الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

رأي في الطعام (1)

رأي في الطعام (1)

بداية أود أن أقول أن هذا ليس بحثا فيما يسميه البعض "بالإعجاز العلمي" في الكتاب المقدس، 

فأنا لا أؤمن بأن وجود حقائق علمية سليمة مخفية في الكتاب المقدس هي برهان على صحته، وإثبات لنسبته لله. ببساطة لأنه ليس الله وحده هو الذي يعلم أسرار الطبيعة ... إذ أن الشيطان أيضا يعلم ذلك ... بحكم خبرته الطويله ... وعمره الطويل ... وخفة حركته ... وقدرته على المعرفة والعلم التي هي أكبر بكثير من الانسان مهما توفرت له الأجهزة العلمية الحديثة، والمكتبات وقواعد البيانات ... لا تنسى أن الشيطان كان كروباً من الممتلئين أعينا وهم المعروفين بامتداد المعرفة وغزارتها !!!

إذن لا نستطيع أن نعتبر وجود حقيقة علمية صحيحة في الكتاب المقدس هي برهان على نسبته لله ... لأن الشيطان أيضا يعلم كثيرا من تلك الأسرار قبل الانسان بزمان طويل !!!

على العكس من ذلك فإن دراسة إتفاق الكتاب المقدس مع العلم ... هي أمر جيد يطمئن الانسان الذي تراوده الشكوك التي يزرعها البعض ... من أن الكتاب المقدس مأخوذ من بعض الأساطير والخرافات التاريخية ... أو أنه من صنع البشر !!!

كما أن مقالي هذا ليس بحثا علميا ... ولا بحثا عقيديا ولا هو بحثا في الكتاب المقدس ... مع أنه قد يكون دعوة للبحث العلمي لاثبات صحة ما ورد به من آراء خاصة بصحة الانسان ...
بل هو مجرد بعض التأملات التي جمعتها من قراءاتي في الكتاب المقدس وكتب الآباء، والكتب العلمية والثقافية حول الطعام ...


أول وصية أوصى بها الله آدم هي:

Gen 2:16  وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 
Gen 2:17  وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ». 

ومن هاتين الآيتين نجد بعض الحقائق:
1. الله إهتم أولا بما يأكل الانسان قبل أن يهتم بما لا يأكل ... فالعطية عند الله قبل الوصية. وهو يهتم بحياتنا وراحتنا وفائدتنا قبل أن يطالبنا بطاعته.
2. أول طعام أعطاه الله للانسان هو الفاكهة.
3. أول وصية أعطاها الله للإنسان هي الصوم


ثم في المرحلة التالية وبعد سقوط الانسان ... سمح الله له بأكل الخضروات ...

Gen 3:18   وَتَاكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 

وفي الخطوة الأخيرة في تطور طعام الانسان حسبما ورد في الكتاب المقدس ... وبعد الطوفان ... سمح الله للانسان بأكل اللحوم 
Gen 9:2  وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الارْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الارْضِ وَكُلِّ اسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ الَى ايْدِيكُمْ. 
Gen 9:3  كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاما. كَالْعُشْبِ الاخْضَرِ دَفَعْتُ الَيْكُمُ الْجَمِيعَ. 
Gen 9:4  غَيْرَ انَّ لَحْما بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لا تَاكُلُوهُ.

إذن قد تطور طعام الانسان على مدى تاريخه حسب ما ورد في سفر التكوين كالتالي:
1. من جميع شجر الجنة
2. عشب الحقل
3. كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، وكل أسماك البحر

وإذا نظرنا إلى حياة الانسان ... وتطور طعامه من الولادة للفطام ... نجده يتبع ترتيبا مشابها ...

إذ أن أول ما يتناوله الرضيع هو اللبن ... ثم يليه بعد ذلك حسب جداول الفطام التي وضعها أطباء الأطفال ... يتم ادخال الفاكهة أولا – مسلوقة ومهروسة ... ثم الحبوب ... ثم الخضروات ... وأخيرا يتم إدخال اللحوم للطفل بدءا بالأسماك ثم الدجاج وأخيرا اللحوم الحمراء ...

ففي رأيي أنه إذا أراد الانسان أن يتناغم مع الطبيعة من جهة 
(حسب ترتيب تناول الرضيع للطعام) ... 
ومع التاريخ المقدس من جهة أخرى ... 
(حسب ترتيب تناول الطعام في سفر التكوين) ...

يجب عندئذ أن يتبع الانسان نفس ذلك الترتيب في تناوله للطعام : ...
في كل يوم ...
وفي كل وجبة ...

فمن جهة كل يوم ... أعتقد أنه من الأفضل ألا يتناول الانسان اللحوم في الصباح ... ولا الخضروات ... بل يبدأ يومه في وجبة الافطار بالفاكهة والألبان ...
ثم من الممكن إضافة الخضروات عند الظهيرة في الغداء ...
وأخيرا اللحوم في العشاء ...

ومن جهة كل وجبة ... فمن الثابت علميا أن تناول الفاكهة على معدة فارغة قبل الطعام يكون صحيا أكثر ... ومفيدا أكثر للجسم، وأقل من حيث المتاعب والتأثيرات الغير مرغوب بها مثل عسر الهضم والانتفاخ ... الأمور التي تجعل الكثيرين يحجمون عن تناول الفاكهة تماما بالرغم من أهميتها الكبيرة لصحة الجسم ... 

ويجب أن يلي ذلك تناول الخضروات ... أي السلطة، وهذا هو ما ينصح به خبراء التغذية ... إذ أنه يساعد على عدم السمنة ... وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام الدسم الغير صحي ... 

وأخيرا يجب تناول اللحوم في نهاية الوجبة ... وهي عادة معروفة في الصعيد مثلا ... إذ أنهم لا يتناولون اللحوم نهائيا إلا في نهاية الوجبة ...

أعتقد أن إتباع نظاما غذائيا كهذا ... متناغما مع الطبيعة ... ومع التاريخ ... سيكون له تأثيرا صحيا مفيدا على حياة الانسان ... 
وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يدرس فيه العلم هذه الافتراضات لاثبات صحتها من عدمه ... أو على الأقل إذا جربت أنت ذلك بنفسك ستجد راحة وصحة كبيرين بنعمة الله !!!

(يتبع)

ليست هناك تعليقات: