الاثنين، 21 أبريل 2014

لماذا الصليب ؟

فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني

فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني



وقالَ لِلجُموعِ كُلّهِم: "مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلّ يومٍ ويَتبَعْني. (لوقا 9 : 23 )


منذ سقوط حواء وآدم ... حدثت رابطة بين الإنسان والعالم ...

كما شرح ذلك الوحي المقدس رمزيا في أمر الزنا ... مكتوب : ...


أمْ إنّكُم لا تَعرِفونَ أنّ مَنِ اَتّحدَ باَمرأةٍ زانيةٍ صارَ وإيّاها جسَدًا واحِدًا؟ فالكِتابُ يَقولُ: "يَصيرُ الاثنانِ جسَدًا واحِدًا".

( 1 كو 6 : 16 )


هكذا كل من يشبع شهوته من العالم ... يلتصق بالعالم ...

وشهوات العالم الثلاثة هي : ... شهوة الجسد ... وشهوة العين ... وشهوة المجد ...

صار الانسان يحب تلك الشهوات ... ويفرح بإشباعها ...

وصارت الحاجة ماسة ... لقطع هذا الالتصاق بالعالم ... وفك هذا الارتباط بشهواته ...

ولا يمكن ذلك بدون حمل الصليب ...

الإنسان بين الله والعالم
الإنسان بين الله والعالم


تتكون نفس الإنسان من العاطفة والعقل والمزاج ...

فعندما يجد الانسان ما تحبه عاطفته ... يفرح مزاجه ... والعكس صحيح ...

أي عندما يحرم مما يحب ... يحزن مزاجه ...



والصليب ... أي الألم ... هو الحل الوحيد ... لفطام الانسان من حب العالم ...

وتحويل عاطفته إلى محبة الله ... والفرح بالله وحده ... وليس بالعالم ...

كانت المرأة قديما تضع مُرّا على ثدييها عندما تريد أن تفطم طفلها ...

فعندما يتألم الطفل من مرارة الثدي ... يتركه ... ويتحول إلى الطعام ...



وهذا هو أبسط معنى للصليب ...

أي هو المر الذي يحولك من محبة العالم ... إلى محبة الله ...



فعندما يتألم الانسان من العالم بما لا يحب ... ويحزن لذلك ...

تتحول عاطفته تدريجيا من محبة العالم إلى محبة الله ...

ويتحول فرحه بالتالي من الفرح بالعالم ... إلى الفرح بالله ...



لذلك سُمي الروح القدس ... "المُعَزّي" ... وليس "المُفَرِّح" ...

وذلك لأنه يعطيك عزاءا وسرورا ... حتى وسط أحزان العالم ...

التي تبدو للآخرين ... مُحزنة جدا ... ومؤلمةً جداً !!!



فمهما كانت شدة ألم الصليب ...

وأياً كان نوعه ...

نفسياً أم جسدياً ...

إجبارياً أم إختيارياً ...

فإن حملته بأمانة وإيمان ...

ورجاء ومحبة ...

ذقت محبة الله ... وأفراح الله ... أي قيامته !!!

فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟
 وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟

فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟



فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟ (1 كو 15 : 55 )

ليست هناك تعليقات: