الخميس، 4 يوليو 2013

ثلاث مستويات للوصية


ثلاث مستويات للوصية ...

يوجد في الكتاب المقدس ثلاث مستويات للوصية ...

المستوى الأول: الوصايا العشر (خروج 20)
المستوى الثاني: الموعظة على الجبل (متى 5، 6، 7)
المستوى الثالث: اصحاح المحبة (كورنثوس الأولى 13)

فكيف يكون هذا ؟
على سبيل المثال ...

في المستوى الأول: مكتوب ( Exo 20:13  لا تَقْتُلْ.)

وفي المستوى الثاني مكتوب (Mat 5:21  «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ.
Mat 5:22  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. )

وفي المستوى الثالث مكتوب: (1Co 13:4  الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ
1Co 13:5  وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ )

ففي المستوى الأول إقتصرت الوصية على الفعل العملي واتمام الخطية فعليا بالجسد ...

وفي المستوى الثاني إنتقلت الوصية إلى درجة أعلى ... وهي الانفعال النفسي الخارجي بالغضب والتلفظ بألفاظ خارجة ...

وفي المستوى الأسمى ... أي المحبة ... ركزت الوصية على الانفعال الداخلي حتى قبل أن يخرج من النفس (المحبة ... لا تحتد) ...

فمن المعروف أن الإنسان يحتد في داخله أولا ... ثم يظهر ذلك خارجا في صورة غضب وألفاظ جارحة ... ثم يتطور ذلك إلى فعل القتل ...

الله تبارك اسمه ... أعطى البشرية تلك الدروس على مدى سنين عديدة ...

ويستطيع أن يتقنها كل إنسان بنفس الترتيب ... إذا هو جاهد وواظب على التدرب على الفضيلة ...

وكما طبقت هذه المستويات على وصية "لا تقتل" يمكن تطبيقه على سائر الوصايا أيضا ...

أعطيكم مثالا آخر

في المستوى الأول مكتوب: (Exo 20:14  لا تَزْنِ. )

وفي المستوى الثاني مكتوب: (Mat 5:27  «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ.
Mat 5:28  وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. )

وفي المستوى الثالث مكتوب: (1Co 13:5  المحبة ..... لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا)

ففي الوصايا العشر نهت الوصية عن ارتكاب فعل الزنا ... وفي الموعظة على الجبل ... نهت الوصية عن اشتهاء ذلك ...

وفي اصحاح المحبة ... "المحبة لا تطلب ما لنفسها" ... فالذي يزني ... أو حتى يشتهي بالنظر ... يطلب ما لنفسه ... وهذه ليست محبة بالحقيقة ... لكنها مجرد شهوة ...

أما الذي يحب إنسانة فعلا ... يخاف على خلاصها وأبديتها ... فلا يخطئ معها ... ولا يدعها تخطئ بسببه ....

كما إنه يحب أبيها وأمها وأخيها أو زوجها ... لذلك لا يطلب ما لنفسه (أي شهوته) محزنا ومسيئا لكل هؤلاء ...

وكما طبقنا هذه المستويات الثلاثة في هاتين الوصيتين ... أترك لحكمتكم التطبيق في باقي الوصايا ...

علما بأن الله يعطي الانسان تدرجا دائما ونموا في الفضيلة ...

كما أنه يعطي الانسان دائما قدر إحتماله ...

فهو يبدأ بالأبسط والأكثر سطحية ... ثم يتدرج معنا داخلا إلى العمق ...

وهو الذي ألهم بولس الرسول بوصية المحبة هذه ... ملقنا إياه لها وهو يتلمذه ... لأنه كان لا يمكن أن يتقن الإنسان المحبة ... قبل حلول الروح القدس على البشر يوم الخمسين ... وكان لا يمكن حلول الروح القدس ... قبل صعود السيد المسيح له المجد !!!

ليست هناك تعليقات: