الاثنين، 8 سبتمبر 2014

في اعداد الخدام - 2

رئيس الملائكة رافائيل ... مفرح القلوبرئيس الملائكة رافائيل ... مفرح القلوب


  1. ما هي الخدمة ؟
  2. ما هي خطورة الخدمة ؟
  3. ومن هو العدو ؟
  4. وما هو الهدف ؟
  5. وما هو الطريق ؟
  6. ما هي مراحل الحياة الروحية ؟
  7. أين الله ؟
  8. نسيان الله ؟
  9. تيار الحب
  10. لغات الحب والعبادة
  11. يوحنا المعمدان مثل أعلى للخدام
  • ما هي الخدمة ؟
كما قلنا في المقال السابق أن الخادم هو شخص ممسك بيمينه بالسيد المسيح
ويمسك بيساره بكل مخدوم
ويقرب الاثنين من بعضهما البعض .. حتى يستطيع المخدوم أن يمسك في يد السيد المسيح شخصيا ...
ويتابع الخادم ذلك حتى يتأكد من إستمراره ...

ولكن الخدمة حسب هذا التشبيه يترتب عليها خطورة شديدة جدا ...
قد تضيع حياة الكثيرين ...

  • فما هي خطورة الخدمة ؟
إن لم يكن الخادم ممسكا بالسيد المسيح بيمينه كما ذكرنا سابقا ...
وتجرأ أن يذهب ليمسك بيد المخدومين ... ويقربها تجاه يد السيد المسيح ...
ستكون النتيجة أن المخدوم لن يجد يد السيد المسيح في يمين الخادم ...

بل سيجد فراغا ...
ويترتب على ذلك أن يظن المخدوم أن الحياة الروحية ما هي إلا أوهام ...
كثير من الشباب يعتقدون ذلك ... إما في أعماقهم بصورة غير معلنة ...
أو يعلنه البعض أحيانا خاصة في أوقات الحزن واليأس والإحباط ...

كثير من الشباب يظنون أن الانسان الجديد الذي يتكلمون عنه في الكنيسة هو مجرد وهم ...
ويقولون أنهم لم يشعروا بأي تغيير في حياتهم هم أنفسهم على الإطلاق ...
كما أنهم لم يروا أي إنسان قد تغير طيلة حياتهم !!!

وهذه هي كارثة الخدمة ...
خدام لم يُخدَموا ... ولم يجاهدوا ... وللأسف فإنهم يخدِموا ...
ويعلمون بأشياء سمعوها ... ولكنهم لم يختبروها ... ولا حتى حاولوا أن يختبروها ...
فتكون النتيجة ... وهم كبير ...

والحل ليس عسيرا ولا مستحيلا ...
الحل هو التوبة ... أن يبدأ كل خادم بالتوبة ...
على أن يصنع أعمالا تليق بالتوبة ...

ثم لا يتكلم ولا يعلم غيره إلا من خلال إختباراته هو نفسه ...
وليس بأقوال وخبرات الآخرين التي سمعها أو قرأها منهم دون أن تكون له هو خبرة بها ...

فالذي لم يسر في الطريق ... كيف يصفه للآخرين ؟
والذي لم يحارب قط ... كيف يدرب الآخرين على فنون القتال ؟

ولكن ... إن كانت الحياة الروحية حرب ... والخدمة هي ميدان للتدريب على تلك الحرب ...

  • فمن هو العدو ؟
كثيرون يظنون أن الشيطان هو عدوهم ...
والبعض يتطرفون في ذلك فيظل فكره مشغولا بالشيطان أكثر من الله ...
وتكون علاقته في الحياة الروحية بالشيطان أكثر من الله ...

هذا في الحقيقة فكر غير سليم ... ورأي غير صحيح ...

في تراث الآباء الرهباني قصة ...
أن راهبا إشتهى طعاما شهيا ... فبدأ في إعداده خفية في قلايته ...
وتصادف أن دخل عليه رئيس الدير في ذلك الوقت ...
فإرتبك الراهب وقال : ...
أخطأت يا أبي ... الشيطان ضحك عليّ ...

فسُمع صوت ضحك الشيطان في القلاية في تلك اللحظة ...
وقال الشيطان لرئيس الدير : ...
أنا لم أعلم بحضور هذا الراهب إلى البرية غير الآن فقط !!!

فمن هو العدو إذن ؟
العدو في كلمة واحدة هو : ...
الموت ...
وماذا نتج عن دخول الموت إلى نفس الإنسان ؟
الشهوة !!!
وما هي الشهوة بالتفصيل ؟
هي كما قال الكتاب : ...
لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.
(يوحنا الأولى 2 : 16 )

وبمزيد من التفصيل : هي الأهواء الثمانية التي وصفها الآباء ...
والتي سنتكلم عنها باتفصيل في المقالات القادمة بإذن الله ...

إذن عدونا في جهادنا الروحي هو الموت ... الذي أدخل الشهوة إلى طبيعتنا ...
والشهوة تنقسم إلى شهوة الجسد ... وشهوة العيون ... وشهوة المجد ...
وهؤلاء الشهوات الثلاثة قام الآباء بتحليلهم إلى ثمانية أهواء سنشرحها لاحقا بإذن الله ...

  • وما هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه في جهادنا الروحي ؟
هدفنا من جهادنا الروحي - كما قال الآباء - يجب أن يكون هو الحصول على نقاوة القلب ...
أي التخلص من الأهواء التي أشرنا إليها ...
والوصول إلى حالة اللاهوى !!!

  • وما هو الطريق الذي نسير فيه لتحقيق ذلك ؟
طريق الحياة الروحية هو الصلاة ...
فإن كل ما تغعله من جهاد ... وكل ما تدرب نفسك عليه من فضائل ...
هو لإنجاح صلاتك ...
وكل خطايا تستسلم لها ... وكل عيوبك وخطاياك ...
تعوق صلاتك ... وتعطل نجاحها ...
فالصلاة هي الطريق الوحيد إلى الله ...

وكما قال أحد الآباء : ...
إذا وجدت إنسان لا يحب الصلاة ... فإعلم أن ليس فيه شيء صالح بالمرة

  • وما هي مراحل الحياة الروحية ؟
وهل هناك مراحل أخرى غير نقاوة القلب ؟

نعم فنقاوة القلب هي الإنتصار الروحي الأول للانسان ...
والذين يحسبون مستحقين أن يصلوا إليها ... ينعم الله عليهم بنعمة "الإستنارة" ...

لقد قال السيد المسيح : ...
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.
(متى 5 : 8 )

والإستنارة هي أول درجات معاينة الله التي وعد بها أحباؤه ...
وهي معاينة الله بالفكر ... أي فهم الكتاب المقدس ... وإدراك كثير من الأسرار المذخرة فيه ...
وفهم الانسان الكثير عن نفسه وعن الله ...

حتى يصل الإنسان إلى الدرجة الأعلى من نقاوة القلب وهي تسمى : ... "الثيئوريا" ...
أو "المشاهدة" ... أي مشاهة النور غير المخلوق ...
النور الأزلي ...
وترتبط هذه المرحلة كما وصفها الآباء بإدراك الكثير عن الله ... وأسرار اللاهوت ...

توجد درجة أ‘لى من هذه يسميها الآباء : "الإتحاد بالله" ... أو "الكمال" ...
مع ملاحظة أن هذه الدرجة لا نهاية لها ...
بل تمتد في النمو إلى ما لا نهاية !!!

أشياء جميلة رائعة مشوقة ... وصفها الآباء ...
وذكرتها هنا لكي تكون دافعا ومشوقا لنا على الجهاد والسعي ... لعلنا ندرك !!!

مع ملاحظة قاعدة هامة جدا ...
وهي أن كل تلك المراحل ليست أوهاما ولا تهيآت ...
ولكنها مراحل محددة وصفها الآباء ... ووصفوا علامات كل واحدة ...
التي تظهر جليا في حياة المجاهد ... بما لا يدع مجالا للشك لا والتهيآت ...

فالحياة الروحية لها قواني أشد إنضباطا من قواني الطبيعة والرياضيات !!!
ولكنك لن تدركها إلا إذا سرت في الطريق الصحيح وإختبرت هذه القواعد في حياتك !!!

أما باقي الأسئلة المذكور أعلاه ... فسوف نقوم بالإجابة عنها في مقال لاحق إن شاء الرب وعشنا ...
صلوا من أجلي أنا الخاطي

ليست هناك تعليقات: