الاثنين، 14 أبريل 2014

الاتضاع


في كل حياة السيد المسيح ... كان مثالاً رائعاً للإتضاع ...

بدءا من مولده في مزود ... حتى مات على خشبة الصليب ...

مرورا بخضوعه لوالديه ... وعمله كنجار بسيط ...

وإعتزاله بعد إجراء المعجزات ... وعزوفه عن الظهور ...

ودخوله أورشليم راكباً على جحش بن أتان ...



وقد أمرنا كثيرا في تعاليمه ... بإنكار الذات ... وإتخاذ المتكأ الأخير ... وعدم السعي للظهور ...

وهو بذلك في الحقيقة ... لا يضع عبئا علينا ... بل إنه يحمينا ...



فعدو الإنسان الأول هو ذاته ... التي تريد أن تتأله ... سارقة كرامة الإله ...

فتكون النتيجة أن يموت الإنسان ويهلك ... منفصلا عن الله ...

أما بالإتضاع ... فالانسان ينتصر على شهوة تأليه الذات ... بالتشبه بالله ...



الله ... وهو القادر على كل شيء ... صار بشرا وديعا متواضع القلب ...

وأنت كإنسان تشتهي أن تصير إلها ... فتطرد الله من حياتك ...

والعلاج هو أن تتشبه بالله ... الذي تنازل عن مجده إلى إتضاعنا ...

فبذلك فقط ... تستطيع أن تعطي فرصة لله أن يسكن فيك ويملأك ...

بل أن تراه وتتحد به  ...



فالذي يريد أن يؤلّه ذاته ... يهلك ...

والذي ينكر ذاته ... معطيا فرصة لله أن يعمل فيه وبه ... يتحد بالله ... ويصير واحداً معه ...

فالفضيلة العظمى بلا شك هي الإتضاع ... ولكنه يحتاج لكثير من الحكمة والإفراز لكي نتقنه !!!

ليست هناك تعليقات: