الثلاثاء، 22 أبريل 2014

على قدر طاقتكم !!!


الإنسان البسيط ... صاحب الشخصية الوديعة الهادئة ... لا يلفت نظر الكثيرين ...
فيتعامل الجميع معه بمشاعر بسيطة سطحية ...

أما الشخص القوي ... الشجاع الجريء ... الناجح في أي من مجالات الحياة ...
فذلك يلفت نظر الكثيرين ... وتتباين ردود فعلهم تجاهه ...
فالبعض يحبه بشدة ... والبعض الآخر يكرهونه بشدة أيضاً ... بسبب غيرتهم منه ... وحقدهم عليه ...

ينطبق هذا الأمر على أي شخص ناجح في أي مجال في الحياة ...
فإن كان هذا النجاح في الخدمة ...
يهيج عدو الخير عليه الكثيرين لمحاربته ... والإساءة إليه بكل الطرق الممكنة ...
بدءا من التشكيك في تعليمه ... والتضييق عليه لعدم إعطاؤه فرصة للتعليم ...
وحتى تشويه سمعته ... ومحاولة ابعاده عن كنيستهم ...

لذلك لم يأمرنا الكتاب أن نسالم جيع الناس ... لأن هذا غير ممكن ... بل مكتوب : ...
سالِموا جميعَ النّاسِ إنْ أمكَنَ، على قَدْرِ طاقَتِكُم. (رومية 12 : 18 )
لأنه يستحيل لخادم ناجح ألا يُحارَب ...
بل مكتوب : ...
الويلُ لكُم إذا مدَحَكُم جميعُ النّاسِ، فهكذا فعَلَ آباؤُهُم بِالأنبياءِ الكذّابينَ. (لوقا 6 : 26 )
ولكن المهم من هذه الآية ... هو ألا تخلق أنت لنفسك أعداءا ...
بسبب المناقشات الغبية ... أو ردود فعلك العنيفة على من يناقشك ببساطة دون أن يكون كارها لك ...
فيتسبب ذلك في أن تجعله أنت يكرهك ...

عدو الخير يستخدم هؤلاء الأعداء ليحاول تعطيل الخدمة ... ومنع الخلاص ...
ولكن الله تبارك اسمه ... يستخدم هؤلاء الأعداء لتدريبك على مزيد من المحبة ...
وأن تثبت في المحبة ... وتتعمق في المحبة ... وتتأصل في المحبة ...

فإنْ أحبَبْتُم مَنْ يُحبّونكُم، فأيّ فَضْلٍ لكُم؟ لأنّ الخاطِئينَ أنفُسَهُم يُحبّونَ مَنْ يُحبّونَهُم. (لوقا 6 : 32 )

فلا شيء على الأرض يستطيع أن يقويك في المحبة ... مثل محبة الأعداء ...
فقليل من الاحتمال ... وكثير من المحبة ...
قادران على تحويل كثير من الأعداء إلى أحباء ...
وكثير ممن يحتقرونك ويعاندونك ... إلى محبين ومُقَدرين لك !!!

ولكن يظل البعض كارهين وحاقدين وصالبين وجالدين ... مهما قدمت لهم من محبة وإحتمال !!!

ليست هناك تعليقات: