أما حجر الأساس الثالث في العمل السياسي - فهو الدستور ...
والدستور هو عبارة عن "عقد" بين مجموعة من البشر لكي يعيشوا سويا على أرض الوطن ... فهو عقد مثل العقد الذي تمضيه لكي تعمل في وظيفة ... أو لكي تؤسس شركة أو مؤسسة أو مصنعا ... ولكن أهمية الدستور تأتي من أنه عقدا بين ملايين من البشر ... لعشرات من السنين ...
والدستور يجب أن يهتم في المقام الأول بحماية الأقليات - لا الأغلبية ... لأن الأغلبية ببساطة لا تحتاج إلى حماية ... فإذا كان الدستور عادلا منصفا ... إستقامت الأمور ... وسارت في سلام ...
وإذا عدنا بالتاريخ إلى دستور الولايات المتحدة الأمريكية مثلا وإعلان الاستقلال بها ... وهما يعتبرا مكملين لبعضهما البعض ... نجد أنه كتب بعناية فائقة ... بل على أساس فلسفي وفكري عميق كان قد أبدعه من قبل عباقرة الفلسفة من عصر التنوير ... فمن كتب الدستور ليس بالضرورة هؤلاء الفلاسفة أنفسهم ... ولكن من كتبوا كانوا أناسا مثقفين مستنيرين جدا ... وقد وعوا جميع النظريات الفلسفية التي يتضمنها علم الأخلاق والسلوك ... وقد إحتوى الدستور الأمريكي وإعلان الاستقلال على كثير من تلك المبادئ والمفاهيم الفلسفية العميقة ...
فالدستور ... ليس من المفترض أن يكتبه الأغلبية ... وان كان من حقهم تحقيق مصالحهم دون شك ... ولكن بالأولى يجب أن يقول كل الأقليات الموجودة في المجتمع رأيهم ... ويطلبوا ما يؤمن حمايتهم وحريتهم ورفاهيهتم ... على أساس تكافؤ الفرص مع الأغلبية ...
فيجب أولا ... أن يكون الدستور عادلا منصفا ... محققا مصلحة جميع فئات الشعب ... ولا سيما الأقليات ... ويجب على كل من يعمل بالسياسة أن يعي الدستور جيدا ... ويفهم كل مواده ... إن لم يحفظها عن ظهر قلب ... كما يجب على الشعب كله أن يكون لديه حد أدنى من الوعي الدستوري والمعرفة القانونية والأصول الفلسفية التي سنت على أساسها تلك القوانين !!!
(يتبع)
صورة جورج واشنطن
والدستور هو عبارة عن "عقد" بين مجموعة من البشر لكي يعيشوا سويا على أرض الوطن ... فهو عقد مثل العقد الذي تمضيه لكي تعمل في وظيفة ... أو لكي تؤسس شركة أو مؤسسة أو مصنعا ... ولكن أهمية الدستور تأتي من أنه عقدا بين ملايين من البشر ... لعشرات من السنين ...
والدستور يجب أن يهتم في المقام الأول بحماية الأقليات - لا الأغلبية ... لأن الأغلبية ببساطة لا تحتاج إلى حماية ... فإذا كان الدستور عادلا منصفا ... إستقامت الأمور ... وسارت في سلام ...
وإذا عدنا بالتاريخ إلى دستور الولايات المتحدة الأمريكية مثلا وإعلان الاستقلال بها ... وهما يعتبرا مكملين لبعضهما البعض ... نجد أنه كتب بعناية فائقة ... بل على أساس فلسفي وفكري عميق كان قد أبدعه من قبل عباقرة الفلسفة من عصر التنوير ... فمن كتب الدستور ليس بالضرورة هؤلاء الفلاسفة أنفسهم ... ولكن من كتبوا كانوا أناسا مثقفين مستنيرين جدا ... وقد وعوا جميع النظريات الفلسفية التي يتضمنها علم الأخلاق والسلوك ... وقد إحتوى الدستور الأمريكي وإعلان الاستقلال على كثير من تلك المبادئ والمفاهيم الفلسفية العميقة ...
فالدستور ... ليس من المفترض أن يكتبه الأغلبية ... وان كان من حقهم تحقيق مصالحهم دون شك ... ولكن بالأولى يجب أن يقول كل الأقليات الموجودة في المجتمع رأيهم ... ويطلبوا ما يؤمن حمايتهم وحريتهم ورفاهيهتم ... على أساس تكافؤ الفرص مع الأغلبية ...
فيجب أولا ... أن يكون الدستور عادلا منصفا ... محققا مصلحة جميع فئات الشعب ... ولا سيما الأقليات ... ويجب على كل من يعمل بالسياسة أن يعي الدستور جيدا ... ويفهم كل مواده ... إن لم يحفظها عن ظهر قلب ... كما يجب على الشعب كله أن يكون لديه حد أدنى من الوعي الدستوري والمعرفة القانونية والأصول الفلسفية التي سنت على أساسها تلك القوانين !!!
(يتبع)
صورة جورج واشنطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق