الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

في إعداد الخدام - 3

القديس يوحنا المعمدان - السابق الصابغ والشهيد

القديس يوحنا المعمدان - السابق الصابغ والشهيد

  1. أين الله ؟
  2. نسيان الله ؟ 
  3. الخدمة تيار الحب 
  4. لغات الحب والعبادة 
  5. يوحنا المعمدان مثل أعلى للخدام 
  • أين الله ؟ 
نحن نؤمن أن الله موجود في كل مكان ...
وهو موجود الآن مع كل واحد منا ...
ولكن أين ؟
هل يجلس بجواري ؟
أم يقف أمامي ؟
أين يوجد الله ... وكيف أنه هو معي ؟

الحقيقة أن الآباء قد أجابوا على هذا السؤال بقولهم : ...
أنه لا يجب أن نتخيل اللاهوت بأي صورة أو بأي شكل ...
فالله روح ... وروحه يملأ الكون كله ...
هو يشرق عليك كالشمس ... أو ينظر إليك بعينه الفاحصة ...
أو يغمرك تماما مثل الغلاف الجوي الذي يغمر سطح الأرض ...
ولكن الله - تبارك إسمه - يتخلل حتى أعماقك ...
بل حتى أعماق الجبال والبحار والمحيطات !!!

ويجب عليك أن تدرب نفسك أن تكون واعيا بوجوده هذا باستمرار ...
تشعر أنه يشرق عليك ... وينظر إليك ... ويغمرك ...
هذا الشعور يتولد منه مخافة الله ... وكما هو معروف في الكتاب المقدس أن : ...
بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ.
(أمثال 9: 10 )

كما قال القديس مار إسحق السرياني : ...
إلزم مخافة الله تصل باب الملكوت خلال أيام قليلة ... ولا تجعل طريقك مستديرة

ولكن ... إذا كان الله قريب منا هكذا ... فلماذا لا نشعر به ؟
الحقيقة أن المشكلة كلها تكمن في : ...
  • نسيان الله 
نعم ... مأساة الإنسان التي بدأت منذ سقوط حواء وآدم ... ولا زالت حتى اليوم ...
تكمن في هذه المشكلة الخطيرة ... نسيان الله ...
فنحن الذين نسيناه ... وإبتعدنا عنه بفكرنا ...
ومن هنا تماما ... نبتت فينا الأهواء ... وإزدهرت الخطية ...

فالعلاج إذن ... هو أن نتذكر دائما أننا في حضرة الله ...
وأن نشعر لذلك بالمهابة والمخافة والإحترام ...
إن تذكرنا الدائم للوجود في حضرة الله ... يطهرنا تدريجيا ...
حتى نصير أنقياء ...
وهو الوسيلة الوحيدة للتخلص من كافة عيوب الإنسان وأخطاؤه وخطاياه ...

فأنت عندما تجلس كل يوم تتشمس في شمس البر ...
تطهرك أشعتها المقدسة من خطاياك وعيوبك ...
وتصبغك بلون النعمة ...

يجب أن تعالج ما يسميه الآباء : ... بـ "العقل الجوال" ...
ويحتاج هذا إلى تدريب مستمر ... وطول أناة ...
أحد الآباء وصف إحتبار وجوده الدائم في حضرة الله الذي وصل إليه ...
حتى أنه كان يشعر وهو في المطبخ وسط ضوضاء المواقد والأوعية ...
وطلبات من حوله ...
كان يشعر بنفس الرهبة والوقار اللذان كان يشعر بهما وهو في الهيكل المقدس أثناء القداس الإلهي ...

الأمر يحتاج إلى تدريب ومثابرة ...
وكلما خصصت أوقاتا كل يوم لهذا التدريب المبارك ...
كلما إستمر معك باقي اليوم ... حتى وأنت في عملك أو في الطريق ...
سواء كنت وحدك أو وسط آخرين ...

ولا تنزعج وتضطرب عندما تكتشف أن فكرك قد عاد إلى الجولان ...
ولا توبخ نفسك بشدة ...
بل إرجع في هدوء وسلام ... وأربط فكرك بالله في فرح ...
ولكن إحذر الكبرياء ... وإحذر أن تظن في نفسك أنك قد صرت شيئا ... خاصة عندما تجد نفسك قد أمضيت أوقاتا طويلة في حضرة الله !!!

توجد قصة لأحد الرهبان المبتدئين يقول فيها لمعلمه : ...
"إني أرى فكري مع الله كل حين" ...
فأجابه معلمه : ...
"الأعجب أن ترى ذاتك تحت الخليقة كلها" ...

الحقيقة أن هذا الحوار البسيط المختصر ... يصف مرحلتين من أهم وأجمل مراحل الحياة الروحية ...
ولكنه يشرحهم في سرية تامة ... لا يدركها إلا المجاهدين السائرين في الطريق ...
فالمرحلة الأولى : "فكري مع الله كل حين" ... تسمى "نقاوة الفكر" ...
أما المرحلة الثانية ... "أن ترى ذاتك تحت الخليقة كلها"" ... فهذه هي ... "نقاوة القلب" ...

وسوف نلقي مزيدا من الضوء على هاتين المرحلتين لاخقا ...

  • الخدمة ... تيار الحب 
الخدمة هي حب أولا وأخيرا كما قال البابا شنودة الثالث
فإن لم يكن فيها حب ... سميها أي شيء آخر ... ولكن ليست خدمة كنسية من أجل المسيح ...

ولكن لماذا يجب وجود الحب في الخدمة ؟ ...
لأنه يجب أن يكون المخدوم يحب الخادم أولا لكي يستفيد منه روحيا ...
قال القديس أغسطينوس  : ...
لن يخلص عن طريقك إلا الذي يحبك

ولكن كيف يستطيع الخادم أن يجعل المخدوم يحبه ؟؟؟
الإجابة على هذا السؤال أقتبسها من أحد الفلاسفة الذي قال : ...
إن الحب لا يمكن أن يُشترى إلا بالحب

إذن فالطريقة الوحيدة التي تجعل بها المخدوم يحبك ... هي أن تحبه أنت بالفعل أولا ...
وتعبر له عن حبك هذا بكل الطرق الممكنة ...

ولكن من أين للخادم بالطاقة التي يحب بها كل هؤلاء ...
الإجابة هي أن الخادم يستمد حبه من الله ...
ولكن أين هو الموضع الذي سكب الله فيه حبه على البشرية ؟
عند الصليب ...

فالخادم إذن يحتاج أن يذهب إلى الجلجثة كل يوم ...
ويصعد على صليبه بجوار صليب الحبيب ...
فيسكب السيد المسيح عليه من حبه ... ويملأ خزائن قلبه ...
فيخرج الخادم لكي يسكب هذا الحب على المخدومين ...
فيرتد إليه حبا من قلوب المخدومين ...
فيعود ثانيا لصليب المسيح يسكب حب مخدوميه عندهم ...
وهكذا تكتمل دائرة الحب !!!

الخادم يقتني حبا في قلبه من السيد المسيح على الصليب ...
فيحب المخدومين بهذا الحب ... فيحبه المخدومين لحبه لهم ...
فيوجه حبهم هذا مباشرة إلى السيد المسيح نفسه !!!
ويربطهم بمحبة المسيح ... وليس بشخص الخادم ...

لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
(رومية 11 : 36 )

فمنه (الحب) ... وبه (الحب) ... وله (الحب) ... له المجد إلى الأبد آمين ...

  • لغات الحب والعبادة 
لقد شرحت هذا الموضوع بالتفصيل في مقال سابق ... أرجو من القارئ العزيز أن يذهب إليه من خلال هذا الرابط : ...

وأحب أن أضيف أن لغات الحب هذه يجب أن تستخدمها مع الله ... وأيضا مع المخدومين ...
مع ملاحظة أنه من غير اللائق وجود تلامس جسدي مع الأطفال المخدومين ... خاصة من الجنس الآخر ...

  • يوحنا المعمدان 
الحقيقة أن المثل الأعلى لكل خادم يجب أن يكون هو القديس يوحنا المعمدان ...
لأنه هو الوحيد الذي فعل حرفيا ما يجب أن يفعله كل خادم رمزيا ...
فهو الذي تقدم المسيح ... وقدمه للمؤمنين ...
وعرفهم به ... بل هيأهم أولا له !!!

واجب : ...
حاول أن تستخرج من الأناجيل كل ما قاله أو عمله القديس يوحنا المعمدان ...
وأن تتأمل في ذلك لكي تستخرج منه المنهج الذي ينبغي أن يعمل به الخادم !!!
 وفي إنتظار تأملاتكم ... ومناقشاتكم حول يوحنا المعمدان ...

صلوا من أجلي أنا الخاطي

ليست هناك تعليقات: