الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

نمو المحبة



المحبة ليست مجرد انفعال خارج عن إرادتنا وليس لنا القدرة على التحكم به
ولكنها موقف شخصي ... أو قرار عقلي قبل أن تكون مشاعر قلبية

فالانسان الذي يدرب نفسه على المحبة سيجتهد طوال اليوم على قبول جميع الناس ومحبتهم
أما الانسان الغافل عن هذه الفضيلة فسوف تتحكم به مجموعة من الاتجاهات والذكريات والمفاهيم
والتي سوف تجعله يحب أشخاصاً دون أن يدري لماذا - كما أنه سوف يكره آخرين أيضا دون أن يدري لماذا !!!

ويجب على المسيحي أن يجاهد لإقتناء المحبة
والثبات في المحبة ... والنمو في المحبة ... وأن يتأصل في المحبة
وهو جهاد طويل وشاق ... ولكنه ممتع جدا في نفس الوقت

فمكافأة المحبة هي المحبة ذاتها !!!

أما الحقد والكراهية فهما عقوبة من يكره !!!

يجب على كل إنسان مسيحي أن يحب كل الناس كل الوقت

وأن يتخذ لنفسه تدريبا أن يفعل مثل سيده المكتوب عنه ...
فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ،
(مرقس 10 : 21 )

هكذا يجب أن تدرب نفسك على تحريك مشاعر الحب في قلبك كلما نظرت إلى أي إنسان
مع مراعاة التعفف في النظر كما قال القديس مار إسحق : ...
لا تملأ عينك من وجه إنسان

وعندما يبدأ الانسان بجهاد المحبة ... يحاربه عدو الخير بعداوات كثيرة متدرجة في الزيادة
لأن الله محب البشر الصالح رؤوف وحنون بنا جدا

لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.
(كورنثوس الأولى 10 : 13)

لذلك سوف تجد في البداية من يحزنك بسخرية خفيفة أو بتجاهل أو تهميش
وعندما تنجح في الإحتفاظ بمحبتك سوف تزداد شدة العداوة المقدمة لك تدريجيا

فسوف تجد بعد ذلك من من يسيء إلى سمعتك ويشهر بك
ثم تجد من يهاجمونك ويحاربونك مواجهة
ثم تجد من يقوم بحملات منظمة ضدك لاثارة الناس عليك وتشويه صورتك في أعينهم أو طردك من بينهم
طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ.
(متى 5 : 11 )

وهكذا كلما تنجح في محبة عدوك ... كلما زادت العداوة التي سوف تُقَدَم إليك
فلا تحزن ولا تنزعج
فإنت كنت أمينا لإلهك فهذه علامة صحية تثبت أنك في الطريق الصحيح
بل إن العكس صحيح أيضا
فيجب ألا تفرح إن كان جميع الناس يمدحونك
فإن هذه ليست علامة صحية : ...
وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَنًا. لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ.
(لوقا 6 : 26 )

المهم أن تكون واعيا ومنتبها لقلبك جداً ... ولا تسمح أبدا بدخول مشاعر الحقد والكراهية إليه أو بقاؤهما فيه !!!

إليكم بعض آيات عن المحبة : ...

وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ،
(أفسس 3 : 18 )

وَالرَّبُّ يُنْمِيكُمْ وَيَزِيدُكُمْ فِي الْمَحَبَّةِ بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ، كَمَا نَحْنُ أَيْضًا لَكُمْ،
(تسالونيكي الأولى 3 : 12 )

أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
(كورنثوس الأولى 13 : 13 )

ليست هناك تعليقات: