الجمعة، 20 ديسمبر 2013

مشروع في الجبل ...

النفس البعيدة عن الله مثل أرض جبلية ...
مملوءة بالمرتفعات والمنخفضات ...
أي مواضع كبرياء وغرور ... ومواضع نقص وضعف ...

ولكي تبني مشروع على أرض جبلية ...
يجب أن تمهدها أولا لكي تصير مستوية ...
والخطوة الأولى في هذا التمهيد ...
يقوم بها مهندسوا المساحة ...
فيرصدون بالأجهزة طبيعة الأرض تماما ...
وأين المرتفعات ... وأين المنخفضات ...
وتحديد المستوى الذي يجب أن تصير عليه أرض المشروع كلها !!!

هكذا أيضا لكي تبني في نفسك هيكلا لله ...
يجب أن تمهدها لكي تصير نفسا سوية ...
والخطوة الأولى في هذا التمهيد ...
هي طلبة يجب أن يصليها كل إنسان في بداية حياته الروحية ...
وهي : "عرّفني يا رب عيوبي ... عرفني أخطائي وخطاياي ...
عرفني ضعفاتي ونقائصي ...
فكل ارتفاع أو انخفاض في النفس عن المستوى الطبيعي ...
هو عيب في النفس يجب إصلاحه قبل البدء في بناء هيكل الله !!!

والخطوة التالية ... هي البدء بالفعل في تمهيد أرض المشروع ...
ويستخدم في ذلك معدات ثقيلة من حفارات وبلدوزرات ولوادر وقلابات ...
وكثير من العمال والتعب والعرق والضجيج ...

هكذا أيضا لكي تمهد نفسك ...
عليك أن تحتمل أتعابا وآلاما كثيرة ... جسدية ونفسية وفكرية ...
آلام النسك ... وآلام محاربات الأعداء الذين يثيرهم عليك الشياطين ...
بالاضافة إلى كثير من القراءة والتأمل في الكتاب المقدس وكتب الآباء !!!

ولكي تستطيع إتمام مشروع ضخم مثل هذا ...
تحتاج أن توفر الطعام لجميع من يعملون في هذا المشروع ...
وأن توفر الوقود اللازم لجميع المعدات ...

وطعام العاملين ... ووقود المعدات هو المحبة ...
فبدونها يتوقف المشروع كله ولا يمكن أن يكمل !!!

ومن الطبيعي أن يحتاج مشروع كبير مثل هذا إلى ميزانية ضخمة ...
ويمكن الحصول على هذه الميزانية من الصلاة والأسرار ...

كما يحتاج هذا المشروع إلى مدير ذو خبرة ...
ويكون هذا هو السيد المسيح نفسه ...
ويرسل لك ارشاداته عن طريق مرشد مختبر ...
يكون قد سبق له بناء مشروعه الشخصي ...
أي هيكل نفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه !!!

وبعد أن تصير الأرض مستوية ممهدة ...
يبدأ بناء المشروع من مباني مختلفة ومعدات متخصصة ...
وتلك هي المواهب والثمر والعطايا التي ينعم بها الروح القدس على نفس الانسان المجاهد روحيا ...
حتى يستطيع أن يصير نافعا للمجتمع !!!

عندئذ فقط يبدأ تشغيل المشروع ...
وهي خطوة التدرب على الخدمة ... مع قيام وسقوط ... وإنتاج وتعثر !!!

ثم يبدأ المشروع في الانتاج بكفاءة وبغزارة ...
فيفرح الجميع ... من تعب في البناء ... ومن يفرحون بالانتاج ...

هكذا بعد أن تصير نفس الانسان سوية ...
وتتخلص من نقاط الكبرياء والغرور ...
ومن نقاط الضعف والخوف ...
وتمتليء من ثمر الروح ومواهبة وعطاياه ...
متتلمذة في كل ذلك على القديسين ...
حينئذ فقط يمكن أن تبدأ بالخدمة المثمرة المفرحة لله والناس !!!

ليست هناك تعليقات: