الاثنين، 23 يونيو 2014

صغر النفس

شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ. 
(1 تس 5 : 14 )شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ. (1 تس 5 : 14 )

للنفس عمر ... يختلف في كثير من الأحيان عن عمر الجسد ...
وذلك بسبب إضاعة العمر في التفاهات وليس في بناء النفس ...

ولو أردنا وضع تعريف محدد لصِغَر النفس بناءا على ما سبق ... فإنه يكون : ...
نقص عمر النفس وقوتها عن عمر الجسد وقوته ...
فقد تكون شابا بالجسد ... ولكنك لا تزال طفلا أو رضيعا بالروح ...
وهي حالة وصفها معلمنا بولس الرسول عندما قال : ...

سَقَيْتُكُمْ لَبَنًا لاَ طَعَامًا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ، بَلِ الآنَ أَيْضًا لاَ تَسْتَطِيعُونَ،
(كورنثوس الأولى 3 : 2 )

من يريد كمال الأجسام يفعل ثلاثة : ...
يتغذى جيدا ...
ويمارس رياضات قوية ونشيطة بانتظام ...
ويهتم بنظافة جسده وصحته وسلامته ...

كذلك من يريد كمال نفسه يجب عليه أن يهتم بثلاثة : ...
أولا ... المحبة ... للجميع ... دون شروط ... وبلا تمييز ...
وهذا هو غذاء النفس ...
وأهم الجهادات ... جهاد المحبة ...

الْمَحَبَّةَ تَبْنِي.
(كورنثوس الأولى 8 : 1 )

وأن يمارس النسك ... الصوم والسهر والسجود ...
وتعب الخدمة من أجل الله والآخرين ...
وهذه هي الرياضة الروحية ...
وهذا هو جهاد الرجاء ...
لأن من يحرم جسده من شهوته ... ويتحمل ألم الجوع والسهر والتعب ...
يفعل ذلك على رجاء عطية الله ...

لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيل، وَلكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ.
(1 تيموثاوس 4 : 8 )

وأيضا وفوق الكل أن يهتم بالصلاة والقراءة والتأمل والتلمذة ...
والطلبة من الله من أجل معرفة عيوبه وأخطاؤه وخطاياه ...
وهذه هي الصحة والسلامة والنظافة ...
وهذا هو جهاد الإيمان ...

أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.
(انجيل يوحنا 15 : 3 )

علما بأن جميع هذه التداريب لا جدوى لها بدون النعمة ...
ولا يمكن إقتناء النعمة بدون الأسرار ...
أي المعمودية والميرون والاعتراف والتناول ... الخ ...
ولا يمكن ممارسة الأسرار والإستفادة من بركاتها بدون الإيمان !!!

كما يجب مراعاة أن جهاد المحبة هو الأهم والأسمى ...
إلا أنه لا يمكن إتقانه وإقتناؤه بدون النجاح في الإيمان والرجاء أولا !!!

أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
(كورنثوس الأولى 13 : 13 )

بهذه الطريقة ... وهذه الطريقة فقط ...
يمكن شفاء النفس من كافة أمراضها وضعفاتها وعيوبها وصغرها ...
وتنمو النفس وتتقوى وتشبع وتدسم فرحاً !!!

كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الابْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي.
(مزمور 63 : 5 )

ليست هناك تعليقات: