الأحد، 2 يونيو 2013

الشكوى ... والحلة البريستو !!!


تشبه نفس الانسان حلّة الضغط ... (الحلّة البريستو) ...م

تخيل معي "حلّة الضغط" أي الحلة التي يوضع بها الطعام الذي يحتاج إلى وقت طويل لكي ينضج ... مع إحكام غلق الحلة فيما عدا صمام صغير... 

ووضعها على نار هادئة
 
وذلك لكي يرتفع الضغط داخلها ... فترتفع بالتالي درجة حرارتها جدا ... فينضج الطعام بسرعة ... وفي وقت قصير

وذلك عكس الحلّة العادية ... الغير محكمة الإغلاق ... والتي يحتاج نفس الطعام إلى وقت أطول بكثير لكي ينضج فبها

أما إذا إنسدت كل منافذ الحلة ... حتى الصمام الصغير الذي ينفذ البخار ... تنفجر الحلة مثل قنبلة مدمرة

.........................................

فالنار التي توقد تحت الحلة ... هي التجارب والضيقات التي تحل بالانسان

والطعام الموجود داخل الحلة ... هو شخصية الانسان

والبخار المتصاعد من الغليان هو الشكوى

 فاذا تناثرت الشكوى في كل مكان ... مثل الحلة العادية ... يطول الزمن ... وتحتاج إلى تجارب أشد ... أي نار أعلى ... لكي  تنضج النفس 

وهذا تماما هو ما قاله القديس مار اسحق السرياني ... إن من يتذمر على التجارب ... تتضاعف عليه

ولكن هناك خطورة أن تنتهي حياة الانسان دون أن تنضج النفس ... بسبب طول الزمن ... وتسويف العمر باطلا

..............................................

أما إذا أحكمنا غلق كل منافذ الترفيه عن النفس ... مثل الشكوى والتذمر .... ويمكن أيضا إضافة مزيد من الوقود تحت الحلة ... وذلك هو النسك 

مع الأخذ في الاعتبار ترك صمام واحد صغير مفتوح لأعلى ... وهو الصلاة ... أي الصلة الحقيقية الحية مع الله

حينئذ تنضج النفس سريعا

أما بدون صلاة حقيقية ... ولا شكوى وتعزية بشرية ... تنفجر النفس

وقد يكون الانفجار في صور كثيرة ... عضوية أو نفسية أو إجتماعية

عضوية كأن يمرض جسد الانسان بالأمراض التي تنتج عن الحزن والقهر

أو نفسية كأن تمرض نفس الانسان ... وتمتليء عقدا  وحقدا

أو إجتماعية ... وهذه نتيجة للانفجار النفسي الذي يحدث أولا ... ويكون الانفجار الاجتماعي في صور كثيرة ... بعضها يصل إلى التفجير المادي فعلا ... بالأعمال الارهابية

وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.
متى 24: 13)

ليست هناك تعليقات: