البعض يظنون أنهم أبرارا وكاملين ...
ويرفضون قبول أي وعظ أو تعليم ...
وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ:
(لوقا 18 : 9 )
ويصرون على إعتبار ما يلحقهم من تجارب وضيقات هو إضطهاد من الله ...
وليس تقويما وتهذيبا وإصلاحا لعيوبهم ...
مع أن أحد القديسين قال : ...
الوصول إلى الكمال هو سقوط مريع !!!
بمعنى أن اليوم الذي تظن فيه أنك وصلت إلى الكمال ...
تكون قد سقطت سقوطا مريعا ...
إذ يجب على الإنسان دائما وأبدا ...
أن يسعى لكي يكون أفضل !!!
وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.
(يوحنا 10 : 10 )
متبنين في ذلك موقفا يشبه إلى حد ما موقف أيوب البار ...
مع الفارق الكبير ...
حيث أن أيوب كان بارا فعلا ...
أما هؤلاء فتكون حياتهم مليئة بالنقائص والضعفات ...
ولكنهم يرفضون الاعتراف بها ...
أو حتى مجرد التفكير فيها ...
ناهيك عن سماع الوعظ والتعليم عنها ...
لذلك فهم يمثلون صورة ضعيفة جدا ... باهتة جدا ... من الصديق أيوب البار ...
لأن ذاك كان بارا بالفعل ... أما هؤلاء فيكفي القول عنهم ...
أيوب أفندي :)
وللخروج من هذه الأزمة ...
وهذه المعضلة ...
يجب على الانسان ...
كل إنسان ...
أولا وقبل كل شيء أن يطلب من الله من أجل أن يعرفه : ...
عيوبه وأخطاؤه ونقائصه وخطاياه ...
على أن يطلب ذلك بإصرار وإلحاح ...
ليس يوما واحدا ولا إثنين ولا ثلاثة ...
بل شهرا كاملا من الزمان !!!
وهذه هي نصيحة من الأب الراهب المتنيح ...
القمص متى المسكين ...
وقد قالها في أحد عظاته ...
ولقد جربها كثيرون ...
وإختبر بركتها كثيرون ...
بل كانت سبب في تغيير حياة كثيرين ...
بل إنها هي البداية الحقيقية الصادقة للحياة الروحية الحقيقية مع الله ...
يقول االقديس مار اسحق السرياني : ...
لن تستطيع أن تصل إلى محبة الله دون أن تعرفه ...ولن تستطيع أن تعرفه دون أن تعرف ذاتك أولا ...ولن تستطيع أن تعرف ذاتك دون تجارب !!!
فعندما يريد الله - تبارك اسمه تأديب إنسان ما ...
يرسل له التجارب ...
لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ».
(عبرانيي 12 : 6 )
فإن كان عاقلا وطلب من الله الحكمة ...
عرفه من خلال التجارب ... عيوبه وأخطاؤه وخطاياه ...
ومن خلال معرفة عيوبه ...
ينمو بالتدريج حتى يعرف ذاته ...
وعندما يعرف ذاته ... يعرف الله ...
وعندما يعرف الله ... يحبه ...
وهذه هي غاية جهاد جنس المسيحيين كلهم !!!
بل إن هذه هي الحياة الأبدية ... أي الملكوت !!!
وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
(يوحنا 17 : 3 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق