الأحد، 14 سبتمبر 2014

عيد النيروز 1731 ش

تحتفل كنيستنا القبطية اليوم ببدء العام القبطي 1731
وهو التقويم المصري القديم الذي يرجع لأيام أجدادنا الفراعنة

وشهوره هي الشهور التي يستخدمها الفلاحين المصريين كلهم حتى اليوم لحساب مواسم الزراعة والحصاد وأحوال الجو ونواته

ولكن كنيستنا بدأت حساب عدد السنين الحالي (1731) - تقويم الشهداء - من السنة التي جلس فيها على العرش - دقلديانوس - الامبراطور الروماني - الذي كان أشد المضطهدين للمسيحية وقتها.

وقتل وعذب وسجن منهم الآلاف - وكانت تهمتهم الوحيدة هي أنهم مسيحيين - أو عبدة المصلوب كما كانوا يطلقون عليهم. أو أتباع النجار !!!


وإختيار هذا التاريخ بالذات لبدء تقويم كنيستنا يعلمنا أن المسيحية في الأصل هي دعوة للاستشهاد

فلما إنقضى عصر الاستشهاد، وأعلن قسطنطين الملك منشور التسامح الديني - الذي أوقف الاضطهاد لفترة

بحث المسيحيين عن وسيلة أخرى يستشهدون بها - فظهرت الرهبنة في القرن الرابع
على أيدي روادها وأبطالها العظماء، أنطونيوس ومقاريوس وباخوميوس وغيرهم كثيرين
ومنهم إنتشرت الرهبنة إلى سائر أقطار الأرض


بل يقول المؤرخين أنه في القرن الرابع الميلادي إزدهرت الرهبنة في مصر جدا حتى صار ثلثي شعب مصر رهبان
وانتشرت الأديرة حتى قال أحد المؤرخين أيضا إن المسافر من الإسكندرية لأقاصي الصعيد لن يتوقف صوت تسبيح الرهبان عن أذنيه طوال الطريق، فكلما إبتعد عن دير يكون قد إقترب من الدير الذي يليه


فالمسيحي الحقيقي إذن هو مستعد أن يموت في كل يوم من أجل إيمانه
فإن لم يقتله أحد إجتهد هو في إماتة ذاته بالعبادة الحية الحارة الصادقة
وبإنكار الذات ومحبة الجميع والتفاني في خدمتهم وإحتمالهم !!!

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد النيروز 1731 ش

ليست هناك تعليقات: