا حبلت تلد خطية ... والخطية إذا كملت تنتج موتا (من رسالة معلمنا يعقوب

والشيطان دوره هو أن يوحي لنا بأن الشهوة هي طريق الخلاص

تماما كما قال لحواء ... "لن تموتا

وطاعة الشيطان هي رغبة في تأليه الذات "بل تصيران مثل الله عارفين الخير والشر"

وهو مازال يوسوس هكذا في قلب كل انسان قائلا ... إختبيء في الشهوة لكي لا تموت بل تصير مثل الله

مع أن هذا هو طريق الموت بعينه

........................

والطريق الصحيح هو طريق الصليب ... "بالموت داس الموت"

يجب أن ندوس الموت بالموت

أي أن نسعى في الطريق المخالف للشهوة (شهوة الجسد وشهوة العيون وشهوة العظمة) ...

لذلك يجب أن نجاهد بالنسك والقناعة والاتضاع

ويمكن وضعهم إجمالا في كلمة واحدة هي عكس كلمة "الشهوة" أي كلمة الزهد
 
ومن هؤلاء ليس فقط تنشأ جميع الفضائل ... بل أيضا تنصلح الطبيعة البشرية وتتطهر 

فهؤلاء الثلاثة ... (النسك والقناعة والاتضاع) ويمكن إضافة الصبر كرابع إليهم ...

 باعتباره امتداد هؤلاء الثلاثة في الزمن ... يعتبروا مسامير الصليب الأربعة
  
.............................
 
وكما أن طاعة الشيطان بالخطية هي تأليه الذات ... 

هكذا فإن الفضيلة وطاعة الوصية هي ... التشبه بالله

ولهذا السبب عينه فإن السيد المسيح هو مثلنا الأعلى في كل شيء

وأيضا لنفس السبب كان لابد أن يتجسد الله ... لأننا نعيش بالجسد ... 

وكان لابد أن يموت الله المتجسد ... لأننا جميعنا نموت ... 

وكان لابد أن يقوم ... ليعطينا إمكانية القيامة من الموت

فالسيد المسيح هو النموذج المثالي للبشرية    

وكما أن صليب المسيح أدى إلى القيامة ... هكذا فان هؤلاء الأربعة (أي النسك والقناعة والاتضاع والصبر) يؤدون إلى تطهير الطبيعة البشرية واصلاح سائر عيوبها ونقائصها ... وهذه هي قيامة النفس ...

الصليب هو الطريق إلى القيامة مع المسيح

من لا يحمل صليبه كل يوم ويتبعني لا يقدر أن يكون لي تلميذا

..............................
 
الطريق إلى قيامة المسيح يبدأ بالإيمان به ويمر بالرجاء فيه ويكمل بالمحبة

محبة الله من كل الفكر تشمل الايمان والمعرفة نقاوة الفكر وتؤدي إلى الصلاة بلا انقطاع

محبة الله من كل القدرة تشمل النسك: الصوم والسهر ... الخ وتؤدي إلى الشجاعة

محبة الله من كل النفس تشمل القناعة  وتؤدي إلى الرحمة

محبة الله من كل القلب تشمل الاتضاع ... وينتج عنها المحبة الكاملة للقريب والله

والطريق إلى محبة الله لابد أن يمر من خلال القريب


والطريق إلى الهلاك الذي يغوينا به الشيطان بأنه ليس طريق الموت "لن تموتا" إذا لاقى رغبة دنيئة في الانسان في تأليه ذاته "تصيران مثل الله" يبدأ بالشك في الوهية السيد المسيح ... ويمر بفقدان الرجاء في أبدية سعيدة ... ويكمل بالحقد وكراهية القريب

......................... 


ولهذا عينه وأنتم باذلون كل إجتهاد ... قدموا في إيمانكم ... فضيلة ... وفي الفضيلة معرفة ... وفي المعرفة تعفف ... وفي التعفف صبرا ... وفي الصبر تقوى ... وفي التقوى مودة أخوية ... وفي المودة الأخوية محبة 

(من رسالة معلمنا بطرس الرسول الثانية الاصحاح الأول

إذن الجهاد الروحي أي الصليب يشمل:

 ايمان ... فضيلة ... معرفة ... فكر

تعفف ... صبر ... قدرة

  تقوى ... مودة أخوية ... نفس

محبة ... قلب

تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك

وتحب قريبك كنفسك

لذلك أيضا ... بعد القيامة العامة في اليوم الأخير ... لن يخطئ الأبرار ... لا لدخول شيء جديد لطبيعتهم ولكن يكفي فقط خروج عنصر الموت من هذه الطبيعة ... 

"والموت لا يكون فيما بعد" من سفر الرؤيا   

ليست هناك تعليقات: