الأحد، 2 يونيو 2013

الشكر ... والقر !!!

 
من العجيب حقا أن كثيرين هم دائمي التذمر والشكوى ...

بل إن البعض يخترعون أسبابا للشكوى ... وينتهزون فرصة أي مشكلة بسيطة قد تكون غير مقلقة ولا محزنة له ... ولكنه يجدها فرصة سانحة للشكوى ...

ولما سألت أحدهم ... لماذا يفعلون ذلك ... ضحك وقال لي ...

ان الشكوى ... ولا ميت رقوى !!!

فهم يظنون أنهم بذلك يعملون "رُقْيَة" لأنفسهم لمنع الحسد عنهم ...

وهم لنفس هذا السبب لا يحمدون الله أبدا ... لأنهم يخافون أن يؤدي ذلك إلى الحسد

وهذا شيء محزن في الحقيقة ... يدل على ضعف إيمان

بل إن أحد الآباء الروحيين قال ... إن من يشكو هو في الحقيقة يشكوا الله

بل ويزكي ذاته على الله ... بل ويظهر نفسه مظلوما مضطهدا من الله

وهذا صحيح في الحقيقة ... إذ أن من يشكو للناس ... هو في الحقيقة يشكو الله الذي سمح له بالتجارب والضيقات التي يشكو منها !!!

وهذه الرغبة في الشكوى - منعا للحسد - قد تجر الانسان لمزيد من الخطايا مثل الكذب والمبالغة

والأصل في تلك الخطية هو عدم المحبة ... إذ أن الانسان الذي يفعل هذا هو في الحقيقة لا يحب الآخرين ... 

ويفترض بالتالي أنهم هم أيضا لا يحبونه ... مع أن الأمر قد لا يكون كذلك اطلاقا ...ويشعر أنهم يحسدونه على ما هو فيه من نعمة ... لذلك يخترع تلك الأساليب الخاطئة

فالمحبة تستر كثرة من الخطايا 

والقديس مار اسحق يقول ... "ليست عطية بلا زيادة ... إلا التي بلا شكر" ... فالشخص دائم التذمر هو في الحقيقة يغلق على نفسه باب النعمة  

       

ليست هناك تعليقات: