الأربعاء، 30 أبريل 2014

القصة الكاملة


كل إنسان يجكي قصة الخليقة كلها لكن ناقصة ... أما السيد المسيح فهو الوحيد الذي يحكي القصة كاملة !!!

فقصة الخليقة تبدأ عندما أحب الله الإنسان وقرر أن يخلقه كائنا مشابها له ...

وقالَ اللهُ: «لِنَصنَعِ الإنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا." (تكوين 1 : 26 )
الله أحب أن يخلق الإنسان ... ويكون معه في الوجود ... ويشبه هذا في حياة الإنسان رغبة الرجل في أن يتزوج ... فيحب فتاة ويخطبها لنفسه ...

في البَدْءِ خلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأَرضَ‌ (تكوين 1 : 1)...
تبدأ رحلة إعداد بيت الزوجية على مدى ستة أيام الخليقة ...
ثم تزوج أبيك بأمك ... وحملت أمك بك ...
وتحكي فترة التسعة أشهر الحمل قصة تطور الحياة منذ اليوم الثالث للخليقة حين بدأت الحياة على وجه الأرض بالنباتات ...
وحتى اليوم السادس حين خُلِقَ الإنسان ... ويشبه هذا يوم ولادتك ...

ثم في اليوم الثامن يُختن الصبي ... ويمثل هذا السقوط الذي سبب ألما لله ... والذكر هو صورة الله كما أن الأنثى صورة نفس الانسان ...
ثم عاش السيد المسيح ثلاثون عاما لم تذكر تفاصيلهم ... وتشبه تلك الفترة العهد القديم من التاريخ المقدس ...
كما تشبه حياة التائب في جهاد الناموس قبل التمتع ببركات العهد الجديد ...
وفي عمر الثلاثون سنة بدأ السيد المسيح خدمته ... وبدأ الشعب يفرح به ...
ويشبه هذا فرح التائب بكمال توبته ... وشبعه من النعمة ...
إضطُهِد السيد المسيح كثيرا وتألم كثيرا حتى الصليب ...
وهذه دعوة كل إنسان ...

وقالَ لِلجُموعِ كُلّهِم: "مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني. (لوقا 9 : 23 )
السيد المسيح مات بالجسد ... وكلنا سنموت ...
ولكن السيد المسيح هو الوحيد الذي أكمل القصة حتى النهاية ... فقام من الأموات ...
ونحن جميعا ... ننتظر قيامة الأموات ... وحياة الدهر الآتي ... آمين !!!

الله والعالم


الانسان موضوع بين السماء والأرض ... بين الله والعالم ...
فهو إما أن يشتهي الله ويسعى إليه ... أو أن يشتهي العالم وينغمس فيه ...

الله والعالم مصدران قويان للجاذبية ...
فكلما إقتربت من أحدهما ... كلما زادت جاذبيته لك ... وضعفت جاذبية الآخر ...

إن إستسلمت لشهوة العالم ... إلتصقت به ... وإن جاهدت في الشهوة المقدسة ... إلتصقت بالله ...

يتحدد قربك من الله أو العالم حسب الوقت الذي تقضيه مع اي منهما ... وحسب شدة إهتمامك بأي منهما ... وتلذذك به ...

شهوة الجسد ... وشهوة العين ... وشهوة المجد ... كلما أشبعناهم ... كلما إنغمسنا في العالم ...
وبالتعفف ... والقناعة ... وانكار الذات ... نستطيع أن نتخلص من شهوة العالم ... وننطلق نحو الله ...

الصلاة هي الجهاد الأول والأهم ...
والنسك هو الجهاد التالي ...
والمحبة هي الجهاد الأعظم ...

تستلزم الصلاة ... القراءة والتأمل ...
والنسك يشمل الصوم والجوع والسهر والسجود ...
والمحبة هي غذاء النفس وشفاؤها ... وتكمل بمحبة الأعداء !!!

الأحد، 27 أبريل 2014

أحد توما


19وفي مَساءِ ذلِكَ الأحدِ، كانَ التلاميذُ مُجتمِعينَ والأبوابُ مُقفَلةٌ خَوفًا مِنَ اليَهودِ. فجاءَ يَسوعُ ووقَفَ بَينَهُم وقالَ: "سلامٌ علَيكُم".
القيامة تبدد الخوف ... من يخاف ... لا يزال لم يقم مع المسيح ... أما قيامة المسيح فتعطي سلاماً ...

 20وأراهُم يَدَيهِ وجَنبَهُ، ففَرِحَ التلاميذُ عِندَما شاهَدوا الرّبّ.
السيد المسيح برهن على قيامته لتلاميذه ليكونوا شهودا لنا ... وهؤلاء قد شهدوا بدمّهم ... فهل تريد شهادة أعظم من تلك !!!والفرح هو النتيجة الطبيعية للقيامة ...

 21فقالَ لهُم يَسوعُ ثانيَةً: "سلامٌ علَيكُم! كما أرسَلَني الآبُ أُرسِلُكُم أنا"
الآب أرسل السيد المسيح ... والسيد المسيح أرسل تلاميذه ... وهؤلاء أرسلونا ... كلنا مدعوين ومرسلين للمناداة بقيامة المسيح ...

.22قالَ هذا ونَفَخَ في وجوهِهِم وقالَ لهُم: "خُذوا الرّوحَ القُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُم لَه خطاياهُ تُغفَرُ لَه، ومَنْ مَنَعْتُم عَنهُ الغُفرانَ يُمنَعُ عَنهُ". 
هذا هو تأسيس سر الكهنوت ... ورسامة التلاميذ رؤساء كهنة ...


24وكانَ توما، أحدُ التلاميذِ الاثني عشَرَ المُلقّبُ بالتّوأمِ، غائِــبًا عِندَما جاءَ يَسوعُ.
غيابه هذا كان بتدبير إلهي من أجلنا ...

25فقالَ لَه التلاميذُ: "رأينا الرّبّ!" فأجابَهُم: "لا أُصَدّقُ إلاّ إذا رَأيتُ أثَرَ المَساميرِ في يَدَيهِ، ووَضَعْتُ إصبَعي في مكانِ المساميرِ ويَدي في جَنبِهِ".
وشك توما كان من أجل تبديد شكوكنا ...

 26وبَعدَ ثمانيةِ أيّامٍ اَجتَمَعَ التلاميذُ في البَيتِ مرّةً أُخرى، وتوما مَعهُم، فجاءَ يَسوعُ والأبوابُ مُقفَلةٌ، ووقَفَ بَينَهُم
أعطاهم السيد فرصة ثمانية أيام لكي يناقشوا جميع شكوكهم ... لكي يبددها بظهوره ...

وقالَ: "سلامٌ علَيكُم".
السلام هو من أحلى ثمار القيامة ...

 27ثُمّ قالَ لِتوما: "هاتِ إصبَعَكَ إلى هُنا واَنظُرْ يَدَيّ، وهاتِ يدَكَ وضَعْها في جَنبـي. ولا تَشُكّ بَعدَ الآنَ، بل آمِنْ!"
تبديد الشكوك ... وهكذا يفعل السيد المسيح مع كل منا ... ففي كل يوم تعيش مع المسيح ... يبرهن لك أكثر فأكثر على وجوده وقربه وعنايته ...

  فأجابَ توما: "رَبّـي وإلهي!"فقالَ لَه يَسوعُ: "آمَنْتَ يا توما، لأنّكَ رأيتَني. هَنيئًا لِمَنْ آمَنَ وما رأى".
من أقوال الآباء : "إذا آمنت بما لن ترى ... سوف ترى ما آمنت به" ...


30وصنَعَ يَسوعُ أمامَ تلاميذِهِ آياتٍ أُخرى غَيرَ مُدوّنَةٍ في هذا الكِتابِ. 31أمّا الآياتُ المُدوّنَةُ هُنا، فهيَ لتُؤمِنوا بأنّ يَسوعَ هوَ المَسيحُ اَبنُ اللهِ. فإذا آمنتُم نِلتُم باَسْمِهِ الحياةَ.
الايمان يعطي حياة ... الله يريدك أن تؤمن لأنه يحبك ... وفي الايمان سعادتك وراحة بالك !!! 

(إنجيل يوحنا 20 : 19 - 31 / من الترجمة العربية المشتركة)

يا رب لماذا

عندما تحدث مصيبة ...يتساءل الكثيرون ... يا رب لماذا ؟؟؟ !!! ....
نحن نصوم ونصلي وندفع العشور ...لماذا المصائب إذن ...

وكأن كل غايتنا في الحياة هي على الأرض ...وليس لنا رجاء في السماويات ...
وكأننا كل ما نقدمه من عبادة لله ...نريد ثمنه ومكافأته هنا على الأرض ...

يقول الكتاب : ...
وإذا كانَ رَجاؤُنا في المَسيحِ لا يَتَعَدّى هذِهِ الحياةَ، فنَحنُ أشقى النّاسِ جميعًا. (1كو 15 : 19 )
الله تبارك إسمه ... غايته في معاملاته معنا ... هي خلاص نفوسنا في الحياة الأبدية ...
وهو يعطينا الحياة عى الأرض لكي يدربنا ويؤهلنا لتلك الحياة الأبدية  ...

فعندما تفاجئنا ضيقة أو تجربة أو مصيبة ...
يجب أن نشكره أولا على محبته لنا ... وعنايته بنا ...

سفر الأمثال 3: 12
"لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ."
كما لا يجب أن نظن أن الله لا يهتم بألامنا ...
سفر إشعياء 63: 9
فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ." ...
يجب أن تكون عيوننا دائما على الأبدية في إشتياق وتسليم ...

كما فعل أيوب البار عندما وقعت عليه مصيبته العظيمة ... قال : ...
سفر أيوب 1
وَقَالَ: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا».
في المصائب ... نشكر الله ... ونسلم أمرنا له ...ناظرين للأبدية ... ونفحص ذواتنا جيدا ...
فإن المصائب دعوة للتوبة : ...
قديما قال السيد السيح : ...
إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.
(لوقا 13 : 3 )

بالموت داس الموت
بالموت داس الموت

الخميس، 24 أبريل 2014

اهتم بالناس


القاعدة الأولى ... أن تحب جميع الناس ...
القاعدة الثانية ... أن تهتم بجميع الناس ...

ولكن كل واحد على قدر حاجته ... وعلى قدر إحتماله ...
البعض محتاجين لاهتمام كبير ... لشعورهم بالوحدة أو أنهم مهمشين أو منبوذين في مجتمع ما ...
فإهتمامك الكبير بصغار النفوس يسعدهم جدا ...

والمرضى الروحيين أيضا محتاجين اهتمام ومتابعة كبيرين ...
حتى يتمموا توبتهم ... ويقفوا على أرجلهم ...

ولكن البعض لا يحتملون الاهتمام الكبير من أحد ... فينفروا من ذلك الشخص الذي يبدي لهم اهتماما كبيرا ...
وذلك لأسباب عديدة منها حساسيتهم الزائدة ... وخوفهم على خلاص نفوسهم ...
خاصة إذا كان الشخص الذي يهتم بهم من الجنس الآخر ...
وهذا حسن في حد ذاته ...
وإن كان محزنا جدا للشخص الذي يجد نفورا مقابل محبته الأخوية الطاهرة وإهتمامه ...

لكن يجب عليك عندئذ أن تحترم مشاعر ذلك الشخص ...
وتبتعد عنه نهائيا ... فهو غير محتاج لك ... والله قادر أن يعتني به بدونك ...
ولكن لا تحاول الاتصال به بأي شكل من الأشكال ... سوى عن طريق السماء ...
أي بالصلاة من أجله ... والاحتفاظ بمشاعر المحبة والاحترام والتقدير له من بعيد ...
دون محاولة التعبير عنها له أو لأي شخص آخر !!!
والاحتراس من أي مشاعر حقد أو كراهية له بسبب نفوره منك !!!

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

القراءة

فأجابَهُ: "يقولُ الكِتابُ: ما بِالخبزِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ، بل بكلّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِنْ فمِ اللهِ". (متى 4 : 4 )
القراءة هي طعام النفس ... به تتقوى وتنمو وتتطور ...
القراءة في المسيحية ليست مجرد هواية ...
ولكنها من وسائط النعمة ... أي أنها من ممارسات العبادة ...

واظِبْ على القِراءَةِ والوَعظِ والتّعليمِ إلى أنْ أجيءَ. (1 تي 4 : 13 )
القراءة أساسية لحفظ الانسان ... وتغذية خدمته ...
والقراءة لازمة لتعليم الإنسان وتنقيته ...
نحن نفهم مما نقرأ ما نعيشه الآن ...
لذلك كلما قرأت كتبا روحية ... كلما وجدت إجابات عما يدور بذهنك وقت القراءة !!! ...

أكثر من قراءة الكتاب المقدس ... والكتب الروحية ...
الكتاب المقدس به كل التعاليم اللازمة لخلاص الإنسان ...
ولكننا بسبب قصور ذهننا ... وضعف بصيرتنا لا نفهمة وحدنا ...
لذلك نحتاج كتب الآباء والكتب الروحية التي تشرح مبادئ وتعاليم الكتاب ...

إجهد نفسك في قراءة الكتب ... فهي تخلصك من النجاسة (أنبا أنطونيوس)
أفضل علاج للنجاسة ... هو القراءة في الكتب الروحية وخاصة النسكية ...
وهي أيضا أفضل علاج لشرود الذهن في الصلاة !!!
بالقراءة نتعلم أصول الطريق ...
وندرك عيوبنا وأخطاؤنا ...
وننمو في الروحيات !!!

الاتضاع

الإتضاع هو أن تضع نفسك في مكانها الطبيعي ...
لا أكثر ولا أقل ...
فإن وضعتها أكثر من حقها ... فهذا كبرياء ...
وإن وضعتها أقل من حقها ... فهذا صِغَر نفس !!!

فعلى سبيل المثال ... في الطِب : ...
لا يجوز لطبيب الإمتياز أن يدّعي قدرته على إدارة المستشفى ... فهذا كبرياء ...
كما لا يجوز أن يرفض القيام بوظيفته كطبيب ...
ويطلب أن يكتفي بالقيام بدور ممرض من باب الإتضاع ...
فهذا صِغر نفس وليس إتضاعاَ !!!

قِس على ذلك في أي شيء آخر ...
في البيت ... في العمل ... في الشارع ... أو في الكنيسة !!!
Photo: ‎الإتضاع هو أن تضع نفسك في مكانها الطبيعي ... 
لا أكثر ولا أقل ...
فإن وضعتها أكثر من حقها ... فهذا كبرياء ...
وإن وضعتها أقل من حقها ... فهذا صِغَر نفس !!!

فعلى سبيل المثال ... في الطِب : ...
لا يجوز لطبيب الإمتياز أن يدّعي قدرته على إدارة المستشفى ... فهذا كبرياء ...
كما لا يجوز أن يرفض القيام بوظيفته كطبيب ... 
ويطلب أن يكتفي بالقيام بدور ممرض من باب الإتضاع ... 
فهذا صِغر نفس وليس إتضاعاَ !!!

قِس على ذلك في أي شيء آخر ...
في البيت ... في العمل ... في الشارع ... أو في الكنيسة !!!‎

المحبة هي الطريق



المحبة هي الطريق الواصل بين الصليب والقيامة !!!

البرهان : ...
  1. الله محبــــــــــــة
مَنْ لا يُحِبّ لا يَعرِفُ اللهَ،لأنّ اللهَ مَحبّةٌ. (1 يو 4 : 8 )
2. المسيح (الله المتجسد) هو الطريق ...
أجابَهُ يَسوعُ: "أنا هوَ الطّريقُ والحقّ والحياةُ، لا يَجيءُ أحَدٌ إلى الآبِ إلاّ بـي.  (يوحنا 14 : 6 )

من المقدمتين السابقتين نصل إلى نتيجة مفادها أن : ...

المحبــــــــــــــــــــــــــة هي الطريـــــــــــــــــــــــق !!!

على قدر طاقتكم !!!


الإنسان البسيط ... صاحب الشخصية الوديعة الهادئة ... لا يلفت نظر الكثيرين ...
فيتعامل الجميع معه بمشاعر بسيطة سطحية ...

أما الشخص القوي ... الشجاع الجريء ... الناجح في أي من مجالات الحياة ...
فذلك يلفت نظر الكثيرين ... وتتباين ردود فعلهم تجاهه ...
فالبعض يحبه بشدة ... والبعض الآخر يكرهونه بشدة أيضاً ... بسبب غيرتهم منه ... وحقدهم عليه ...

ينطبق هذا الأمر على أي شخص ناجح في أي مجال في الحياة ...
فإن كان هذا النجاح في الخدمة ...
يهيج عدو الخير عليه الكثيرين لمحاربته ... والإساءة إليه بكل الطرق الممكنة ...
بدءا من التشكيك في تعليمه ... والتضييق عليه لعدم إعطاؤه فرصة للتعليم ...
وحتى تشويه سمعته ... ومحاولة ابعاده عن كنيستهم ...

لذلك لم يأمرنا الكتاب أن نسالم جيع الناس ... لأن هذا غير ممكن ... بل مكتوب : ...
سالِموا جميعَ النّاسِ إنْ أمكَنَ، على قَدْرِ طاقَتِكُم. (رومية 12 : 18 )
لأنه يستحيل لخادم ناجح ألا يُحارَب ...
بل مكتوب : ...
الويلُ لكُم إذا مدَحَكُم جميعُ النّاسِ، فهكذا فعَلَ آباؤُهُم بِالأنبياءِ الكذّابينَ. (لوقا 6 : 26 )
ولكن المهم من هذه الآية ... هو ألا تخلق أنت لنفسك أعداءا ...
بسبب المناقشات الغبية ... أو ردود فعلك العنيفة على من يناقشك ببساطة دون أن يكون كارها لك ...
فيتسبب ذلك في أن تجعله أنت يكرهك ...

عدو الخير يستخدم هؤلاء الأعداء ليحاول تعطيل الخدمة ... ومنع الخلاص ...
ولكن الله تبارك اسمه ... يستخدم هؤلاء الأعداء لتدريبك على مزيد من المحبة ...
وأن تثبت في المحبة ... وتتعمق في المحبة ... وتتأصل في المحبة ...

فإنْ أحبَبْتُم مَنْ يُحبّونكُم، فأيّ فَضْلٍ لكُم؟ لأنّ الخاطِئينَ أنفُسَهُم يُحبّونَ مَنْ يُحبّونَهُم. (لوقا 6 : 32 )

فلا شيء على الأرض يستطيع أن يقويك في المحبة ... مثل محبة الأعداء ...
فقليل من الاحتمال ... وكثير من المحبة ...
قادران على تحويل كثير من الأعداء إلى أحباء ...
وكثير ممن يحتقرونك ويعاندونك ... إلى محبين ومُقَدرين لك !!!

ولكن يظل البعض كارهين وحاقدين وصالبين وجالدين ... مهما قدمت لهم من محبة وإحتمال !!!

الاثنين، 21 أبريل 2014

تلميذي عِمواس

أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟"

أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟"

أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟" (لوقا 24 : 26 )
آلام المسيح من أجلنا أدخلته إلى مجده ...
وآلامنا من أجل أنفسنا ومن أجل أحباؤنا ... تُدخلنا نحن أيضاً إلى مجد المسيح ...

وشرَحَ لهُما ما جاءَ عَنهُ في جميعِ الكُتبِ المُقدّسةِ، مِنْ موسى إلى سائِرِ الأنبياءِ. (لوقا 24 : 27 )
وهو مستعد كل يوم أن يشرح لنا نحن أيضاً ... إن جلسنا في هدوء ... وأصغينا لصوته ...
مكتوب : ...

ويكونونَ كُلّهُم تلاميذَ اللهِ،كما كتَبَ الأنبـياءُ.فمن سَمِعَ الآبَ وتَعَلّمَ مِنهُ جاءَ إِليّ،  (يوحنا 6 : 45 )
مكتوب أيضاً : ...
ثُمّ فتَحَ أذهانَهُم ليَفهَموا الكُتُبَ المُقَدّسَةَ،  (لوقا 24 : 45 ) 
وهذا هو ما يسميه الآباء بـ "الإستنارة" ...

فاَنفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفاهُ، ولكنّهُ تَوارى عن أنظارِهِما.  (لوقا 24 : 31 ) ...
التناول من الأسرار المقدسة ... يُيعطي إستنارة ...

فقالَ أحدُهُما للآخَرِ: "أما كانَ قَلبُنا يَحتَرِقُ في صَدْرِنا، حينَ حَدّثَنا في الطّريقِ وشرَحَ لنا الكُتُبَ المُقدّسَةَ؟"  (لوقا 24 : 32 )
الإنسان الروحي ... ينفعل بحرارة روحية ... عندما يسمع كلاما روحيا ... من شخص روحي !!!

القيامة ... ثمرة الحب والألم ...


المسيح قام ... بالحقيقة قام ...
المسيح صُلِب ... وقُبِر ... ثم قام ...

ولولا أن المسيح يُحِبُنا ... لما صُلِب من أجلنا ...
ولولا أنه صُلِب ...لما قام ...

أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟" (لوقا 24 : 26)

ويجب علينا نحن أيضا أن نحمل الصليب ... ونعانني في هذا العالم ...
حتى نستطيع أن نفرح بمجد القيامة ...

وما دُمنا أبناءَ اللهِ، فنَحنُ الورَثَةُ: ورَثَةُ اللهِ وشُركاءُ المَسيحِ في الميراثِ، نُشارِكُه في آلامِهِ لِنُشارِكَهُ أيضًا في مَجِدِه.
(رومية 8 : 17 )
الخلاصة : ...
أن المسيح أحبنا ... فتألم من أجلنا ...
ونحن يجب أن نتألم من أجل أنفسنا ... لكي نتمتع بحبه ...
الذي هو قمة المجد ...
بل إن ملكوت السموات ليس إلا ... التمتع بمحبة المسيح !!!

لماذا الصليب ؟

فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني

فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني



وقالَ لِلجُموعِ كُلّهِم: "مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني. (لوقا 9 : 23 )


منذ سقوط حواء وآدم ... حدثت رابطة بين الإنسان والعالم ...

كما شرح ذلك الوحي المقدس رمزيا في أمر الزنا ... مكتوب : ...


أمْ إنّكُم لا تَعرِفونَ أنّ مَنِ اَتّحدَ باَمرأةٍ زانيةٍ صارَ وإيّاها جسَدًا واحِدًا؟ فالكِتابُ يَقولُ: "يَصيرُ الاثنانِ جسَدًا واحِدًا".

( 1 كو 6 : 16 )


هكذا كل من يشبع شهوته من العالم ... يلتصق بالعالم ...

وشهوات العالم الثلاثة هي : ... شهوة الجسد ... وشهوة العين ... وشهوة المجد ...

صار الانسان يحب تلك الشهوات ... ويفرح بإشباعها ...

وصارت الحاجة ماسة ... لقطع هذا الالتصاق بالعالم ... وفك هذا الارتباط بشهواته ...

ولا يمكن ذلك بدون حمل الصليب ...

الإنسان بين الله والعالم
الإنسان بين الله والعالم


تتكون نفس الإنسان من العاطفة والعقل والمزاج ...

فعندما يجد الانسان ما تحبه عاطفته ... يفرح مزاجه ... والعكس صحيح ...

أي عندما يحرم مما يحب ... يحزن مزاجه ...



والصليب ... أي الألم ... هو الحل الوحيد ... لفطام الانسان من حب العالم ...

وتحويل عاطفته إلى محبة الله ... والفرح بالله وحده ... وليس بالعالم ...

كانت المرأة قديما تضع مُرّا على ثدييها عندما تريد أن تفطم طفلها ...

فعندما يتألم الطفل من مرارة الثدي ... يتركه ... ويتحول إلى الطعام ...



وهذا هو أبسط معنى للصليب ...

أي هو المر الذي يحولك من محبة العالم ... إلى محبة الله ...



فعندما يتألم الانسان من العالم بما لا يحب ... ويحزن لذلك ...

تتحول عاطفته تدريجيا من محبة العالم إلى محبة الله ...

ويتحول فرحه بالتالي من الفرح بالعالم ... إلى الفرح بالله ...



لذلك سُمي الروح القدس ... "المُعَزّي" ... وليس "المُفَرِّح" ...

وذلك لأنه يعطيك عزاءا وسرورا ... حتى وسط أحزان العالم ...

التي تبدو للآخرين ... مُحزنة جدا ... ومؤلمةً جداً !!!



فمهما كانت شدة ألم الصليب ...

وأياً كان نوعه ...

نفسياً أم جسدياً ...

إجبارياً أم إختيارياً ...

فإن حملته بأمانة وإيمان ...

ورجاء ومحبة ...

ذقت محبة الله ... وأفراح الله ... أي قيامته !!!

فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟
 وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟

فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟



فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟ (1 كو 15 : 55 )

الخميس، 17 أبريل 2014

التناول


ولكِنْ مَنْ أكَلَ جَسَدي وشَرِبَ دَمي فلَهُ الحياةُ الأبديّةُ،وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الآخِرِ. 

جَسَدي هوَ القوتُ الحَقيقيّ،ودَمي هوَ الشّرابُ الحَقيقيّ. 

مَنْ أكَلَ جَسَدي وشَرِبَ دَمي يَثبُتُ هوَ فيّ، وأثبُتُ أنا فيهِ. 

وكما أنا أحيا بالآبِ الحَيّ الذي أرسَلَني،فكذلِكَ يَحيا بـي مَنْ يأكُلُ جَسَدي.

(يوحنا 6 : 54 - 57 )


عندما نتناول من جسد الرب ودمه ... فنحن كمن يأخذ في داخله "جينات المسيح"...

أو "صفات وإمكانيات الانسان الجديد" كاملة ...

ولكن علينا أن نجاهد ونتعب كثيرا حتى يولد هذا الإنسان الجديد بداخلنا ...




«أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ،وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. (تكوين 3 : 16)




 كما يشبه التناول "حبة الخردل" ...


وقدّمَ لهُم مَثلاً آخرَ، قالَ: "يُشبِهُ مَلكوتُ السّماواتِ حبّةً مِن خَردلٍ أخذَها رَجُلٌ وزَرَعَها في حَقلِهِ. 

 هيَ أصغرُ الحبوبِ كُلّها، ولكِنّها إذا نَمَتْ كانَت أكبَرَ البُقولِ، بل صارَتْ شجَرَةً،

حتّى إنّ طُيورَ السّماءِ تَجيءُ وتُعشّشُ في أغصانِها".

(متى 13 : 31 - 32 )


ولا شك أن نمو شجرة يحتاج كثير من العناية والرعاية والتعب ...



السيد المسيح أعطانا جسده ودمه في آخر وقت ممكن قبل صلبه ...

لذلك فهو يعطينا بالتناول إمكاناته كلها حتى ليلة الصليب ...

حتى نأخذها ونحمل الصليب نحن أيضا ذاهبين معه إلى الجلجثة ...

فلو كان السيد المسيح لا يريدنا أن نجاهد ونحمل الصليب معه نحن أيضا ...

لكان قد أسس لنا سر التناول بعد قيامته ...

فنكون بذلك قد أخذنا بركات الصليب والقيامة جاهزة دون تعب أو جهاد !!!

قد سمعتم تجديفه

وسألَهُ رئيسُ الكَهنَةِ ثانيةً: "هل أنتَ المَسيحُ اَبنُ اللهِ المُبارَكِ؟" 62
فأجابَهُ يَسوعُ: "أنا هوَ. وسَتَرَونَ اَبنَ الإنسانِ جالِسًا عَنْ يَمينِ اللهِ القديرِ، وآتيًا معَ سحابِ السّماءِ!"
(مرقس 14 : 61 - 62 )
بشارة مفرحة ... كان يجب أن يفرحوا ويتهللوا بها ...
خاصة لأنها جاءت من إنسان مقتدر في القول والفعل كما قيل عن السيد المسيح ...

63فشَقّ رَئيسُ الكَهنَةِ ثيابَهُ وقالَ: "أنَحتاجُ بَعدُ إلى شُهودٍ؟
سَمِعتُم تَجديفَهُ، فما رأيُكُم؟" فحَكَموا علَيهِ كُلّهُم بأنّهُ يَستوجِبُ الموتَ.
(مرقس 14 : 63 - 64 ) 

للأسف الشديد إعتبروا البشارة تجديفا ...
وذلك بسبب وداعته واتضاع قلبه ...
لأنهم كانوا متكبرين ...

وهكذا كثيرين حتى اليوم يرفضون الإيمان بالمسيح ... الإله المصلوب ...
وذلك لأنك إذا آمنت بإله مصلوب ... فذلك يعني بالضرورة أن تحمل أنت أيضا الصليب ... مستعدا للصلب ...

كما أن البعض أيضا يشكون وينزعجون إذا ما وجدوا الكنيسة ضعيفة مُضطَهَدَة ...
نفس فكر قيافا ... ومجمع السنهدرين !!!

الأربعاء، 16 أبريل 2014

بنك الألم


يوجد عند المسيح بنك إسمه : بنك الألم ...

العملة المستخدمة في هذا البنك إسمها ... الصليب ...

الغطاء الذهبي لتلك العملة هو دم المسيح الذي سال على صليبه في ذلك الزمان ...

ولولا صليب المسيح ودمه المسفوك ... لما صار لتلك العملة أي قيمة ...



الجميع يتألمون ... ولكن البعض يدخرون آلامهم في بنك العالم ... والبعض في بنك المسيح ...

كل ألم يتألمه الانسان يصير له رصيد ...

فمن يتألم من أجل الجسد ... فمن الجسد يحصد فسادا ...

مثل من يتعب ويجاهد من أجل الغِنَى ...

ولكن من يقبل ألمه من أجل الله ... يفتح له السيد المسيح حسابا في بنك الألم ...



كلما زادت شدة آلامك ومدتها ... كلما زاد رصيدك في بنك المسيح ...

ولكن كلما سمحت لنفسك براحة ومتعة ولذة وشهوة ... كلما سحبت من رصيدك في ذلك البنك ...



التذمر ينقص من قيمة مدخراتنا ... والشكر يزيد من نسبة أرباحنا ...



يبدأ صاحب حساب الألم والدموع من التمتع بخيرات رصيده من الآن على الأرض ...

بالتعزيات والأفراح الروحية ...

كما يعظم نصيبه في السماء ...

ولكن الذي يميل إلى الراحة ... أو ينغلب من شهوته ... ينقص من رصيده ...

حَوِّلْ نُواحي إلى رَقْصٍ،
ومُسوحي‌إلى ثيابِ الفرَحِ، (مزمور 30 : 12)

الذي يجاهد حينا ... ويستسلم للخطية حينا ...

مثل من يجتهد ويعمل ... ثم يبذر ممكسبه في أشياء تافهة ...


يستطيع الخادم أن يخدم خدمة روحية ... فقط بضمان رصيده في بنك الألم ...
وفقط عند حد إئتماني معين ... يتناسب مع عِظَم مسئولية الخدمة الموكلة له ...
ويستطيع من أرباحه من بنك الألم ...
أن يقيم الساقطين ... ويعزي المحزونين ... ويريح المتعبين ... ويرد الضالين ... ويرشد التائهين ...



إذا إغتر الإنسان وتكبر بسبب رصيده الكبير في بنك الألم ...
يُحرم من النعمة التي تعينه على الجهاد وجني المكاسب والأرباح في بنك الألم ...
أو يُسَلّم إلى سقطة مرة ... تسبب له خسارة فادحة في رصيده ...
حتى إذا قارب على الإفلاس ... يعود فيتضع ... فتعود النعمة ... ويعود الجهاد والاحتمال ...

المرائي الذي يجاهد من أجل مجد الناس ... يبذر ماله ... ولا يُحفظ له في بنك المسيح ...

فكل مجد بشري ... وكل تعزية بشرية أو عالمية ... تُسحَب من رصيدك في بنك الألم ...



الدموع تحفظ في وعاد إدخاري رائع ذو نسبة أرباح عالية جدا في ذلك البنك !!!

أنتَ عليمٌ بما بـي،وها دموعي أمامَكَ‌.أما هيَ في حِسابِكَ؟
 (مزمور 56 : 8 ) 

الاثنين، 14 أبريل 2014

مثل السيارة


يشبه كثير من الناس ...

شاباً أرسله أبوه للدراسة في مدينة بعيدة ...

وأهداه أبوه سيارة جديدة ...

ليقضي بها شئونه وحاجاته ...

ففرح الشاب بالسيارة جدا ...

وقضى كل وقته معها ...

يقودها ... ويتنزه بها مع أصدقاؤه ...

ويذهب بها إلى أماكن كثيرة ...



وزاد إهتمام هذا الشاب بالسيارة حتى أهمل مذاكرته ... ونظافته ... وصحته ...

وصار ليس له شغلا شاغلا سوى سيارته ...

يقوم في الصباح ينظر إليها من نافذته ...بل أحيانا ينام فيها ...

ويهتم بتنظيفها ... وصيانتها ...

ويقضي كل وقته في ذلك ...



وقليلا قليلا ... مرض الشاب ... وفشل في دراسته ...

فأخذ منه أبوه السيارة ...

وإستدعاه للحساب ...



الشاب هو روحك ... وأبوه هو الله ... والسيارة هي جسدك !!!

شجرة التين

فخاطا مِنْ وَرَقِ التِّينِ وصَنَعا لهُما مآزِرَ.

فخاطا مِنْ وَرَقِ التِّينِ وصَنَعا لهُما مآزِرَ.





فا‏نْفَتَحت أعيُنُهما فعَرفا أنَّهُما عُريانَانِ، فخاطا مِنْ وَرَقِ التِّينِ وصَنَعا لهُما مآزِرَ. (تكوين 3 : 7 )


إستخدما أوراق التين لتغطية عريهما الذي هو نتيجة الخطية




وَسَكَنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ آمِنِينَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ (ملوك أول 4 : 25 ).


كانت شجرة التين ترمز إلى الأمة اليهودية وعزها

كما أصبحت الكرمة تشير إلى الكنيسة ... أي العهد الجديد




فقالَ لَه نَثَنائيلُ: "كيفَ عَرَفتَني؟" فأجابَه يَسوعُ: "رأيتُكَ تَحتَ التّينةِ قَبلَما دَعاكَ فِـيلبّسُ (يوحنا 1 : 48)".


كان اليهود يجلسون تحت شجرة التين للتأمل




فَجاءَ إلى شَجرَةِ تِينٍ رَآها على جانِبِ الطّريقِ، فما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرقِ. فقالَ لها: "لن تُثمِري إلى الأبدِ!" فيَبِسَتِ التّينةُ في الحالِ. (متى 21 : 19 )


عندما لعن السيد المسيح شجرة التين : ...

كان ذلك نهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد ...

كان ذلك نهاية المظاهر الخالية من الثمر ...

كان ذلك نهاية الرياء ودخول المؤمن في الحياة المسيحية الحقيقية ... بحمل الصليب ...

"لن تُثمِري إلى الأبدِ!"

"لن تُثمِري إلى الأبدِ!"





خُذوا مِنَ التّينةِ عِبرةً: إذا لانَتْ أغصانُها وأورَقَتْ، علِمتُم أنّ الصّيفَ قريبٌ. (متى 24 : 32)


لم يعد السيد المسيح أن شجرة التين سوف تثمر ... لأنه سبق وقال أنه لن يأكل أحد ثمر منها بعد إلى الأبد ...

فالأمة اليهودية ثمرها المرجو كان السيد المسيح ... وهو قد جاء ...

وعندما تعود وتزدهر حسب النبوة ... فهذا معناه قرب الصيف ... أي القيامة !!!

الاتضاع


في كل حياة السيد المسيح ... كان مثالاً رائعاً للإتضاع ...

بدءا من مولده في مزود ... حتى مات على خشبة الصليب ...

مرورا بخضوعه لوالديه ... وعمله كنجار بسيط ...

وإعتزاله بعد إجراء المعجزات ... وعزوفه عن الظهور ...

ودخوله أورشليم راكباً على جحش بن أتان ...



وقد أمرنا كثيرا في تعاليمه ... بإنكار الذات ... وإتخاذ المتكأ الأخير ... وعدم السعي للظهور ...

وهو بذلك في الحقيقة ... لا يضع عبئا علينا ... بل إنه يحمينا ...



فعدو الإنسان الأول هو ذاته ... التي تريد أن تتأله ... سارقة كرامة الإله ...

فتكون النتيجة أن يموت الإنسان ويهلك ... منفصلا عن الله ...

أما بالإتضاع ... فالانسان ينتصر على شهوة تأليه الذات ... بالتشبه بالله ...



الله ... وهو القادر على كل شيء ... صار بشرا وديعا متواضع القلب ...

وأنت كإنسان تشتهي أن تصير إلها ... فتطرد الله من حياتك ...

والعلاج هو أن تتشبه بالله ... الذي تنازل عن مجده إلى إتضاعنا ...

فبذلك فقط ... تستطيع أن تعطي فرصة لله أن يسكن فيك ويملأك ...

بل أن تراه وتتحد به  ...



فالذي يريد أن يؤلّه ذاته ... يهلك ...

والذي ينكر ذاته ... معطيا فرصة لله أن يعمل فيه وبه ... يتحد بالله ... ويصير واحداً معه ...

فالفضيلة العظمى بلا شك هي الإتضاع ... ولكنه يحتاج لكثير من الحكمة والإفراز لكي نتقنه !!!

لا يزول حرف



"لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمّلَ.

الحقّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشّريعةِ حتى يتِمّ كُلّ شيءٍ (متى 5 : 17 - 18)


لماذا لا يمكن أن يزول حرف أو نقطة واحدة من الشريعة ؟؟؟

الحقيقة أن الإجابة هي لأن الشريعة هي صورة الله ... وصفات الله ...

فالله تبارك إسمه ... لم يأمرنا بشيء قط ... إلا لأنه صفة فيه ...

ويستحيل أن تتغير صفات الله ... لذلك يستحيل أن تزول الشريعة !!!



أما عن إختلاف بعض وصايا العهد الجديد عن العهد القديم ...

فهذا من باب النمو ... والتكميل ... وليس نقضاً أو إزالةً ... أو تغيير !!!