الاثنين، 22 سبتمبر 2014

فيسبوك وتويتر في القرن الرابع


من قصص بستان الرهبان : ...
ذهب راهب شاب إلى أحد الشيوخ
فسلم عليه وجلس بين الإخوة
ثم سأل الشيخ قائلا :
قل لي كلمة منفعة يا أبي
فلم يرد عليه الشيخ وبقي صامتا
حتى خجل الراهب الشاب وإستأذن وإنصرف
فسأل الإخوة الشيخ قائلين :
لماذ لم تقل له كلمة منفعة يا أبانا ؟
فرد الشيخ قائلا :
الحق أني لم أقل له شيئا إلا لكونه بياعا
يريد أن يتمجد بأقوال الآخرين

تدلنا هذه القصة الصغيرة على أن أخلاق الفيسبوك كانت موجودة منذ القرن الرابع الميلادي حتى بين الرهبان الزهاد النساك !!!
وهي خدعة خطيرة ينخدع بها الكثيرون بدافع شهوة المجد والرغبة في إجتلاب إعجاب الآخرين وتمجيدهم
كما يفعل كثيرون من شبابنا الفيسبوكيين الآن
حيث ينقلون أقوال الآخرين وتأملاتهم ويضعونها في بوست بإسمهم
دون الإشارة لقائل العبارة
ولا حتى دون الإشارة إلى أنه (منقول) وليس من إنشائهم

تعالوا نرفع هذا الشعار في صفحات الفيسبوك كلها : ...

  • الـ #شير مسمـــــــــــوح :) والـ تــــاج ممنــــــــوح :)
  • الـ #كوبي ممنـــــــــــوع :) والزعل مرفــــــــــــــوع :)

وهي آداب فيسبوكية يجب الحرص عليها
فعندما يعجبك قول ما وتريد أن تضعه في صفحتك أو تنشره في جروب
إعمل (شير) أي مشاركة للقول أو البوست ... وليس (كوبي ) أي نسخ

وإن تعذر عمل شير لأي سبب
إنسخ القول وضعه على صفحتك
ثم إعمل تاج لصاحب القول
ويفضل أن تستأذن منه أولا أيضا

أما إن كان القول منقول من خارج الفيسبوك أصلا
عندئذ يمكنك أن تنسخه وتضعه في صفحتك
ثم تكتب أسفله بين قوسين إسم صاحب القول أو كاتب المقال
أو رابط الصفحة التي تم النقل منها
أو الإشارة إلى إسم الصفحة

أما إن كان الكاتب أو القائل غير معلوم لك
ففي هذه الحالة فقط أكتب بين قوسين (منقول)
مع محاولة عدم اللجوء لكلمة (منقول) هذه فقط إلا بعد أن يتعذر عليك معرفة
القائل أو الكاتب أو حتى الناشر أي الصفحة أو الكتاب أو المجلة أو الجريدة

هذا بالنسبة لفيسبوك القرن الرابع
أما تويتر
فالملاحظ حقا أن الغالبية العظمى من آباء الرهبنة العظام بدءا من القرن الرابع كانوا يستخدمون نفس أسلوب تويتر الحالي
وهو الاكتفاء بكلمات قليلة في سطر أو سطرين أو ثلاثة على الأكثر
يصوغ فيها بعناية وبإختصار شديد خبرة معينة أو نصيحة مفيدة أو توجيه مهم

هذا الأسلوب يميز النساك في العالم بصفة عامة
فقد كان غالبيتهم عازفين عن كتابة المقالات الطويلة أو الكتب
إلا أن كثيرون منهم كانوا في بعض الأحيان يلجأون لكتابة رسائل لأحبائهم

أما العظات والحوارات الروحية فقد كان الرهبان الشبان حريصون على تدوينها بكل عناية في وقتها
فكان يجلس بجوار الشيخ أحد أولاده الروحيين
ممسكا ورقة وقلم لكي يدون بسرعة كل ما يدور في العظة أو الحوار

بل إن حتى قبل رهبان القرن الرابع بزمن طويل
نجد أن أسفار الحكمة في الكتاب المقدس كلها تقريبا مكتوبة بنفس أسلوب تويتر الحالي
مثل سفر الأمثال لسليمان النبي والملك

ليست هناك تعليقات: