الأربعاء، 5 مارس 2014

التجربة على الجبل

تتطابق الثلاث تجارب التي جُرّب بها السيد المسيح ... مع نفس الثلاث تجارب التي جُرِّبت بها أمنا حواء ... مع الثلاث مكونات التي للعالم كما وصفها معلمنا يوحنا الحبيب في رسالته الأولى : ...

3فقالَ لَه إبليسُ: "إنْ كُنتَ اَبنَ اللهِ، فقُلْ لهذا الحجَرِ أنْ يَصيرَ خُبزًا". 4فأجابَهُ يَسوعُ: "يَقولُ الكتابُ: ما بِالخُبزِ وحدَهُ يَحيا الإنسانُ".
التجربة الأولى (لوقا 4) ... الشجرة طيبة للمأكل (تكوين 3 : 6) ... شهوة الجسد (1يو 2) ... 
 ......................................
5وأصعَدَهُ إبليسُ إلى جبَلٍ مُرتَفِعٍ وأراهُ في لَحظَةٍ مِنَ الزّمَنِ جميعَ ممالِكِ العالَمِ،6وقالَ لَهُ: "أُعطيكَ هذا السّلطانَ كُلّهُ ومَجدَ هذِهِ الممالِكِ، لأنّني أملكُهُ وأنا أُعطيهِ لِمَنْ أشاءُ. 7فإنْ سَجَدتَ لي يكونُ كُلّهُ لكَ". 8فأجابَهُ يَسوعُ: "يَقولُ الكِتابُ: لِلرّبّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ".
التجربة الثانية (لوقا 4) ... شهية للعين (تكوين 3 : 6) ... شهوة العين (1يو 2: 16) ...  
 ......................................
9وأخذَهُ إبليسُ إلى أُورُشليمَ، وأوقَفَهُ على شُرفَةِ الهَيكَلِ وقالَ لَهُ: "إنْ كُنتَ اَبنَ اللهِ، فألقِ بِنَفْسِكَ مِنْ هُنا إلى الأسفَلِ، 10لأنّ الكِتابَ يَقولُ: يُوصي اللهُ مَلائكَتَهُ بِكَ لِيحفَظوكَ. 11وهُم يَحمِلونَكَ على أيديهِم لِئلاّ تَصدِمَ رِجلَكَ بحَجَرٍ". 12فأجابَهُ يَسوعُ: "ولكِنْ قِيلَ: لا تُجرّبِ الرّبّ إلهَكَ".
التجربة الثالثة (لوقا 4 ) ... باعثة للفهم (تكوين 3 : 6 ) ... شهوة المجد (1 يو 2 : 16 ) ...
(إنجيل لوقا : 4 : 3 - 12 )
 ........................................
ورأتِ المَرأةُ أنَّ الشَّجَرةَ طيِّبةٌ لِلمَأكلِ ... وشَهيّةٌ لِلعَينِ، ... وأنَّها باعِثَةٌ لِلفَهْمِ،
(تكوين 3 : 6 )
لأنّ كُلّ ما في العالَمِ، مِنْ شَهوَةِ الجَسَدِ ... وشَهوَةِ العَينِ ... ومَجدِ الحياةِ ... لا يكونُ مِنَ الآبِ، بَلْ مِنَ العالَمِ.
(رسالة يوحنا الأولى 2 : 16 )

وهكذا فهذه هي التجارب التي يجرب بها كل إنسان طوال حياته على الأرض
وبَعدَما جرّبَهُ إبليسُ بِكُلّ تَجرِبَةٍ، فارَقهُ إلى حِينٍ.
(لوقا 4 : 13 )
..............................................

والانتصار على هذه التجارب يكون بالثلاثة فضائل العظمى : ... الإيمان ... والرجاء ... والمحبة ...
والآنَ يَبقى الإيمانُ والرّجاءُ والمَحبّةُ، وأعظَمُ هذِهِ الثّلاثَةِ هيَ المَحبّةُ.
(رسالة كورنثوس الأولى 13 : 13 )

بالإيمان ننتصر على شهوة العين التي هي محبة المقتنيات ... لأن الإنسان يشتهي المال والمقتنيات بسبب الخوف من المجهول الذي هو وليد عدم الإيمان ... فيسعى الإنسان للمال ظنا منه أنه يستند عليه ويقويه ويحميه من الموت
(تذكر مثل الغني الغبي) ...

وبالرجاء ننتصر على شهوة الجسد ... التي هي ثلاث شهوات : الطعام ... والكسل ... والجنس ... فالإنسان الذي عنده رجاء في مواعيد الله وعطاياه وتعزياته ... يحرم نفسه من شهوات الجسد ... بضبط النفس (النسك) ... فبالصوم والسهر والصمت والسكون ... يحرم الإنسان نفسه من شهوات الجسد ... وينتصر عليها بمعونة الله ... على رجاء نوال شهوات الروح من تعزيات روحية وشعور بالمحبة والفرح والسلام ...

ومجد الحياة أو شهوة العظمة ... (ما سمي في الترجمة البيروتية  : "تعظم المعيشة") يتم الانتصار عليه بالمحبة ... فالإنسان لو أحب قريبه كنفسه ... لن يشتهي أن يكون أعظم منه !!!

..........................................................................

وهذه الشهوات الثلاثة ... تقابل مكونات نفس الإنسان الثلاثة : ...
Affect, Intellect, and Mood
أي العاطفة ... والفكر ... والمزاج ...

فالعاطفة تشتهي المجد ... وعلاجها المحبة ...
والفكر يشتهي المقتنيات ... وعلاجه الإيمان ...
والمزاج يشتهي شهوات الجسد ... وعلاجه الرجاء (والصبر) ...

............................................................................

وهي تقابل أيضا مراحل حياة الإنسان الروحية الثلاثة : ...

المرحلة الأولى : ...
يسود فيها الفكر ... ويجاهد فيها الإنسان بفكره ... حتى يتقوى إيمانه ...
وتكون علاقة الإنسان بالله هي علاقة المخافة ... أو عبودية العبيد ...

والمرحلة الثانية : ...
يسود فيها المزاج ... ويجاهد فيها الإنسان بقدرته ... حتى يتقن الرجاء ...
وتكون علاقة الإنسان بالله في هذه المرحلة هي علاقة : ... رجاء الأجير ...

والمرحلة الثالثة : ...
تسود فيها العاطفة ... ويجاهد فيها الإنسان بنفسه وقلبه ... حتى يتكمل في المحبة ...
وتكون علاقة الإنسان بالله في هذه المرحلة هي علاقة : ... محبة البنين ...

ليست هناك تعليقات: