الاثنين، 15 سبتمبر 2014

التقويم القبطي


  • لماذا لم تتخذ الكنيسة بدءا لتقويمها السنة التي تولى فيها قسطنطين الحكم ؟
  • لماذا كانت الكنيسة مضطهدة من العالم على مر العصور ؟
  • ماذا لو إكتفى الإنسان المسيحي بالقشور من المسيحية ؟


دخلت المسيحة إلى مصر على يد مار مرقس الرسول منذ القرن الأول الميلادي
ولكن كنيستنا القبطية قد بدأت حساب تقويمها القومي الخاص بها من سنة 284 ميلادية وهي السنة التي جلس فيها الامبراطور الطاغية دقلديانوس على عرش روما

وذلك لأن دقلديانوس قد بدأ سلسلة من الإضطهادات الوحشية الضارية على الكنيسة في مصر والعالم كله
تتضاءل أمامها جميع الإضطهادات التي لحقت بالكنيسة من قبله ...
بدءا باليهود ثم الوثنيين في مصر ... ثم نيرون في روما ...

ولكن مما تعجت له ... أنه : ...
  • لماذا لم تتخذ الكنيسة بدءا لتقويمها السنة التي تولى فيها قسطنطين الحكم ؟
يبدو ذلك أنه أكثر منطقية ... حيث أنه الملك الذي أنهى عصر الإضطهاد ذاك عن المسيحية 
وأعلن التسامح الديني ... وحرية المسيحيين في أن يمارسوا عباداتهم

ولكن في الحقيقة إن كنيستنا المجيدة المرتشدة بالروح القدس لها حكمة رائعة في ذلك
فهي تعلم أبنائها على مر العصور أننا لا نفرح بالراحة بل نفرح بالتعب
لأننا لسنا مدعوين للراحة بل لتعب

بل إن الكنيسة تريد أن تقول لأبنائها على مر العصور
إن جميع السنين التي قضتها منذ القرن الأول وحتى بداية الاضطهاد العنيف على يد دقلديانوس
كأنها هي لا تحسبها من عمر الكنيسة
ولكنها تبدأ الحساب من اليوم الذي بدأت فيه تعاني من القتل والذبح والعصر

ما أعظمها كنيستنا المجيدة
وما أحكم أباؤها الممتلئين من الروح القدس
فهي لا تفعل أي شيء إلا بحكمة شديدة ... ولكي تلقننا درسا يفيدنا في خلاص أنفسنا

أما السؤال الثاني الذي أريد أن أتساءله معكم الآن فهو : ...
  • لماذا كانت الكنيسة مضطهدة من العالم على مر العصور ؟
الإجابة في رأيي هي أن العالم مستعبد للشهوة
شهوة الجسد وشهوة العيون وشهوة العظمة
ولكن الكنيسة تنادي دائمة بالطهارة والقناعة والاتضاع
وتشهد للبر والتعفف والدينونة

الحقيقة أن دعوة الكنيسة هذه تثير خوف العالم جدا
فهي تشعره بفقدان الأمان الذي يستمده من إشباع شهواته
فيؤدي به ذلك إلى رغبة ملحة في التخلص من الكنيسة والمسيحيين
ويؤدي به ذلك أيضا إلى كراهية شديدة للصليب الذي يمثل الألم الذي تدعو إليه المسيحية
ألم التعفف والقناعة والاتضاع
وهو عكس عبادة الشهوة التي يريدها العالم تماما

فالبعض يكسر الصليب
والبعض يحرق الكنيسة أو يهدمها
والبعض يقتل المسيحيين أو يضطهدهم

كل ذلك نابع أصلا من جذر الشهوة العفن
الذي تنادي المسيحية بإقتلاعه من النفس
ولكن العالم يعبده ويفرح به ولا يريد التخلي عنه ابدا
إذ أنه لم يختبر أبدا أي فرح سوى فرح العالم
لأنه لم يتذوق الفرح بالله

ويؤدي بنا هذا إلى سؤالنا الثالث في تأملنا هذا عن التقويم القبطي
  • ماذا لو إكتفى الإنسان المسيحي بالقشور من المسيحية ؟ 
ولم يدخل إلى العمق
ولم يجاهد لكي ينال بركاتها وعطاياها وأفراحها ؟؟؟

يجيبنا الكتاب المقدس قائلا : ...
«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.
(متى 5 : 13 )

أي أن المسيحي الذي هو مدعو أن يكون نورا للعالم وملحا للأرض
إن لم يقم بدوره هذا
وهو الذي يتطلب جهادا طويلا ... وتغيرا مستمرا
فالحقيقة أنه لن يناله من إنتسابه إلى المسيحية إلا إضطهاداتها
أي أن يداس من الناس !!!

ليست هناك تعليقات: