الأحد، 23 مارس 2014

السامرية ... رائعة الجمال ...

1وعرَفَ الرّبّ يَسوعُ أنّ الفَرّيسيّـينَ سَمِعوا أنّهُ تَلمَذَ وعَمّدَ أكثَرَ مِمّا تَلمَذَ يوحنّا وعَمّدَ، 2معَ أنّ يَسوعَ نَفسَهُ ما كانَ يُعَمّدُ بل تلاميذُهُ،
وهذا ما يحدث في كل زمان ومكان ... يسوع هو الذي يخدم من خلال تلاميذه ...
 3فتَرَكَ اليهودِيّةَ ورجَعَ إلى الجَليلِ. 4وكانَ لا بُدّ لَه مِنَ المُرورِ بالسّامِرَةِ،
"لا بد" جغرافيا ... لأن السامرة تقع بين اليهودية والجليل ... وروحيا ... لأنه يريد أن يقابل تلك السامرية الرائعة
 5فوصَلَ إلى مدينةٍ سامرِيّةٍ اَسمُها سُوخارُ، بالقُربِ مِنَ الأرضِ التي وهَبَها يَعقوبُ لاَبنِهِ يوسُفَ،
اشترى يعقوب تلك الأرض في (تكوين 33 : 19 ) ... ووعد بها إبنه يوسف في ( تكوين 48 : 22 ) ... وتم تنفيذ ذلك على يد يشوع في (يشوع 24 : 32 ) ...
 6وفيها بِئرُ يَعقوبَ. وكانَ يَسوعُ تَعِبَ مِنَ السّفَرِ، فقَعَدَ على حافَةِ البئرِ. وكانَ الوَقتُ نحوَ الظّهرِ.
وقت الظهر ... عند اشتداد متاعب العالم ... الإختيار لك ... إما أن تشرب من بئر يعقوب التي ترمز إلى العالم ... أو أن ترتوي من السيد المسيح الجالس على قمة بئر يعقوب ... أي فوق العالم
7فجاءَتِ اَمرأةٌ سامريّةٌ تَستَقي مِنْ ماءِ البِئرِ، فقالَ لها يَسوعُ: "أعطيني لأشرَبَ"
هذا نداء السيد المسيح لي ولك ولكل نفس ... أعطني لأشرب
.8وكانَ تلاميذُهُ في المدينةِ يَشتَرُونَ طَعامًا.
عندما ينشغل الخدام في أمور العالم ... يعمل الله بنفسه
 9فأجابَتِ المرأةُ: "أنتَ يَهوديّ وأنا سامرِيّةٌ، فكيفَ تَطلُبُ مِنّي أنْ أسقِـيَكَ؟" قالَت هذا لأنّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السّامِريّـينَ.
النفس الخاطئة تتعجب من دعوة المسيح لها
10فقالَ لها يَسوعُ: "لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطِيّةَ اللهِ، ومَنْ هوَ الذي يَقولُ لكِ أعطيني لأشرَبَ، لَطَلَبتِ أنتِ مِنهُ فأعطاكِ ماءَ الحياةِ".
النفس المبتدئة في الروحيات لا تتعرف على صوت الله بسهولة ... وتظنه مجرد أوهام
 11قالَت لَه المَرأةُ: "لا دَلوَ معَكَ، يا سيّدي، والبِئرُ عَميقَةٌ، فمِنْ أينَ لكَ ماءُ الحياةِ؟
يا سيد ... أنت في السماء بعيدا ... وأنا هنا غارق في شهوات العالم ... فمن أين لك أن تعطيني ماء الحياة؟
 12أبونا يَعقوبُ أعطانا هذِهِ البِئرَ، وشَرِبَ مِنها هوَ وأولادُهُ ومواشيهِ، فهَلْ أنتَ أعظَمُ مِنْ يَعقوبَ؟"
هل أنت أعظم من العالم وشهواته ؟ وهل تستطيع أن تسعدني إن أنا عشت لك؟
13فأجابَها يَسوعُ: "كُلّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً،
كل مسرات العالم وقتية سرعان ما تزول فرحتها
 14أمّا مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا، فلَنْ يَعطَشَ أبدًا.
تعزيات الله تغنينا عن تعزيات العالم
فالماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ نَبعًا يَفيضُ بِالحياةِ الأبديّةِ".
 من يرتوي من النعمة ... يستطيع أن يروي الآخرين
15قالَت لَه المرأةُ: "أَعطِني مِنْ هذا الماءِ يا سيّدي، فلا أعطَشَ ولا أعودَ إلى هُنا لأستقِـيَ".
تحركت في هذه النفس شهوة الحياة مع المسيح
16قالَ لَها: "اَذهَبـي واَدْعِي زوجَكِ، واَرجِعِـي إلى هُنا". 
السيد المسيح يكشف للنفس عيوبها
17فأجابَتِ المَرأةُ: "لا زَوجَ لي". فقالَ لها يَسوعُ: "أصَبْتِ في قولِكِ: لا زَوجَ لي، 18لأنّهُ كانَ لكِ خَمسةُ أزواجٍ، والذي لكِ الآنَ ما هوَ زَوجُكِ. وفي هذا صَدَقْتِ".
التوبة والإعتراف ... خمسة أزواج تشير إلى كمال الخطية
19قالَتِ المَرأةُ: "أرى أنّكَ نَبِـيّ، يا سيّدي!
تقوى إيمان المرأة ... من إستنكار (كيف تطلب مني) ... إلى إستفهام (ألعلك أعظم) ... إلى إعتقاد (أرى أنك نبي)
 20آباؤُنا عَبَدوا اللهَ في هذا الجبَلِ، وأنتُمُ اليَهودُ تَقولونَ إنّ أُورُشليمَ هيَ المكانُ الذي يَجِبُ أنْ نَعبُدَ اللهَ فيهِ".
اشتداد الرغبة في المعرفة
21قالَ لها يَسوعُ: "صدّقيني يا اَمرَأةُ، يَحينُ وقتٌ يَعبُدُ النّاسُ فيهِ الآبَ، لا في هذا الجبَلِ ولا في أُورُشليمَ. 22وأنتُم السّامِريّـينَ تَعبُدونَ مَنْ تَجهَلونَهُ، ونَحنُ اليَهودَ نَعبُدُ مَنْ نَعرِفُ، لأنّ الخلاصَ يَجيءُ مِنَ اليَهودِ. 23ولكِنْ ستَجيءُ ساعَةٌ، بل جاءَتِ الآنَ، يَعبُدُ فيها العابِدونَ الصادِقونَ الآبَ بالرّوحِ والحَقّ. هَؤلاءِ هُمُ العابِدونَ الذينَ يُريدُهُمُ الآبُ. 24اللهُ رُوحٌ، وبالرّوحِ والحَقّ يَجِبُ على العابِدينَ أنْ يَعبُدوهُ".
دخلت في الأعماق والأسرار
25قالَت لَه المَرأةُ: "أعرِفُ أنّ المَسيّا، (أي المسيحَ) سيَجيءُ. ومتى جاءَ أخبَرَنا بِكُلّ شيءٍ". 26قالَ لها يَسوعُ: "أنا هوَ، أنا الذي يُكلّمُكِ".
كمال الإيمان وقمته
27وعِندَ ذلِكَ رجَعَ تلاميذُهُ. فتَعَجّبوا حينَ وجَدوهُ يُحادِثُ اَمرأةً. ولكِنْ لا أحدَ مِنهُم قالَ: "ماذا تُريدُ مِنها؟" أو "لماذا تُحادِثُها؟"
كان ممنوعا على المعلم اليهودي أن يكلم إمرأة في الشارع
28وتَركَتِ المَرأةُ جَرّتَها ورَجَعَت إلى المدينةِ. فقالَت للنّاسِ هُناكَ: 29"تَعالَوا اَنظُروا رَجُلاً ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ. فهَلْ يكونُ هوَ المَسيحُ؟" 30فخرَجوا مِنَ المدينةِ وجاؤُوا إلى يَسوعَ.
بعدما كملت في الإيمان ونضجت روحها ... صارت خادمة رائعة
31وكانَ التلاميذُ في أثناءِ ذلِكَ يَقولونَ ليَسوعَ: "كُلْ، يا مُعَلّمُ". 32فقالَ لهُم: "لي طعامٌ آكُلُه لا تَعرِفونَهُ أنتُم". 33فأخَذَ التلاميذُ يَتساءَلونَ: "هَل جاءَهُ أحدٌ بِما يُؤكَلُ؟"34وقالَ لهُم يَسوعُ: "طعامي أنْ أعمَلَ بِمَشيئَةِ الذي أرْسَلني وأُتمّمَ عَمَلهُ. 35أما تَقولونَ: بَعدَ أربعةِ أشهُرٍ يَجيءُ الحَصادُ؟ وأنا أقولُ لكُم: تَطَلّعوا واَنظُروا إلى الحُقولِ كيفَ اَبـيضّت ونَضجَت لِلحَصادِ. 36وها هوَ الحاصِدُ يأخُذُ أُجرتَهُ، فيَجمَعُ ثَمَرًا لِلحياةِ الأبديّةِ. فيفرَحُ الزّارعُ معَ الحاصِدِ، 37ويَصْدُقُ القولُ: واحِدٌ يَزرَعُ وآخَرُ يَحصُدُ.38وأنا أرسَلتُكُم لِتَحصُدوا حَقلاً ما تَعِبتُم فيهِ. غَيرُكُم تَعِبَ وأنتُم تَجنُونَ ثَمرَةَ أتعابِهِ".39فآمَنَ بِه كثيرٌ مِنَ السّامِريّـينَ في تِلكَ المدينةِ، لأنّ المَرأةَ شَهِدَت فقالَت: "ذكَرَ لي كُلّ ما عَمِلتُ". 40فلمّا جاءَ إلَيهِ السّامريّونَ رَجَوا مِنهُ أنْ يُقيمَ عِندَهُم، فأقامَ يومَينِ. 41وزادَ كثيرًا عددُ المُؤمنينَ بِه عِندَما سَمِعوا كلامَهُ، 42وقالوا لِلمَرأةِ: "نَحنُ نُؤمِنُ الآنَ، لا لِكلامِكِ، بل لأنّنا سَمِعناهُ بأنفُسِنا وعَرَفنا أنّهُ بالحقيقةِ هوَ مُخَلّصُ العالَمِ".
وهذه هي مهمة الخادم ... أن يوصل المخدوم إلى المسيح ... عندئذ يستطيع المخدوم أن يعرف السيد المسيح بنفسه معرفة شخصية ... فيتأكد من صحة كلام الخادم بإختباراته
(يوحنا 4 : 1 - 42 من الترجمة العربية المشتركة ) 

ليست هناك تعليقات: