الخميس، 6 فبراير 2014

الخدمة والألم


الخدمة هي أن تحب مخدوميك لدرجة أن تتألم من أجلهم : ...

عندما طلبت أم إبني زبدي أن يجلس إبناها واحد عن يمينه والآخر عن يساره (أي طلبت لهما مسئوليات كبيرة في خدمة الكنيسة) أجاب : ...

"فأجابَ يَسوعُ: "أنتُما لا تعرفانِ ما تَطلُبانِ. أتقْدِرانِ أنْ تَشرَبا الكأسَ التي سأشرَبُها؟"
(متى 20 : 22 GNA)

أي أن السيد المسيح كان يوجه نظرنا إلى أن الخدمة تعني بالضرورة أن تتألم من أجل مخدوميك ...

والقديسين يوحنا المعمدان )اول من مهد للمسيح) والشهيد اسطفانوس رئيس الشمامسة (وأولهم) ماتا شهيدان
بل وجميع تلاميذ المسيح ورسله إستشهدوا أو عُذّبوا كثيرا ...

ويقول معلمنا بولس الرسول : ...
"بَلْ نُظهِرُ أنفُسَنا في كُلّ شيءٍ أنّنا خُدّامُ اللهِ بِصَبرِنا في الشّدائدِ والحاجاتِ والمَشقّاتِ 5والضّربِ والسّجنِ والاضطرابِ والتّعبِ والسّهرِ والصّومِ، 6بالنّزاهَةِ والمَعرِفَةِ وطولِ البالِ والرّفقِ ورُوحِ القَداسَةِ والمَحبّةِ الخالِصَةِ"
(2 كو 6 : 4 - 6 GNA )

وقد حكى أحد الآباء ... أنه سمع إنسانا يصلي من أجل أبناؤه قائلا : ...
"يا رب أنا فدية ... إفعل بي ما تريد لكي يخلص أبنائي"

والقديس أبونا بيشوي كامل ... إشتهى آلام مرض السرطان وأسماه مرض الملكوت ... وكان ذلك سببا في خلاص أجيال من المؤمنين في الاسكندرية ومصر والعالم كله ...

وفي الكتاب المقدس ... كلما كان ملك شعب الله صالحا طاهرا تائبا ... كلما إنصلح حال الشعب ... وعندما يخطئ الملك ... كان الشعب كله يعاني !!!

لذلك أيضا يفسر الآباء هذه الآية بأنها شهوة للألم والاستشهاد : ...
"صَدَقَ القَولُ بأنّ مَنْ طَمَحَ إلى الأُسقُفِـيّةِ تَمنّى عمَلاً كَريمًا."
( 1 تيموثاوس 3 : 1 GNA )

وقد كان البابا شنودة - نيح الله نفسه - يقول لمن يرسمهم من الأساقفة : ...
"إما أن ترتاح أنت وتتعب الرعية ... أو تتعب أنت وترتاح الرعية ... 
وأنا دعوتكم للتعب"

ليست هناك تعليقات: