الأربعاء، 2 أبريل 2014

سيمفونية الكتاب المقدس 2

ثاني ... أفضل من أول ...



إستكمالا لحديثنا عن سيمفونية الكتاب المقدس ... والأفكار الرئيسية التي تكررت به مرات عديدة بأنواع وطرق شتى ...

نتحدث اليوم عن واحد من أهم تلك الأفكار الرئيسية ... وأكثرها تكرارا في الكتاب المقدس ...



وهذه الفكرة تتلخص في أنه يوجد "ثاني" ... أفضل من "أول" ...



ولكي نستعرض هذه الفكرة ... نمر بسرعة على الكتاب المقدس بدءا من سفر التكوين ...

وهو السفر الذي يحوي أهم تلك الأفكار ... وأكثرها تكرارا به ...



بدءا من آدم ... الأول ... الذي أتى بعده السيد المسيح ... آدم الثاني ... وهو أفضل منه بمراحل عديدة ...

ثم قايين الابن البكر ... الذي رُفضت تقدمته ... وبعده هابيل ... الأخ الأصغر ... الثاني ... الأفضل والذي قُبِلت تقدمته ...



ثم تمر الأيام ويجيء الطوفان ... فيكون البشر قبل الطوفان (أول) ... يأتي بعده البشر بعد الطوفان (ثاني) ... أفضل ... ومنهم يأتي شعب الله ... والسيد المسيح ذاته ...



ثم أبينا إبراهيم ينجب الابن الأول اسماعيل ... الذي أخرجه من بيته ...

وقَبِلَ الابن الثاني اسحق الأفضل والذي به تتحقق المواعيد ... ويأتي من نسله السيد المسيح ...



ثم اسحق ينجب توأمين ... عيسو ويعقوب ... ومكتوب عنهما : ...


فقالَ لها الرّبُّ: «في بطنِكِ أمَّتانِ، ومِنْ أحشائِكِ يتفرَّعُ شعبانِ: شعبٌ يسودُ شعبا، وكبـيرٌ يَستعبِدُه صغيرٌ‌».


فالثاني "يعقوب" كان أفضل من الأول "عيسو" ...



وأبونا يعقوب تزوج إمرأتان ... الأولى "ليئة" غير محبوبة ... والثانية "راحيل" المحبوبة ...



وعندما بارك يعقوب إبني يوسف ... وضع يمينه على رأس الابن الثاني الأصغر إفرايم ...

ويساره على رأس منسى البكر أي الأول ...


وبارَكَهُما يعقوبُ في ذلِكَ اليومِ، وقالَ: «تكونانِ بَرَكَةً في بَني إِسرائيلَ، فَيُقالُ: يجعَلُكَ اللهُ مِثْلَ أفرايمَ ومِثلَ منَسَّى». وهكذا قَدَّمَ يعقوبُ أفرايِمَ على منَسَّى‌. (تكوين 48 : 20 )




وبعد ذلك نجد أن لوحي الشريعة الأولين الذين تلقاهما موسى من الله ... كسرا ...

وأما اللوحين الثانيين الذين كتب الله عليهما الشريعة هم اللذان بقيا ...



كما نجد أن يشوع الثاني بعد موسى ... هو الذي أدخل الشعب أرض الموعد ... وليس موسى (الأول) ...

كما أن الجيل الثاني من شعب اسرائيل الذين خرجوا من أرض مصر هم الذين دخلوا إلى أرض الموعد ...

وليس الجيل الأول الذي رُفِضَ ومات في البرية ...



وننتقل بعد ذلك نقلة سريعة إلى عصر الملوك ... فنجد أن شاول ... الملك الأول ... رُفض من الملك ...

وتثبت مكانه دواد النبي والملك (ثاني الملوك) ... الذي أحبه الله ... وأتى من نسله حسب الجسد ...



ثم إجمالا ... نجد أن الكتاب المقدس ينقسم إلى عهدين ... عهد قديم ... ثم عهد جديد (ثاني) أفضل من الأول ...



وكل هذا وضعه الله في الخليقة والتاريخ المقدس ... ورسمه بعناية لكي يكون لنا مثالا ...

مثله في ذلك مثل مؤلف موسيقي بارع ... ومايسترو موهوب ... يعزف سيمفونية الخليقة ببراعة وجمال يفوق الوصف ...

لكي نعرف أنه في حياة كل واحد مننا أول، عتيق ... يجب أن ننتصر عليه ... وننمو منه إلى ثاني، جديد مملوء بالنعمة !!!

ليست هناك تعليقات: