الاثنين، 8 سبتمبر 2014

الايمان


تعريف الإيمان حسبما ورد في الكتاب المقدس أنه هو : ...
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.
(عبرانييت 11 : 1 )

ولكن يوجد نوعين من الإيمان ...
إيمان عام ... وإيمان خاص ....

الإيمان العام ... هو مبادئ العقيدة التي نتلقنها في الكنيسة من صغرنا ...
وأما الإيمان الخاص ... فهو إيمانك بأن الله هو إلهك أنت شخصيا ...
وليس إله جميع البشر ...

الإيمان الخاص هو أن تؤمن أن الله يعتني بك أنت شخصيا ... ويعرفك بإسمك ...
ويهتم بك ... ويفرح بكل ما تقدمه من أجله ...
سواء وقت أم جهد أم مال ...

والإيمان الخاص أيضا يتضمن أن تؤمن أنك أنت بالذات تستطيع أن تقتني كل ما وصل اليه القديسين من فضائل ومواهب ...
وأن الحياة الروحية العميقة مع الله متاحة لك وللجميع ...
بل واجبة عليك وعلى الجميع ...
وأنها ليست وقفا على الرهبان والكهنة ...

ولكن ... كيف ينمو الإيمان ؟

الإيمان مثله مثل أي عضو في جسدك ...
إن لم تستخدمه يضمر ...
وإن أكثرت من إستخدامه ينمو ويتقوى ...

بمعنى أنك إن لم تفعل شيئا من أجل إيمانك يذبل هذا الإيمان ...
ولكن كلما يعظم ما تفعله من أجل إيمانك ... كلما يعظم إيمانك ....

من يجاهد من أجل إيمانه ... يعظم إيمانه ... وتذبل شكوكه ...
ومن لا يجاهد من أجل إيمانه ... يذبل إيمانه ... وتعظم شكوكه ...

مشكلة الغالبية العظمى من رواد الكنائس في يومنا هذا ...
هي أنهم يقولون أنهم مؤمنون ... ولكن الحقيقة ليست كذلك بالمرة ...
هم يقولون ذلك بشفاههم فقط ... ولكنه لا يتعدى ذلك إطلاقا ...

والدليل على هذا أنهم في بيوتهم ...
لا صلاة ولا صوم ولا سهر ولا قراءة ولا تعب ولا عطاء من أجل الله ...
لأن أي إنسان عاقل لن يتعب أو يتألم من أجل وهم ... حسب إعتقاد قلبهم ...

وهذا هو حالهم ...
إيمانهم مجرد وهم ...
يقولون أنهم مؤمنون فقط من أجل الاعتياد على ذلك ... والكسل في التفكير في بديل ...
أو من أجل الوجاهة ... أو الخجل من المجتمع ...
أو من أجل منفعة أو ربح مادي أو معنوي ...

ولكنهم كما يقول المثل : ... "المية تكدب الغطاس" ...
هم في الحقيقة لا يجاهدون ... لأنهم ببساطة لا يؤمنون ...

وهذا يفسر لنا الآية العجيبة التي قالها السيد المسيح : ...
وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟».
(لوقا 18 : 8 )

فبالرغم من وجود مئات الملايين من البشر الذين هم من رواد الكنائس ...
إلا أن السيد المسيح يطرح هذا التساؤل الرهيب !!!

أما المؤمنين الحقيقيين ...
حتى لو بدأ إيمانهم مثل حبة خردل ... صغيرة ... وغير واضحة المعالم ...
ولكنه من أجل هذا النداء العميق في قلبه يبدأ بالجهاد ...

يقرأ ... ويدرس ... ويتأمل ... ويسأل ...
يصلي ... ويصوم ... ويسهر ... ويسجد ...
يخدم ... ويتعب ... ويحتمل ...
يقمع جسده ويستعبده ...
ويقمع محبته للمال ويتعلم القناعة ...
وينكر ذاته ولا يسعى للكرامة ... بل يحتمل الإهانة ...
ويقبل بشكر كل ما يأتي عليه من تجارب ومحن وآلام وضيقات ...

الذي يفعل ذلك ... ويثبت عليه كل يوم ...
يتقوى إيمانه كل يوم عن الذي قبله ...
ويظهر الله له ذاته واضحا جليا في كل شيء حوله ...
في الأحداث وفي الأقوال وفي الكتب ...
ويزيل كل شكوكه ...

حتى يصل إلى الإيمان الذي ينقل الجبال ...
جبال الكسل والملل والشكوك على الأقل ...
وجبل المقطم إن لزم الأمر ذلك !!!

فهذه الآية التي تقول:
لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.
(متى 17 : 20 )
هي في الحقيقة تشرح بداية الطريق (إيمان مثل حبة الخردل) ... ونهايته (نقل الجبال) !!!

ليست هناك تعليقات: