يشبه ملكوت السموات ... إنسانا أراد أن يصعد إلى القمر ...
فأعد مركبة فضائية ... وزودها بالأجهزة اللازمة ... والغذاء اللازم ...
وربطها بصاروخ ... وملأ خزان الصاروخ بالوقود ...
وأعد وسائل الاتصال بمحطة القيادة ...
ومحطة القيادة بها قائد وخبراء كثيرين ...
وأعد الخرائط والمعلومات اللازمة ...
ثم ركب المركبة ... وأشعل صاروخها ... وبدأ في السفر ...
ولكن الجاذبية الأرضية شديدة ... ولا يمكن لصاروخ أن يتغلب عليها مباشرة ...
لذلك كان عليه أن يدور دورات عديدة حول الأرض ...
وفي كل مرة يوسع الدورة ... أي يكون أبعد عن الأرض ...
وأكثر تحررا من الجاذبية الأرضية ...
ولكنه بذلك يكون أحيانا قريبا من القمر ...
وأحيانا أخرى بعيدا عنه خلف الأرض ...
حتى وصل إلى نقطة ...
كان فيها بعيدا بدرجة كافية عن الأرض ... قريبا من القمر ...
وبالتالي كان تأثير الجاذبية الأرضية عليه أقل ما يمكن ...
عندئذ إستطاع أن يفلت بمركبته من أسر الجاذبية ...
وسافر حرا طليقا نحو القمر ...
وهبط على القمر ... وعرف شكله ... ولمس حجارته ...
وعاد ليخبر الناس عن روعة القمر !!!
مركبة الفضاء هي الانسان ...
ورائد الفضاء هو العقل ...
والأجهزة اللازمة هي مواهب الانسان المختلفة ...
والغذاء اللازم هو الصلاة ...
والصاروخ هو الصبر ...
والوقود هو النعمة التي ننالها من الأسرار بالصلاة ...
ومحطة القيادة هي الكنيسة ...
وقائد الرحلة ... هو السيد المسيح نفسه ...
والخبراء الذين معه هم آباء الكنيسة والخدام والمرشدين...
والخرائط والمعلومات اللازمة هي الكتاب المقدس والكتب الروحية ...
والنار التي تشعل الصاروخ هي الجهاد ...
والجاذبية الأرضية هي الشهوة ...
والدورات المتعددة حول الأرض هي حال الانسان أثناء الجهاد ...
والقمر هو ملكوت السموات ...
والانسان في جهادة يقترب أحيانا من الملكوت ...
وأحيانا أخرى الشهوة تحجب الملكوت عنه ...
ولكنه في كل دورة يكون أكثر بعدا عن الأرض ...
أكثر تحررا من الجاذبية أي الشهوة ...
والافلات من أسر الجاذبية هو إنطلاق الروح بحرية نحو الملكوت ...
والوصول إلى القمر هو نقاوة القلب التي بها نعاين الله ...
عندئذ يصير الانسان خادما حقيقيا ... يحدث الناس عن القمر الذي رآه ...
أي يحدثهم عن الله الذي يعرفه حق المعرفة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق