الأحد، 21 سبتمبر 2014

مثل وكيل الظلم


1 وَقَالَ أَيْضًا لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ.
2 فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ.
3 فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ.
4 قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ.
5 فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟
6 فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ.
7 ثُمَّ قَالَ لآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ.
8 فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ.
(لوقا 16 : 1 - 8 )

الإنسان الغني هو المسيح
وأنت وكيله

كل ما هو موجود عندك هو للمسيح
جسدك مواهبك ممتلكاتك معرفتك وقتك ... إلخ
ولكنك تدعي ظلماً أمام العالم أنها لك
لذلك فأنت وكيل ظلم عليها

فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ.

أنت تستهلك كثيرا مما أعطاك الله لإرضاء شهواتك
وتضيع كثيرا من عمرك في الباطل دون فائدة
لذلك وُشِي بك أنك تبذر أمواله
لأنها كان ينبغي أن تكرس كلها لله

أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ.
دعوة للتوبة وتذكير بالموت

مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ.
سأل الوكيل نفسه : ماذا أفعل
مراجعة النفس ونية التوبة والإعداد لها
تماما مثلما رجع الإبن الشاطر إلى نفسه

لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ.
مخافة الله - وخوف من عقوبته

4 قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ.
نفسر هذه الآية بواسطة الآية التالية
فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.
(متى 25 : 40 )

لكي تعمل مثلما عمل وكيل الظلم
إخدم كل محتاج - سواء حاجات الجسد أم الروح -  بكل ما هو موجود عندك

فأنت عندما ترحم قريبك يُحسب كأنك فعلت الرحمة بالمسيح نفسه
فيقبلك في بيته الأبدي "إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ" - أي عند موتك

5 فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، 
بدء الخدمة - محبة القريب ورحمته

وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟
كم هي خطاياك ... وكم هي متاعبك في الحياة
وكم هي احتياجاتك ... الجسدية والروحية ؟

ثم بدأ عندئذ يعطي المحتاجين من مال سيده - الذي وكله عليه
أي أن يعطيهم من صلاته ومحبته وعطاياه وتعليمه

  • لا يجب بأي حال من الأحوال أن نفهم المثل حرفيا ونحاول أن نصنع لنا أصدقاء بالاختلاس من الأموال أو السلطات التي نؤتمن عليها في العمل - هذه سرقة وعدم أمانة ومخالفة للقوانين


تفسير الرموز
  • إنسان غني : السيد المسيح
  • وكيل : أنت
  • يبذر أمواله : تضييع عمره في الكسل والشهوات
  • وكالتك : حياتك ... بكل ما فيها من جسدك وروحك ومعرفتك ومواهبك ووقتك
  • أعط حساب وكالتك : دعوة للتوبة
  • لأنك لا تقدر أن تكون وكيلا بعد : تذكير بالموت
  • لا أستطيع أن أنقب و أستعطي : عذاب الجحيم
  • مديوني سيده : جميع المحتاجين للعالميات أو الروحيات
  • الظلم : هو في نسبة الملكية أو العطاء لك أنت أمام الآخرين مع أنه في الحقيقة من الله الذي يملك كل شيء "لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ." (رومية 11 : 36 )

نسبة الفضل إلى ذويه


أدعو الله أن يعوض بالخير نفس المتنيح البار الدكتور "فاروق مرقص" مدير مستشفى حميات طنطا الأسبق والذي كشف لي عن غموض هذا المثل لما سألته عنه في إحدى زياراتي له لطلب الإرشاد الروحي في عيادته بطنطا قبل حوالي إثنتين وعشرون سنة
وقد ذكر قدس أبينا القمص/ لوقا سيداروس في كتابه الرائع "رائحة المسيح في أبرار معاصرين" - الجزء الخامس ، بعضا من سيرة وفضائل هذا القديس الدكتور فاروق مرقص. نسأله أن يطلب من الله عنا حتى يغفر لنا خطايانا ويعطينا معونة

ليست هناك تعليقات: