الأربعاء، 7 مايو 2014

رحلة بحرية



تشبه الحياة الروحية رحلة بحرية من الإسكندرية إلى أثينا عبر عرض البحر المتوسط كله ...
في قارب خشبي بدائي دون أي أجهزة ملاحية ...

السيد المسيح يعدك بأن يكون هو قبطانك ... ولكنك لن تراه حتى تصل إلى الميناء في الجهة الأخرى من البحر !!!
أنت لا تعرف شيئاً عن الطريق سوى أنك يجب أن تتجه نحو الشمال ...
وليس لديك في القارب سوى بعض الخبز الجاف ... وشراع ومجداف ...
فإن قبلت أن تركب القارب ... فهذا هو الإيمان ...

في الطريق قد تواتيك الريح أحيانا فتدفعك مسافات طويلة ... وهذه هي النعمة ...
وقد تعاكسك الريح أحيانا فتضطر للتجديف ... أي الجهاد ...

في النهار تسترشد بالشمس وفي الليل بالنجوم ...
أي الكتاب المقدس وأقوال الآباء والكتب الروحية والتلمذة والارشاد الروحيين ...
ولكن أحيانا تشتد الغيوم فتحتار ويصبح صوت الله غير واضح لك ...

قد تنحرف في الطريق نحو اليمين (الكبرياء) ... فتصدمك الصخور وتكاد تكسر قاربك ...
وقد تنحرف لليسار أحيانا (الشهوة) فتخرج وحوشا محاولة إفتراسك ...
والصخور والوحوش هي التجارب ...

قد تمطر السماء أحيانا فتملأ أوعيتك ...
وقد تصطاد بعض السمك ليقوتك ويقويك ...
وهذه وتلك هي تعزيات السماء المادية أو الروحية التي يرسلها لك في الطريق لتتقوى ...

إن أدركت هذا ... فأنت قد تعلمت أن تنصت لصوت الله ...
وعرفت طريقة معاملاته معك ... فسوف تسير في الطريق الصحيح ... وتصل إلى غايتك ...
وإن لم تتعلم ولم تفهم ستظل تتخبط دون أن تصل لشيء ...

البعض يظلون على الشاطئ ينظرون نحو الشمال في شوق دون أن يفعلوا شيئا ...
آملين أن يصلوا هناك بعد الموت ...
والبعض تأخذهم الحمية الناتجة عن الكبرياء ...
فيندفعون بسرعة أكثر من اللازم ... فينكسر قاربهم ... ويعودون للبدء من جديد ...

كثيرون ينطلقون في البحر في اتجاهات مختلفة ... وكل واحد منهم يظن أنه في الطريق الصحيح ...
والويل لمن يشير للآخرين أن يتبعوه وهو يسير في طريق خاطئ !!!
أي الخادم الذي يتجاسر بارشاد الآخرين قبل أن ينضج روحيا ...

كلما تقدمت في الطريق تقتني أجهزة ملاحية دقيقة أفضل من كل التكنولوجيا الحديثة ...
فتسير بصورة أفضل وأهدأ ... دون إنحرافات كثيرة ... فتستطيع أن تقود الآخرين ...

الجهاد في الطريق هو الرجاء ...
والوصول إلى الميناء هو المحبة ...
فالحب الإلهي هو قمة الأفراح والراحة التي لا تعب بعدها !!!

ليست هناك تعليقات: