رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ.
(يشوع بن سيراخ 1 : 16 )
بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ.
(أمثال 9 : 10 )
الحكمة في الكتاب المقدس هي طريق الله ... واقتناء الفضائل ...
والحماقة هي طريق العالم وارتكاب الخطايا ...
فإن كان بدء الحكمة هو مخافة الله ... حسب الوحي المقدس ...
إذن فمخافة الله هي أمر هام جدا لحياتنا ...
والقديس مار اسحق السرياني يقول : ...
إلزم مخافة الله ... تصل باب الملكوت خلال أيام قليلة ... ولا تجعل طريقك مستديرة !!!
كثيرون يسيئون فهم قول القديس أنبا أنطونيوس : ...
أنا لا أخاف الله ... لأني أحبه ...
وذلك لأنهم لا يعلمون متى قال القديس أنبا أنطونيوس هذا القول ...
لم يقله في بداية حياته الروحية ...
لكنه قاله بعد أكثر من ثلاثين سنة من الجهاد الروحي الشاق في البرية ...
ولكي نفهم الصورة كاملة ...
لنسمع قول القديس مار اسحق في هذا الأمر : ...
كما أنه يستحيل عبور البحر العظيم والسلوك فيه دون مركب ...هكذا يستحيل الوصول إلى محبة الله ... دون مخافته !!!
إذن فالأنبا أنطونيوس عندما قال قوله المذكور أعلاه ... كان قد إجتاز ذلك البحر العظيم ... ووصل إلى محبة الله ...
وهي درجة روحية عالية يصل لها المجاهدون بعد تعب كثير ...
وهي الراحة الحقيقية ...
كما قال أحد القديسين ...
أنه لا يمكن الوصول إلى الراحة إلا بالوصول إلى محبة الله
وكما وصف أحد الآباء مراحل الطريق الروحي قال: ...
إن الانسان يجب أن يوفي أولا عبودية العبيد ... وهي مرحلة الخوف ... أو الإيمان ...
أي التي يعبد الله فيها خوفا من العقوبة ... سواء في الدنيا أو الآخرة ...
ثم يرتقي بعدها إلى مرحلة الأجير ... وهي مرحلة الرجاء ...
أي التي يعبد الله فيها من أجل عطاياه سواء في الدنيا أو الآخرة ...
ثم يصل بعد ذلك إلى أرقى مرحلة ...
أي مرحلة بنوة البنين ... أي المحبة ...
وهي التي يعبد الله فيها ... لا خوفا من عقوبة ... ولا رجاءا في عطية ...
ولكن من أجل محبته له كأبيه الصالح !!!
وتوجد تداريب كثيرة لاقتناء مخافة الله ...
منها عدم الاستسلام للراحة واللعب وكثرة الضحك ...
وأيضا تدريب هام جدا ...
وهو أن تدرب نفسك على الوجود دائما في حضرة الله ...
تشعر ذاتك أن عين الله تنظر إليك ...
أو أن نوره يشرق عليك ...
وذلك يعطيك شعورا بالتوقير والاحترام الدائم ...
فلا تفعل شيئا ضد الحياء ...
ولا تجلس بانحلال ... حتى لو كنت وحدك تماما ... ولا يوجد أحد ينظرك !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق