الخميس، 20 فبراير 2014

الله والعالم

الانسان الذي يحب العالم ...
يفرح بإشباع شهواته من العالم ...
أي شهوة الجسد وشهوة العين وشهوة المجد ...
وذلك حتى رغم إيمانه بالله ... (إيمان) ...

ولكي يُشفى الإنسان من محبة العالم ...
يجب أن يحتمل جرعات منتظمة متزايدة تدريجيا من الألم ...
آلام الجسد والخسارة المادية وانكار الذات ...
أي النسك والعطاء والاتضاع ... (على الرجاء) ...

فيبدأ يتلقى تعزيات السماء التي تفرح نفسه وتقوي إيمانه وتثبته ...
ومن الفرح بالتعزيات الروحية ...
تتحول محبته تدريجيا من العالم إلى الله ... (محبة) !!!


الانسان يفرح بمن يحب ... ويحب من يفرحه !!!
لذلك أنت تفرح بشهوات العالم لأنك تحبه ...
ولكنك ستحب الله عندما تترك شهوات العالم فتتذوق أفراح الله !!!


لكي تتقبل محبة الله في قلبك ...
يجب أن تفرغ قلبك أولا من محبة العالم ...
ولكي تتخلص من محبة العالم ...
يجب أن تتذوق آلاما متنوعة كثيرة !!!


كل ما يقابلنا في العالم من آلام نفسية أو جسدية ...
سواء إجبارية (تجارب) أو طوعية (جهاد) ...
هي محاولات من الله لتفريغ قلوبنا من محبة العالم ...
لكي نستطيع أن نستمتع بمحبتة !!!

فهو إله غيور ... يريد كل القلب ...
وهو لا يملأ قلبك إلا إذا أفرغته أولا من محبة العالم !!!

"غَيرَتي على بَيتِكَ‌ أكَلَتني" (مزمور 69 : 10)
"أما تَعرِفونَ أنّكُم هَيكَلُ اللهِ، وأنّ رُوحَ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟" ( 1 كو 3: 16 )
"لا تسجُدْ لها ولا تَعبُدْها، لأنِّي أنا الرّبُّ إلهُكَ إلهٌ غيورٌ" (خروج 20 : 5 )


إما أن تتلذذ بالعالم الذي تحبه ... وتفرح به ...
أو أن تتألم في العالم من أجل الله ...
فيفرحك الله بتعزياته ...
فتحب الله الذي يفرحك ... من كل قلبك !!!


لا يمكن أن تتذوق محبة الله إلا إذا ذقت تعزياته أولا ...
ولا يمكن أن تتذوق تعزياته إلا إذا حرمت ذاتك من تعزيات العالم أولا ...
ولا يمكن أن تحرم ذاتك من تعزيات العالم إلا إذا آمنت بالله أولا !!!


الانسان إما أن يحب شهوات العالم ويتلذذ بها ...
أو أن يرفض لذة العالم ... ويختار أن يتألم من أجل الله ...
فيفرح بالله وبمحبته !!!

محبة العالم <-- تلذذ بالعالم <-- الإنسان --> تألم بالجهاد --> تلذذ بالروحيات --> محبة الله !!!

ليست هناك تعليقات: