الخميس، 27 مارس 2014

ثلاث نساء

فقالَ لها يَسوعُ: "وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبـي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ"].

يوجد في الأناجيل ثلاث نساء خاطئات تقابلوا مع السيد المسيح ...



(لوقا 7 : 36 - 50 ) المرأة التي دخلت بيت سمعان الفريسي

(يوحنا 4 : 1 - 42 ) المراة السامرية

(يوحنا 8 : 1 - 11) المرأة التي أمسكت في ذات الفعل



الأولى تحركت فيها مشاعر التوبة فذهبت إلى السيد المسيح رغم صعوبة دخول بيت الفريسي

والثانية أي السامرية التقت مع المسيح في منتصف الطريق خارج المدينة

والثالثة أجبرت جبرا على المثول أمام السيد المسيح



الأولى أحبت

والثانية فكرت

والثالثة فُضِحت وتمررت



الأولى جاءت عن طريق العاطفة ... Affect

والثانية عن طريق الفكر ... Intellect

والثالثة عن طريق المزاج ... Mood



وهن يمثلن ثلاث طرق بها يتوب الخاطي

إما بتحرك مشاعر الحب والشوق إلى الله

أو التفكير في سوء حاله في الخطية وجمال الحياة مع الله

أو بالتأديبات والتجارب والضيقات والفضائح حتى يعود إلى الله



الثلاثة نساء غفر لهن السيد المسيح ...

هكذا مهما كانت خطايانا ...

ومهما كانت الطريقة التي عدنا بها إلى الله ...

فهو يغفر ويسامح ويقبل ويحب !!!

الأربعاء، 26 مارس 2014

المخلع ... شفاء خادم

وجاءَ عِيدٌ لليَهودِ، فصَعِدَ يَسوعُ إلى أُورُشليمَ.

العيد هو القداس الإلهي ... ويسوع لابد أن يحضره

 2وفي أُورُشليمَ، قُربَ بابِ الغنَمِ، بِركَةٌ لها خَمسةُ أروِقَةٍ، يُسمّونَها بالعِبريّةِ بَيتَ زاتا.

البِركة هي الكنيسة ... بيت الرحمة

 3وكانَ في الأروِقَةِ جَماعةٌ مِنَ المَرضى، بَينَ عُميانٍ وعُرجانٍ ومَفلوجينَ،

هؤلاء المرضى هم نحن ... شعب الكنيسة

[يَنتَظِرونَ تَحريكَ الماءِ،

كانت الذبائح من الغنم تغسل في هذه البركة ... فهي تشير إلى التناول من الأسرار المقدسة ... حيث مزيج الدم والماء

 4لأنّ ملاكَ الربّ كانَ يَنزِلُ أحيانًا في البِركَةِ ويُحرّكُ الماءَ. فكانَ الذي يَسبِقُ إلى النّزولِ بَعدَ تَحريكِ الماءِ يُشفى مِنْ أيّ مَرضٍ أصابَهُ].

الشفاء بالأسرار يحتاج إلى جهاد وكأنه مسابقة ... كما قال بولس الرسول ... فالنعمة التي ننالها من الأسرار ... لابد أن يصاحبها جهاد ... حتى ننال الشفاء

5وكانَ هُناكَ رَجُلٌ مَريضٌ مِنْ ثمانٍ وثلاثينَ سنَةً.

ثمانية وثلاثون سنة أي أقل بسنتين من 40 الذي هو رقم كامل ... وهذا يشير إلى أن السيد المسيح إفتقده في الهزيع الرابع قبل أن تكمل خطيته ... فتنتج موتا

 6فلمّا رآهُ يَسوعُ مُستَلقيًا، عرَفَ أنّ لَه مُدّةً طَويلةً على هذِهِ الحالِ، فقالَ لَه: "أتُريدُ أنْ تُشفى؟"

لابد من توافق مشيئتنا مع مشيئته ... لابد أن نفتح نحن الباب لكي نتعشى معه ... لابد من استجابة ارادتنا لنداء نعمته

 7فأجابَه المريضُ: "ما لي أحَدٌ، يا سيّدي، يُنزِلُني في البِركَةِ عِندَما يتحَرّكُ الماءُ. وكُلمّا حاوَلتُ الوُصولَ إلَيها سبَقَني غَيري".

هذا رجل أراد الله إعداده لخدمته ... لذلك طالت وكثرت تجاربه

 8فقالَ لَه يَسوعُ: "قُمْ واَحمِلْ فِراشَكَ واَمشِ"

قم : جاهد في التوبة ... إحمل فراشك : تحكم في شهواتك ... وامش : إنمُ في النعمة

.9فتَعافى الرّجُلُ في الحالِ، وحمَلَ فِراشَهُ ومَشى.

نال شفاءا لقدرته بعد أن كان عاجزا مغلوبا من الخطية

وكانَ ذلِكَ يومَ السّبتِ.

يوم الرب ... يوم الصلاة

 10فقالَ اليَهودُ للذي تَعافَى: "هذا يومُ السّبتِ، فلا يَحلّ لكَ أنْ تَحمِلَ فِراشَكَ".

الإضطهاد والمتاعب تبدأ مباشرة مع الشفاء والقيام من العجز والسقوط

 11فأجابَهُم: "الذي شَفاني قالَ لي: إحْمِل فِراشَكَ واَمشِ"

استناده على المسيح مصدر قوته

.12فسألوهُ: "مَنْ هوَ الذي قالَ لكَ إحمِلْ فِراشَكَ واَمشِ؟"

لا يريدون أن يعرفوا المسيح الشافي ... بل يريدون أن يدينوا ويتامروا

 13وكانَ الرّجُلُ لا يَعرِفُ مَنْ هوَ، لأنّ يَسوعَ اَبتعَدَ عَن الجمعِ المُحتَشِدِ هُناكَ.

الرجل بدأ توبته ... وبدأ جهاده ... لكنه لم يزل لم يتكمل في المعرفة

14ولَقِـيَهُ يَسوعُ بَعدَ ذلِكَ في الهَيكَلِ، فقالَ لَه: "أنتَ الآنَ تَعافَيتَ، فلا تَعُدْ إلى الخَطيئَةِ، لِئَلاّ تُصابَ بِأَسوأَ".

استنارة ... وتنبيه بالاحتراس لئلا يفقد استنارته وشفاؤه

15فذهَبَ الرّجُلُ إلى اليَهودِ وأخبرَهُم بأنّ يَسوعَ هوَ الذي شَفاهُ.

خدمة وتبشير

 16فأخَذَ اليَهودُ يَضطَهِدونَ يَسوعَ، لأنّهُ كانَ يَفعلُ ذلِكَ يومَ السّبتِ.

بعض الذين في الكنيسة هم في الحقيقة أعداء المسيح

 17فقالَ لهُم يَسوعُ: "أبـي يَعمَلُ في كُلّ حينٍ، وأنا أعمَلُ مِثلَهُ".

 18فاَزدادَ سَعيُ اليَهودِ إلى قَتْلِهِ، لأنّهُ معَ مُخالَفَتِهِ الشّريعةَ في السّبتِ، قالَ إنّ اللهَ أبوهُ، فَساوى نَفسَهُ بِاللهِ.

الأحد، 23 مارس 2014

السامرية ... رائعة الجمال ...

1وعرَفَ الرّبّ يَسوعُ أنّ الفَرّيسيّـينَ سَمِعوا أنّهُ تَلمَذَ وعَمّدَ أكثَرَ مِمّا تَلمَذَ يوحنّا وعَمّدَ، 2معَ أنّ يَسوعَ نَفسَهُ ما كانَ يُعَمّدُ بل تلاميذُهُ،
وهذا ما يحدث في كل زمان ومكان ... يسوع هو الذي يخدم من خلال تلاميذه ...
 3فتَرَكَ اليهودِيّةَ ورجَعَ إلى الجَليلِ. 4وكانَ لا بُدّ لَه مِنَ المُرورِ بالسّامِرَةِ،
"لا بد" جغرافيا ... لأن السامرة تقع بين اليهودية والجليل ... وروحيا ... لأنه يريد أن يقابل تلك السامرية الرائعة
 5فوصَلَ إلى مدينةٍ سامرِيّةٍ اَسمُها سُوخارُ، بالقُربِ مِنَ الأرضِ التي وهَبَها يَعقوبُ لاَبنِهِ يوسُفَ،
اشترى يعقوب تلك الأرض في (تكوين 33 : 19 ) ... ووعد بها إبنه يوسف في ( تكوين 48 : 22 ) ... وتم تنفيذ ذلك على يد يشوع في (يشوع 24 : 32 ) ...
 6وفيها بِئرُ يَعقوبَ. وكانَ يَسوعُ تَعِبَ مِنَ السّفَرِ، فقَعَدَ على حافَةِ البئرِ. وكانَ الوَقتُ نحوَ الظّهرِ.
وقت الظهر ... عند اشتداد متاعب العالم ... الإختيار لك ... إما أن تشرب من بئر يعقوب التي ترمز إلى العالم ... أو أن ترتوي من السيد المسيح الجالس على قمة بئر يعقوب ... أي فوق العالم
7فجاءَتِ اَمرأةٌ سامريّةٌ تَستَقي مِنْ ماءِ البِئرِ، فقالَ لها يَسوعُ: "أعطيني لأشرَبَ"
هذا نداء السيد المسيح لي ولك ولكل نفس ... أعطني لأشرب
.8وكانَ تلاميذُهُ في المدينةِ يَشتَرُونَ طَعامًا.
عندما ينشغل الخدام في أمور العالم ... يعمل الله بنفسه
 9فأجابَتِ المرأةُ: "أنتَ يَهوديّ وأنا سامرِيّةٌ، فكيفَ تَطلُبُ مِنّي أنْ أسقِـيَكَ؟" قالَت هذا لأنّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السّامِريّـينَ.
النفس الخاطئة تتعجب من دعوة المسيح لها
10فقالَ لها يَسوعُ: "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطِيّةَ اللهِ، ومَنْ هوَ الذي يَقولُ لكِ أعطيني لأشرَبَ، لَطَلَبتِ أنتِ مِنهُ فأعطاكِ ماءَ الحياةِ".
النفس المبتدئة في الروحيات لا تتعرف على صوت الله بسهولة ... وتظنه مجرد أوهام
 11قالَت لَه المَرأةُ: "لا دَلوَ معَكَ، يا سيّدي، والبِئرُ عَميقَةٌ، فمِنْ أينَ لكَ ماءُ الحياةِ؟
يا سيد ... أنت في السماء بعيدا ... وأنا هنا غارق في شهوات العالم ... فمن أين لك أن تعطيني ماء الحياة؟
 12أبونا يَعقوبُ أعطانا هذِهِ البِئرَ، وشَرِبَ مِنها هوَ وأولادُهُ ومواشيهِ، فهَلْ أنتَ أعظَمُ مِنْ يَعقوبَ؟"
هل أنت أعظم من العالم وشهواته ؟ وهل تستطيع أن تسعدني إن أنا عشت لك؟
13فأجابَها يَسوعُ: "كُلّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً،
كل مسرات العالم وقتية سرعان ما تزول فرحتها
 14أمّا مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا، فلَنْ يَعطَشَ أبدًا.
تعزيات الله تغنينا عن تعزيات العالم
فالماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ نَبعًا يَفيضُ بِالحياةِ الأبديّةِ".
 من يرتوي من النعمة ... يستطيع أن يروي الآخرين
15قالَت لَه المرأةُ: "أَعطِني مِنْ هذا الماءِ يا سيّدي، فلا أعطَشَ ولا أعودَ إلى هُنا لأستقِـيَ".
تحركت في هذه النفس شهوة الحياة مع المسيح
16قالَ لَها: "اَذهَبـي واَدْعِي زوجَكِ، واَرجِعِـي إلى هُنا". 
السيد المسيح يكشف للنفس عيوبها
17فأجابَتِ المَرأةُ: "لا زَوجَ لي". فقالَ لها يَسوعُ: "أصَبْتِ في قولِكِ: لا زَوجَ لي، 18لأنّهُ كانَ لكِ خَمسةُ أزواجٍ، والذي لكِ الآنَ ما هوَ زَوجُكِ. وفي هذا صَدَقْتِ".
التوبة والإعتراف ... خمسة أزواج تشير إلى كمال الخطية
19قالَتِ المَرأةُ: "أرى أنّكَ نَبِـيّ، يا سيّدي!
تقوى إيمان المرأة ... من إستنكار (كيف تطلب مني) ... إلى إستفهام (ألعلك أعظم) ... إلى إعتقاد (أرى أنك نبي)
 20آباؤُنا عَبَدوا اللهَ في هذا الجبَلِ، وأنتُمُ اليَهودُ تَقولونَ إنّ أُورُشليمَ هيَ المكانُ الذي يَجِبُ أنْ نَعبُدَ اللهَ فيهِ".
اشتداد الرغبة في المعرفة
21قالَ لها يَسوعُ: "صدّقيني يا اَمرَأةُ، يَحينُ وقتٌ يَعبُدُ النّاسُ فيهِ الآبَ، لا في هذا الجبَلِ ولا في أُورُشليمَ. 22وأنتُم السّامِريّـينَ تَعبُدونَ مَنْ تَجهَلونَهُ، ونَحنُ اليَهودَ نَعبُدُ مَنْ نَعرِفُ، لأنّ الخلاصَ يَجيءُ مِنَ اليَهودِ. 23ولكِنْ ستَجيءُ ساعَةٌ، بل جاءَتِ الآنَ، يَعبُدُ فيها العابِدونَ الصادِقونَ الآبَ بالرّوحِ والحَقّ. هَؤلاءِ هُمُ العابِدونَ الذينَ يُريدُهُمُ الآبُ. 24اللهُ رُوحٌ، وبالرّوحِ والحَقّ يَجِبُ على العابِدينَ أنْ يَعبُدوهُ".
دخلت في الأعماق والأسرار
25قالَت لَه المَرأةُ: "أعرِفُ أنّ المَسيّا، (أي المسيحَ) سيَجيءُ. ومتى جاءَ أخبَرَنا بِكُلّ شيءٍ". 26قالَ لها يَسوعُ: "أنا هوَ، أنا الذي يُكلّمُكِ".
كمال الإيمان وقمته
27وعِندَ ذلِكَ رجَعَ تلاميذُهُ. فتَعَجّبوا حينَ وجَدوهُ يُحادِثُ اَمرأةً. ولكِنْ لا أحدَ مِنهُم قالَ: "ماذا تُريدُ مِنها؟" أو "لماذا تُحادِثُها؟"
كان ممنوعا على المعلم اليهودي أن يكلم إمرأة في الشارع
28وتَركَتِ المَرأةُ جَرّتَها ورَجَعَت إلى المدينةِ. فقالَت للنّاسِ هُناكَ: 29"تَعالَوا اَنظُروا رَجُلاً ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ. فهَلْ يكونُ هوَ المَسيحُ؟" 30فخرَجوا مِنَ المدينةِ وجاؤُوا إلى يَسوعَ.
بعدما كملت في الإيمان ونضجت روحها ... صارت خادمة رائعة
31وكانَ التلاميذُ في أثناءِ ذلِكَ يَقولونَ ليَسوعَ: "كُلْ، يا مُعَلّمُ". 32فقالَ لهُم: "لي طعامٌ آكُلُه لا تَعرِفونَهُ أنتُم". 33فأخَذَ التلاميذُ يَتساءَلونَ: "هَل جاءَهُ أحدٌ بِما يُؤكَلُ؟"34وقالَ لهُم يَسوعُ: "طعامي أنْ أعمَلَ بِمَشيئَةِ الذي أرْسَلني وأُتمّمَ عَمَلهُ. 35أما تَقولونَ: بَعدَ أربعةِ أشهُرٍ يَجيءُ الحَصادُ؟ وأنا أقولُ لكُم: تَطَلّعوا واَنظُروا إلى الحُقولِ كيفَ اَبـيضّت ونَضجَت لِلحَصادِ. 36وها هوَ الحاصِدُ يأخُذُ أُجرتَهُ، فيَجمَعُ ثَمَرًا لِلحياةِ الأبديّةِ. فيفرَحُ الزّارعُ معَ الحاصِدِ، 37ويَصْدُقُ القولُ: واحِدٌ يَزرَعُ وآخَرُ يَحصُدُ.38وأنا أرسَلتُكُم لِتَحصُدوا حَقلاً ما تَعِبتُم فيهِ. غَيرُكُم تَعِبَ وأنتُم تَجنُونَ ثَمرَةَ أتعابِهِ".39فآمَنَ بِه كثيرٌ مِنَ السّامِريّـينَ في تِلكَ المدينةِ، لأنّ المَرأةَ شَهِدَت فقالَت: "ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ". 40فلمّا جاءَ إلَيهِ السّامريّونَ رَجَوا مِنهُ أنْ يُقيمَ عِندَهُم، فأقامَ يومَينِ. 41وزادَ كثيرًا عددُ المُؤمنينَ بِه عِندَما سَمِعوا كلامَهُ، 42وقالوا لِلمَرأةِ: "نَحنُ نُؤمِنُ الآنَ، لا لِكلامِكِ، بل لأنّنا سَمِعناهُ بأنفُسِنا وعَرَفنا أنّهُ بالحقيقةِ هوَ مُخَلّصُ العالَمِ".
وهذه هي مهمة الخادم ... أن يوصل المخدوم إلى المسيح ... عندئذ يستطيع المخدوم أن يعرف السيد المسيح بنفسه معرفة شخصية ... فيتأكد من صحة كلام الخادم بإختباراته
(يوحنا 4 : 1 - 42 من الترجمة العربية المشتركة ) 

السبت، 22 مارس 2014

إنجيل السامرية

1وعرَفَ الرّبّ يَسوعُ أنّ الفَرّيسيّـينَ سَمِعوا أنّهُ تَلمَذَ وعَمّدَ أكثَرَ مِمّا تَلمَذَ يوحنّا وعَمّدَ، 2معَ أنّ يَسوعَ نَفسَهُ ما كانَ يُعَمّدُ بل تلاميذُهُ، 3فتَرَكَ اليهودِيّةَ ورجَعَ إلى الجَليلِ. 4وكانَ لا بُدّ لَه مِنَ المُرورِ بالسّامِرَةِ، 5فوصَلَ إلى مدينةٍ سامرِيّةٍ اَسمُها سُوخارُ، بالقُربِ مِنَ الأرضِ التي وهَبَها يَعقوبُ لاَبنِهِ يوسُفَ، 6وفيها بِئرُ يَعقوبَ. وكانَ يَسوعُ تَعِبَ مِنَ السّفَرِ، فقَعَدَ على حافَةِ البئرِ. وكانَ الوَقتُ نحوَ الظّهرِ.

7فجاءَتِ اَمرأةٌ سامريّةٌ تَستَقي مِنْ ماءِ البِئرِ، فقالَ لها يَسوعُ: "أعطيني لأشرَبَ".

8وكانَ تلاميذُهُ في المدينةِ يَشتَرُونَ طَعامًا. 9فأجابَتِ المرأةُ: "أنتَ يَهوديّ وأنا سامرِيّةٌ، فكيفَ تَطلُبُ مِنّي أنْ أسقِـيَكَ؟" قالَت هذا لأنّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السّامِريّـينَ.


10فقالَ لها يَسوعُ: "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطِيّةَ اللهِ، ومَنْ هوَ الذي يَقولُ لكِ أعطيني لأشرَبَ، لَطَلَبتِ أنتِ مِنهُ فأعطاكِ ماءَ الحياةِ". 11قالَت لَه المَرأةُ: "لا دَلوَ معَكَ، يا سيّدي، والبِئرُ عَميقَةٌ، فمِنْ أينَ لكَ ماءُ الحياةِ؟ 12أبونا يَعقوبُ أعطانا هذِهِ البِئرَ، وشَرِبَ مِنها هوَ وأولادُهُ ومواشيهِ، فهَلْ أنتَ أعظَمُ مِنْ يَعقوبَ؟"












13فأجابَها يَسوعُ: "كُلّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً، 14أمّا مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا، فلَنْ يَعطَشَ أبدًا. فالماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ نَبعًا يَفيضُ بِالحياةِ الأبديّةِ".
15قالَت لَه المرأةُ: "أَعطِني مِنْ هذا الماءِ يا سيّدي، فلا أعطَشَ ولا أعودَ إلى هُنا لأستقِـيَ".


16قالَ لَها: "اَذهَبـي واَدْعِي زوجَكِ، واَرجِعِـي إلى هُنا". 

17فأجابَتِ المَرأةُ: "لا زَوجَ لي". فقالَ لها يَسوعُ: "أصَبْتِ في قولِكِ: لا زَوجَ لي، 18لأنّهُ كانَ لكِ خَمسةُ أزواجٍ، والذي لكِ الآنَ ما هوَ زَوجُكِ. وفي هذا صَدَقْتِ".


19قالَتِ المَرأةُ: "أرى أنّكَ نَبِـيّ، يا سيّدي! 20آباؤُنا عَبَدوا اللهَ في هذا الجبَلِ، وأنتُمُ اليَهودُ تَقولونَ إنّ أُورُشليمَ هيَ المكانُ الذي يَجِبُ أنْ نَعبُدَ اللهَ فيهِ".

21قالَ لها يَسوعُ: "صدّقيني يا اَمرَأةُ، يَحينُ وقتٌ يَعبُدُ النّاسُ فيهِ الآبَ، لا في هذا الجبَلِ ولا في أُورُشليمَ. 22وأنتُم السّامِريّـينَ تَعبُدونَ مَنْ تَجهَلونَهُ، ونَحنُ اليَهودَ نَعبُدُ مَنْ نَعرِفُ، لأنّ الخلاصَ يَجيءُ مِنَ اليَهودِ. 23ولكِنْ ستَجيءُ ساعَةٌ، بل جاءَتِ الآنَ، يَعبُدُ فيها العابِدونَ الصادِقونَ الآبَ بالرّوحِ والحَقّ. هَؤلاءِ هُمُ العابِدونَ الذينَ يُريدُهُمُ الآبُ. 24اللهُ رُوحٌ، وبالرّوحِ والحَقّ يَجِبُ على العابِدينَ أنْ يَعبُدوهُ".


25قالَت لَه المَرأةُ: "أعرِفُ أنّ المَسيّا، (أي المسيحَ) سيَجيءُ. ومتى جاءَ أخبَرَنا بِكُلّ شيءٍ". 26قالَ لها يَسوعُ: "أنا هوَ، أنا الذي يُكلّمُكِ".


27وعِندَ ذلِكَ رجَعَ تلاميذُهُ. فتَعَجّبوا حينَ وجَدوهُ يُحادِثُ اَمرأةً. ولكِنْ لا أحدَ مِنهُم قالَ: "ماذا تُريدُ مِنها؟" أو "لماذا تُحادِثُها؟"
28وتَركَتِ المَرأةُ جَرّتَها ورَجَعَت إلى المدينةِ. فقالَت للنّاسِ هُناكَ: 29"تَعالَوا اَنظُروا رَجُلاً ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ. فهَلْ يكونُ هوَ المَسيحُ؟"

 30فخرَجوا مِنَ المدينةِ وجاؤُوا إلى يَسوعَ.
31وكانَ التلاميذُ في أثناءِ ذلِكَ يَقولونَ ليَسوعَ: "كُلْ، يا مُعَلّمُ". 32فقالَ لهُم: "لي طعامٌ آكُلُه لا تَعرِفونَهُ أنتُم". 33فأخَذَ التلاميذُ يَتساءَلونَ: "هَل جاءَهُ أحدٌ بِما يُؤكَلُ؟"34وقالَ لهُم يَسوعُ: "طعامي أنْ أعمَلَ بِمَشيئَةِ الذي أرْسَلني وأُتمّمَ عَمَلهُ. 35أما تَقولونَ: بَعدَ أربعةِ أشهُرٍ يَجيءُ الحَصادُ؟ وأنا أقولُ لكُم: تَطَلّعوا واَنظُروا إلى الحُقولِ كيفَ اَبـيضّت ونَضجَت لِلحَصادِ. 36وها هوَ الحاصِدُ يأخُذُ أُجرتَهُ، فيَجمَعُ ثَمَرًا لِلحياةِ الأبديّةِ. فيفرَحُ الزّارعُ معَ الحاصِدِ، 37ويَصْدُقُ القولُ: واحِدٌ يَزرَعُ وآخَرُ يَحصُدُ.38وأنا أرسَلتُكُم لِتَحصُدوا حَقلاً ما تَعِبتُم فيهِ. غَيرُكُم تَعِبَ وأنتُم تَجنُونَ ثَمرَةَ أتعابِهِ".
39فآمَنَ بِه كثيرٌ مِنَ السّامِريّـينَ في تِلكَ المدينةِ، لأنّ المَرأةَ شَهِدَت فقالَت: "ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ". 40فلمّا جاءَ إلَيهِ السّامريّونَ رَجَوا مِنهُ أنْ يُقيمَ عِندَهُم، فأقامَ يومَينِ. 41وزادَ كثيرًا عددُ المُؤمنينَ بِه عِندَما سَمِعوا كلامَهُ، 42وقالوا لِلمَرأةِ: "نَحنُ نُؤمِنُ الآنَ، لا لِكلامِكِ، بل لأنّنا سَمِعناهُ بأنفُسِنا وعَرَفنا أنّهُ بالحقيقةِ هوَ مُخَلّصُ العالَمِ".

الخميس، 20 مارس 2014

لا لعيد الأم ... نعم لعيد الأسرة ...

فكرة أن تُكرّم الأم فقط ... ويُحتَفَل بالأم فقط دون الأب هي فكرة غير مسيحية على الإطلاق ...
فالكتاب المقدس يقول : ...
"أكرِمْ أبَاكَ وأُمَّكَ لِـيَطولَ عُمرُكَ في الأرضِ الّتي يُعطيكَ الرّبُّ إلهُكَ‌."
(خروج 20 : 12)
فلم يفصل الأب عن الأم ... بل قدم الأب على الأم ...

صحيح أن بعض الدول الغربية لديها يوم لعيد الأم ...
إلا أن لديها يوم آخر عيدا للأب ...
صحيح أن الأم غالية جدا ... ومحبوبة جدا ... إلا أن الأب أيضا كذلك ...
وأنا شخصيا أحب أمي جدا - رحمها الله - وأشتاق إليها جدا ... إلا أنني أحب أبي كذلك ... وأشتاق إليه هو أيضاً ...
ولا أتخيل ولا أحتمل ... أن أكرم أحدهما دون الآخر ...

والعجيب حقا أن تجد كنائس كثيرة وهيئات مسيحية تحتفل بعيد الأم ...
وتدعو الأبناء ليكرموا أمهاتهم ... فقط دون آبائهم ...
حتى يتطرف بعض الأبناء ويقولون أمام آبائهم ...
كلاما يعتبر مهينا لآبائهم ... ومنتقصا لحقهم في الإكرام ...
ذلك بسبب التقليد الأعمى ... دون التفكير ولو لحظة واحدة ...

والخلاصة ...
إن أردت أن تكرم الأم ... فإكرم الأب أولا ... وحينئذ أكرم الأم !!!

الأربعاء، 19 مارس 2014

عيد الصليب

الصليب
كان في العهد القديم لعنة
حتى عُلّق عليه السيد المسيح ...
فرفع عنا اللعنة ... وجعله بركة ...
علامة الصليب فخر المسيحيين ... وشعارهم الأول ...
الصليب عنوان للحب ... وحارس للنفس
رشم الصليب كثيرا يقدس النفس ويطهر الجسد ...
وهو حماية من حروب الشياطين وأعمالها ونجاساتها ...
ومعونة وقت الشدة والضيق ...
إكثر من رشم علامة الصليب على ذاتك وعلى كل شيء ...
أما حمل الصليب ...
فالبعض خصصوا حياتهم كلها لحمله ... 
لذلك يسموا "لباس الصليب" أي الرهبان ...
والبعض يحمله في حياته في العالم إختياريا حبا في صاحب الصليب ...
والبعض يُفرض عليه الصليب فرضا من تجارب وضيقات وأحزان وأمراض ...
على أي حال أيا كان نوع صليبك ...
إختياري أم إجباري ...
نفسي أم جسدي ...
ثقيل أم خفيف ...
إعلم أن بعد كل صليب قيامة ... وبعد كل حزن من أجل الله فرح عظيم بالله !!!