للأسف أننا جميعا مرضى ...
أياً كانت النشأة التي نشأت بها ... يجب أن تعلم أنك مريض ...
سواء كنت قد نشأت في أسرة غنية أم فقيرة ...
متعلمة أم جاهلة ...
متدينة أم غير متدينة ...
أسرة كاملة أم يتيماً ...
لا تفرق كثيرا ... ففي النهاية نحن جميعاُ مرضى ...
ولكن بنسب وأنواع ودرجات متفاوتة !!!
وذلك لأن الثمرة التي أكل منها كل من أبوينا آدم وحواء ...
كانت ملوثة بِسُمّ الحية الجالسة تحتها ...
وبالتالي إنتقل من خلالها مرض الموت إلى جنس البشر كله ...
وبدخول الموت إلى طبيعتنا البشرية ... إشتعلت الشهوة ...
فالشهوة - أي شهوة - ما هي إلا محاولة للهروب من الموت ...
ومن الشهوة تنشأ جميع الخطايا التي يعملها بني البشر ...
ولذلك فإن ملخص الناموس هو عبارة : ... "لا تشته" ...
فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ «لاَ تَشْتَهِ».
(رومية 7 : 7 )
ولكن الناموس لم يزد الأمر إلا تعقيداً ...
فقد أظهر عِظَم الخطية ... وفداحة الشهوة ...
دون أن يخلصنا منها !!!
وهذا هو الواقع الذي يحياه معظم المتدينين الآن ...
فنحن لازلنا نعيش في العهد القديم ...
ولازلنا نرزح تحت عبودية الناموس ...
فما الحل إذن ؟؟؟
جاء المسيح لكي ببساطة ... ومن مجرد النظر إلى حياته ... نعرف الحل !!!
فإن آمنت بالمسيح ... الإله المصلوب ... فمن أنت حتى لا تحمل الصليب !!!
إذن لكي ننعم ببركات العهد الجديد ... ونتخلص من عبودية الخطية ... وتوبيخ الناموس ...
يجب أولا أن نؤمن بالسيد المسيح المخلص الفادي ...
والإيمان به قادر أن يخلصك ...
ولكن ما الذي يثبت أنك تؤمن فعلا ...
ما الذي يميز المؤمن من غير المؤمن ؟؟؟
الكلام سهل ... وقد يردد أحدهم فكرة على أنه يؤمن بها ...
مع أنه لا يعرف عنها شيئا ...
ولم يناقشها مع نفسه أبدا ...
وهو مستعد في أي وقت أن يفعل عكس هذه الفكرة ...
إن هي تعارضت مع رغباته وشهواته ...
لذلك فالبرهان العملي الواقعي الحقيقي على الإيمان ... هو الأعمال بلا شك !!!
لذلك ... إن أردت شفاءا لنفسك المريضة ...
والتي يصف الناموس مرضها ويشخصه ...
عليك أولا ... أن تقرأ الناموس ...
وأن تؤمن بالسيد المسيح مخلصا ...
وتبرهن عمليا على إيمانك بالمخلص المصلوب ...
بأن تحمل أنت أيضا الصليب !!!
حينئذ فقط ... وأكرر فقط ... يمكنك أن تنعم بنعمة العهد الجديد ...
وتفرح بالخلاص ...
وتتغير من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد !!!
الشفاء لا يتم بدون نعمة الله ...
ونعمة الله توهب للمؤمنين ...
على أن يبرهنوا على إيمانهم بحمل الصليب مثل إلههم !!!
على أن يحمل الإنسان الصليب بكل جوارحه وملكاته ...
الفكر : ... يصلي ... يقرأ ... يتأمل ...
القدرة : ... يصوم ... يسهر ... يسجد ...يخدم الآخرين ويتعب من أجلهم ...
النفس : ... يحب ... يحب الجميع بلا تمييز ... ودون أن ينتظر مقابل ...
القلب : ... إتضاع ... إنكار ذات ...
وقد كانت هذه المكونات الأربعة للإنسان ...
هي المكونات التي وصفها الوحي المقدس نفسه : ...
Luk 10:27 فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».
فإن أنت نجحت في الجهاد بتلك العناصر الأربعة ...
أي الفكر والقدرة والنفس والقلب ...
مع الاستمرار في ذلك تحت إرشاد مرشد مختبر ...
بل طبيب روحي مدرك لأسرار النفس ...
يصل الانسان تدريجيا إلى الشفاء ...
عندئذ فقط ... وأكرر فقط ... تستطيع أن تحب القريب كالنفس ...
وهذه هي أحد أهم علامات الشفاء !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق